إلى أحرار موريتانيا.. الآن في المكتبات
الأربعاء, 26 نوفمبر 2014 14:14

 

alt"إلى أحرار موريتانيا" كتاب جديد للأستاذ محمدٌ ولد إشدو وصل الآن إلى متناول القراء الكرام؛ فهو معروض لدى كل من شركة الكتب الإسلامية ومكتبة القرنين 15هـ/ 21م بالعاصمة.

يوثق المؤلف في إصداره الحالي مرحلة ما بعد صدور كتابه "أزمة الحكم في موريتانيا" ويرصد ويحلل التحولات التي شهدتها البلاد والمنطقة منذ إذٍ على مختلف الأصعدة، ويحدد بعض العقبات التي ما تزال تعترض طرق موكب الإصلاح والنهوض الذي لا مرد له، ويستشرف الأضواء التي تلوح في نهاية النفق..

يقع الكتاب في حوالي 240 صفحة، وقد صدر ببيروت عن دار الفكر اللبنانية. وهذه مقدمته:

 

إلى أحرار موريتانيا

         أيها القارئ الكريم،

تنصرم اليوم على صدور كتاب "أزمة الحكم في موريتانيا" الذي تطارحنا فيه بعض هموم الوطن، أربع سنوات زاخرة بالحياة والعمل والعمران.. وبالهدم والتخريب أيضا!

ومع ذلك، فلا يبدو أن سِفر تكوين "مجتمع مجمع البحرين" قد اكتمل؛ بل ما تزال بعض فصوله عالقة قيد البحث والتحرير. وما يزال محتدما في أحشائه دون هوادة ذلك الصراع المصيري الذي رصده الأستاذ الدكتور محمد ولد عبد الحي في "إضاءته" التي حلّى بها الكتاب "بين الحياة والموت، والأمل واليأس، والخير والشر، والبناء والهدم، والضمير والتدمير، والوفاء والخيانة".

فالكتاب الذي رصد لحظة من تطور مجتمعنا:

* عرض ثلاث عقبات كأداء تسد طريق موكب الحرية الزاحف هي: استشراء الفساد في البلاد، وتهميش شريحة اجتماعية معتبرة هي الحراطين، وانقلاب المترفين الدائم على الشعب.

* وحدد هدفا أساسيا لا يمكن إصلاح أو بناء على هذه الأرض دون بلوغه، ألا وهو: الفصل بين السلطة والمال كما كان في عهد الرئيس المختار ولد داداه رحمه الله!

* وبيّن آلية ناجعة في تذليل العقبات، وبلوغ الهدف، وإن كانت صعبة المنال، هي: وحدة القوى الوطنية حول إنجاز مهمات التطور الاجتماعي، وبناء جبهة وطنية متحدة تصون وتعمر وتحمي وتنتصر.

* وتنبأ بمصير عاثر للقوى السياسية التي تقاوم التاريخ، وتهمل حركة وحاجات المجتمع، وتعادي العلم.

فماذا تحقق خلال هذه المدة؟ وأين نحن الآن؟

1. في مجال محاربة الفساد: قلمت أظافر، وأفلتت أخرى، ونمت مخالب كانت كسيحة.. ونال الشيء العمومي حرمة ما، وإن كانت ما تزال خجولة ومزعزعة.. وما يزال المفسدون يتربصون الدوائر بالإصلاح، يترصدونه، ويتحينون الفرص للانقضاض عليه كلما وجدوا إلى ذلك سبيلا!

2. في مجال فك عزلة الحراطين: تحول "مثلث الفقر" إلى واحة أمل، واختفت معظم أحياء الصفيح من كبريات المدن، وحصل أهلنا في "الكبات" على الأرض المستصلحة، والمواد الأساسية المدعومة، وأنشئت وكالة "التضامن" الواعدة، وازدادت نسبة التعليم والتوظيف في صفوف الشباب. هذا بالإضافة إلى ترسانة القوانين التي تحمي هذه المكاسب. وأفلست "صناعة الرق" التي ترعاها المنظمات الصهيونية والاستعمارية، وتقوم عليها بعض الفئات الضالة بغية بث الكراهية وإلهاء وحرف الحراطين! وتراجعت شعارات "صيادي العبيد" إلى المطالبة بـ"إنصاف العبيد السابقين" (وكأن الحراطين كانوا كلهم عبيدا). و"إنهاء تهميش الحراطين" الذي نادينا به من قبل، و"عبودية العمل" و"عبودية الأرض" و"عبودية اللون" إلخ...

3. في مجال حرية الشعب: أصبح الشعب مستفيدا رئيسيا في ميادين السيادة الوطنية وحرية القرار الوطني، والأمن، والبنى التحتية، والصحة، والحريات العامة (حرية التعبير والتنظيم) وأصبح لنا جيش جمهوري قوي يملك زمام أمره، ويشكل في غياب المؤسسات الديمقراطية الضمانة الوحيدة لوحدة وسلامة واستقلال الوطن.

لكنّ هذه المكاسب - رغم أهميتها- ستبقى هشة ومهددة بالزوال ما لم تستند إلى أسس الدولة الحديثة التي تشكل وحدها الضمان الحقيقي لاستمرار ونمو الإصلاح، ولاستتباب السلم الاجتماعي. ذلك أن ما بني من تلك الأسس في فجر وضحى الاستقلال كان طيلة العقود الماضية وما يزال مسرحا لعبث معاول الفساد؛ ولم تنتصر بعد إرادة إعادة التأسيس. الشيء الذي جعل مؤسسات الدولة القائمة صورية في معظمها، والقانون معطلا، والقضاء غائبا، والتعليم فاسدا، والقوى السياسية والمدنية (خاصة تلك التي ترفع شعارات الرحيل والمقاطعة) ضعيفة ومخترقة ومشلولة وعاجزة عن القيام بدور في توطيد الاستقلال وبناء دولة القانون، بتحقيق الوحدة الوطنية وحماية المكاسب ورفد الإصلاح وتقريب هدف فك الارتباط بين السلطة والمال!

ثلاثة ثقلاء "دخلوا المدينة على حين غفلة من أهلها" هم:

ـ إرهاب القاعدة في الداخل والخارج. وقد تصدت له الحكومة والجيش بحزم وشجاعة نادرين، رغم نقص الوسائل وتخاذل واستسلام بعض القوى السياسية تحت شتى الذرائع، ووجود حاضنة "إسلامية" معششة تشكل تربة صالحة لنمو تلك النبتة الشيطانية السامة.

ـ أوهام عدوى "الربيع العربي" التي أصابت البعض فهبوا يمتطون السراب ويصنعون الثورة من هباء!

ـ محاولة اغتيال رئيس الجمهورية التي كادت أن ترجعنا إلى درك التيه، كما كان غداة اغتيال الرئيس أحمد ولد بوسيف رحمه الله.. ولكن الله لطف وسلم.. وسارت القافلة!

وخلاصة القول، إننا نتقدم بفضل طاقة الإصلاح التي فجرتها ورعتها نواة وروح حركة 3 أغسطس 05، ورعتها وساهمت فيها جماهير غفيرة من الشعب؛ ولكننا نتقدم ببطء وعفوية وحرفية وبخطى غير ثابتة؛ بيد أن مآلات هذا الصراع، الذي لم تقترب نهايته بعدُ، توحي بصدق نبوءة الأستاذ الدكتور محمد ولد عبد الحي في إضاءته بأن "جبهة الحياة تحولت من موقف الدفاع إلى موقع الهجوم"... وقد حققت شيئا وبقيت أشياء!

لقد زاد من تعقيد هذا الوضع سوء أداء الطبقة السياسية التي عجزت عن فهم المرحلة وإدارتها، وخاصة أثناء الاستحقاقات الانتخابية الراهنة. سواء منها من قاطعوا فعطلوا جهودهم وعزلوا أنفسهم عن المعترك السياسي والفعل، ومن شغلهم اللهاث وراء المصالح الانتخابية الآنية عن اغتنام الفرصة واتخاذها معبرا إلى التغيير والتجديد وبناء المؤسسات الجمهورية، بدل الارتماء في أحضان القبيلة والمال والارتهان للشيطان!

 

نواكشوط في 26 أكتوبر 2013

محمدٌ ولد إشدو

 

فيديو

فيديو

فيديو

فيديو

فيديو

فيديو

فيديو

الآن في المكتبات

فيديو

المتواجدون الآن

حاليا يتواجد 10 زوار  على الموقع