رسالة إلى رفيق
الأستاذ محمدٌ ولد إشدو
من رسالة إلى الرفيق سميدع في منفاه بأطار ردا
على رسالة ينصح فيها الشاعر بالحيطة والحذر
يا رفيقي تحـــية من فــــــؤادي ** بدمائي أزفـــــها.. لا مـــــدادي
تبعث العزم والطموح وتـــذكـي ** جذوة الحقد في صمـــيم الفـؤاد
مقتضاها أني على العــهد دوما ** ما حيـــــينا إلى بلــــوغ المـراد
ما براني الأسى ولا حطـــمتني ** مشكلاتي ولا عدتني العـوادي!
لا..ولا النفي عن عرينيثناني ** أو ثناني غلوهم في اضطهادي!
بيد أني..............................** .....................................
...................................... ** ....................................
أنا إن مت فالعروبة تبــــــــــقى ** جــــــــذوة تلتـــظي خلال رمـادي
أنا إن مت فالتحرر يبــــــــــقـى ** مطلب الشعب في القرى والبوادي
أنا إن مت فالشبيبة تبــــــــــــقى ** بالمـــــــبادي التـي رسمت تنـادي
لا أغالي وإنما - يا رفيــــــــقي-** أنا إن مت لن تمــــــوت المبادي!
"كيف أصبحت في محـلك بعدي ** ياجـــديرا مني بكل افتـــــقـاد؟!"
بينما كنت في الخمائل تــــرعـي ** صادحا فــــوق غصنك الميــــــاد
بينما كنت في عرينـك تحــــمـي** شعــــــبه من مظـــــالم الأسيــــاد
صرت تحيا مشردا.. كيف تحـيا** في شـــمال البلاد.. في الأصفــاد؟
في انعزال عن الحياة؛ وتتـــرى ** كـــــــــل يـــــــوم مآتم الأعيـــاد!
لا تسابيح للعــــــــــروبة تتلــــى ** في خشـــــوع على شباب الضاد
لا اتحاد لثـــورة.. لا انطــــــلاق** لا شباب لنا عــــلى استــــعـــداد
لا كفــــاح مـــنظـــم.. لادفــــاع** عن تراث الآبــــاء والأجـــــداد!
بل ركود مســــــــيطر وخضوع** في خنـــــــوع وذلة وانقيـــــــاد!
كل بيــــت مفـــــجـــع فــي ذويه** كل أم على ابنــــها فـــي حــداد!
قتِّلوا.. شرِّدوا الشـــبيبة؛ وانفــــوا** كل حرّ بذي المــــــــبادي ينادي
نحن ثرنا ولات حيـــــــن رجوع ** أو خنوع.. ولات حـــين ارتداد!
وزحفنا إلى الطليعة نحــــــــــــدو** ثورة الشعب ضد الاستــــــعبـاد
سوف نعطي الجياع خبزا ونسـقي** بالمعين الفرات كل الصـــــوادي
سوف نعطي الجهال علما ونهدي **حائرينا بهدي طـــــه الهـــــــادي
سوف نبني من العروبة حــــصنا ** هـــــدمته معــــاول الإفــســـــاد
ليس في القتل والتـــــــشـردعيب** إنما العيب أن نخون المـــبـادي!
كيفه؛ بداية 1967