دفاعا عن الحزب الجمهوري!
الثلاثاء, 20 مارس 2012 08:28

alt

قال لي صاحبي ونحن نشاهد - عبر الشاشة- جانبا من وقائع مؤتمر الحزب الجمهوري المعارض:

"أما ترى هذه المومياء ... التي عجزت سلالاتها عن دفنها، فتركت سائبة تسرح وتمرح؟ وهذه الدمى المهشمة الناعبة، من فرط ما أصابها وهي تسقط من عل حيث كانت عالقة في رأس سارية هبل؟ والمسروقات المعروضة على الملأ في قارعة الطريق! لم لا يعلن أصحابها عن ضياعها منهم، أو يرفعوا دعاوى باستردادها، أم إنهم عدموا البينة (من أين لك هذا) على أنها مال عام سلب منهم؟ لم لا يدفن الجيش الموتى، ويصادر المال العام المنهوب، ويودع اللصوص في غياهب السجن، ويكنس حطام الدمى في مزبلة التاريخ"؟

قلت: عجبا لنا! نمقت الطغيان، ونعشق الحرية، ونحبذ البغي، ونأمر بالمنكر!

أليس هؤلاء جزءا من المجتمع؟ ألم يحكمونا عشرين سنة أو يزيد؟ وزراء سابقون ولاحقون ونواب، مديرون وسفراء حاليون، رجال أعمال مزهوون، ووجهاء محليون ودوليون! ألا يحق لهؤلاء أن يتمتعوا بما ننعم به الآن من حقوق، ونصبو إلى تدوينه واحترامه قاعدة لسلوكنا في الحياة؟ أوليس من حقهم - كبارا وصغارا- عقد مؤتمرهم في أمان، واختيار نهجهم الخاص، وقيادتهم دون أدنى تدخل من أحد؟ وما هو الضرر في ذلك؟ 

قال: "هؤلاء قطعوا أواصرهم الاجتماعية بما جنت أيديهم في حق المجتمع. ومن حقنا - بل من واجبنا- أن ننبذهم، جزاء بما صنعوا، كما نبذ الفرنسيون كافة، الجبهة الوطنية إبان انتخابات الرئاسة الأخيرة" سنة 2002. 

قلت: أين بينتك؟ ولتعلم أن الحجة البالغة - في هذا المجال- إنما هي صك من هيئة محايدة، مختصة، تملك الخبرة والوسائل، يحتوي تمحيصا وجردا للمال والجاه، وتدقيقا شاملا لتصرفات جميع من وصلوا إليهما من القوم. ولا أظن أنك تملك مثل ذلك الصك، أو أنه سيرى النور في قطرنا! ما دام رئيسنا قد وعد بعدم التعرض للجمهوريين! ومن شيمنا الخالدة الصفح وفقدان الذاكرة.

أما مثال الفرنسيين والجبهة الوطنية، فهو غير وارد في حالتنا أصلا.. وقياس مع وجود الفارق: لقد نبذ المجتمع الفرنسي الديمقراطي الجبهة الوطنية بسبب أفكارها اليمينية الموغلة في التطرف والعنصرية؛ والمسطرة في برامجها وخطب قادتها.. بينما برامج الحزب الجمهوري –المعارض- آية في التقدم والديمقراطية والاجتماع.. والتجديد أيضا! وفي مجتمع راق كمجتمعنا الجمهوري الفاضل الوديع الذي لا يوجد فيه أمي، وديدنه القعود حتى تمطر السماء ذهبا، ويقدم له الحاكم بالله كافة حقوقه، مجانا، على طبق من ذهب، فإن العبرة بالقول لا بالفعل!  

وكأن مجنونا لم يقل – بحق- منذ نحو 14 قرنا:

فلا تنظري ليلى إلى (القول) وانظري      إلى الكف ماذا بالعصافير تفعل!

"السفير" العدد 202 الأربعاء 26 أكتوبر 205

 

فيديو

فيديو

فيديو

فيديو

فيديو

فيديو

فيديو

الآن في المكتبات

فيديو

المتواجدون الآن

حاليا يتواجد 10 زوار  على الموقع