|
السجّــان
"نحـن أسرى معـا وفي قفص (الأســـ ـــر) يعاني السجان والمسجـون"

سيدي بن الغلاوي. اسم قفز إلى ذهنه وهو يتذكر ذلك الكهل المشظوفي (الحرسي) السجان الذي يبكي بحرقة دافنا وجهه في طاقيته، كلما سمع وصلة من غناء الفنان الكبير سيد أحمد بن عوه في مذياع سجنائه المحمول الذي يثب لاحتضانه، حينها، وينسى البندقية! كانت بلواه أعظم من محنتهم، وسجنه الدائم أكبر من حبسهم المؤقت.. أولم يقض الزمن الغاشم بنزوحه السرمدي من حوضه الخصيب الحبيب، وإقامته في آمكرز مشتملا أذرعا من البند (الكاكي).. بعد عهد الدراعة الفضفاضة ولثام النيلة الأسود! وهاهو يراوح في حيّز ضيّق، كالمهر المربوط، يرعى نفرا من الأشقياء بعد أن كان يرعى "المجد" (القبيلة والإبل والأغنام والعبيد) الذي أصبح، بين عشية وضحاها أثرا بعد عين؟!
|
|
التفاصيل
|