ضيف وقضية (12)
الثلاثاء, 12 يناير 2016 09:16

 

الأدب في خدمة القضية

altمن خلال النص "أطفالنا يتساءلون" - الذي كتبته في نفس الفترة- يمكن فهم مدى القمع الذي وُوجهت به قيادة الحركة الوطنية وحزب الكادحين، لكن تستطيع أن تفهم من خلال النص ما هي المطالب؟

أطفالنا يتساءلون

(نماذج من الأطفال)

فوزي يسائل أمه:

"بابا لماذا لا يعود؟"

وتجيبه الأم الحزينة في صمود:

"أبوك حتما سيعود

أبوك ليس بخائن،

أو مجرم، أو مستفيد

هل يحبس القمرَ السياجُ؟

وهل يعاق عن الصعود؟"

 

يحيى يسائل أمه:

"أبي لماذا لا يعود؟"

وتجيبه الأم الحزينة في صمود:

"أبوك حتما سيعود

أبوك ليس بخائن،

أو مجرم، أو مستفيد

هل يحبس القمرَ السياجُ؟

وهل يعاق عن الصعود؟"

 

عثمان نفس الشيء، يطرح نفس التساؤل.

ناجي يطرح نفس التساؤل.

محمد شنوف يطرح نفس التساؤل.

محمد يطرح نفس التساؤل.

سلَّمْ تطرح نفس التساؤل.

عَرْبَه تطرح نفس التساؤل.

هؤلاء الأطفال اليوم – والحمد لله- رجال ونساء. هؤلاء كلهم كان آباؤهم في السجن يومها.

لحسن: والأسماء من وحي الواقع؟

ذ. إشدو: الأسماء صحيحة كلها!

لحسن: أسماء لقياديين في الحركة؟

ذ. إشدو: أسماء أبناء قياديين.

عثمان ابن دافا بكاري. محمد شنوف ابن مالكيف ولد الحسن.

لحسن: إذن فالنص كان يستوحي كلماته من وحي الواقع الذي تمر به الحركة حينها.

ذ. إشدو: نعم.

"تومبى" يسائل أخته (تومبي ابن لادجي اتراوري)

"آمي":

"أبي متى يعود؟

عمي.. لماذا لا يعود؟

أمي لماذا لا تعود؟ (سجن أبوه وسجنت أمه معا! وبقيت معه أخته الصغيرة).

ماذا يريد بها الجنود؟"

(أطفالنا في عهدكم عرفوا الجنود!)

وتجيبه الأخت الصغيرة

في شرود:

"هم غائبون

يصارعون الغول في واد بعيد

وسيرجعون برأسها

وسيحملون لنا ورود

وسيجلبون لشعبنا

تمرا وزيتونا نضيد

وحمامة معتوقة

بيضاء تصدح بالنشيد

وشريعة لعموم الشعب

من بيض وسود

وسيكسرون قيودنا،

ويقيدون بها القرود

ويقدمون لجيلنا

صندوق ألعاب جديد

فيه المدارس والمدافع

والمصانع والسدود

امسح دموعك يا أخي

فالليل حتما لن يسود".

لحسن: الله!

ذ. إشدو: هذا حديث الطفلة!

وخديجة في سجنها

تمتص أثداء الحراب

الأم والرفاق في إضراب

يتمردون ويرفضون

الهون في ظل العذاب

ويُقَبّلون أشعة التحرير

من خلف الضباب

 

يا أيها المتسلطون!

أطفالنا في عهدكم عرفوا السجون!

أطفالنا في عهدكم يتساءلون:

فبأي حق أيها الأقزام

تكوون القلوب؟

وبأي حق تجعلون القمع

خبزا للشعوب؟

وتدنسون قداسة الأوطان

بالظلم الرهيب؟

 

هل خوّل الإسلام للحكام

تعبيد البشر؟

أم جوهر استقلالكم

أن تذبحونا كالبقر؟

من أنتمُ؟  حكامُنا؟!

من أين جئتم؟ ما الخبر؟

ما دوركم؟

لا تصنعون - على الأقل- لنا إبر!

ما فضلكم؟

لا تُنزلون - على الأقل- لنا المطر!

تتجبرون..

وتقعدون على هوانا كالقدر!

لا تزرعون؛ وتفسدون الزرع، تجنون الثمر!

تستعبدون.. وتجلدون..

وتقتلون بلا وزر!

وتقدمون دماءنا

للمستغلين الأخر!

 

يا أيها المتسلطون...

أطفالنا في عهدكم يتساءلون!

أطفالنا في عهدكم

عرفوا السجون!

عرفوا التشرد..

والفظائع والجنون!

 

أطفالنا في عهدكم

عرفوا السلاح!

رأوا الخراف يدجنون الشعب

قهرا بالسلاح!

رأوا الكلاب يذللون الشعب

جهرا بالسلاح!

... لكنهم رضعوا الكفاح!

عاشوا المجاعة

والكوليرا والكساح!

ذاقوا وبال نظامكم؛

عشقوا الصباح

وغدا سينبلج الصباح!

يونيو 1973

لحسن: نص رائع! وهو طبعا غيض من فيض إبداع يعج به ديوان "أغاني الوطن" للضيف الأستاذ المحامي والأديب محمدٌ ولد إشدو.

فيديو

فيديو

فيديو

فيديو

فيديو

فيديو

فيديو

الآن في المكتبات

فيديو

المتواجدون الآن

حاليا يتواجد 2 زوار  على الموقع