8 مـارس 2006 عيد المرأة!
السبت, 08 مارس 2014 08:19

 

altوكـل يدعـي شغفـا بليلــى          وليلى لا تقــر لهــــم بذاكـــا

 

رغم انعقاد الخلاف حول هذه المناسبة الناعمة: عيد المرأة؛ لم نكن نتصور أنها ستثير الجدل القديم- الجديد حول حرية ومكانة المرأة الموريتانية في المجتمع! ذلك أن قضايا حرية المرأة تم حسمها في بلادنا قبل أن يتصدى لها الحداد وقاسم أمين وغيرهما بكثير! أولم تكن الشغل الشاغل للحزب الواحد ونظامه الذي دام زهاء عشرين سنة؟ يضاف إلى ذلك أن النظام العسكري بمختف طبعاته - وخاصة

"ديمقراطية العسكر"- ظل يرفع من شأن المرأة والكتاب إلى أن كادت تحتل - أو احتلت فعلا- منصب الرئاسة؛ ولا غرو! فامرأتنا ذكية جدا، وداهية جدا، ومتعلمة جدا، وخطيرة جدا!

ثلاثة أحداث ذكرتني بموضوع المرأة ونحن نحتفل بعيدها:

1. لقاء قدر لي بامرأة ورجل كانا يشغلان وظائف تشريعية وتنفيذية سامية في عهد الفساد البائد؛ كان الرجل - رغم علو قدره- لا يفقه شيئا مما حوله، وطمس الجهل والغرور على قلبه وعقله لحد جعلنا مدعاة للسخرية والشفقة نحن الذين كان يتولى - ولو شكليا- زمام أمورنا! بينما كانت المرأة مثالا في العقل والمعرفة والصدق والمسؤولية رغم محيطها وحزبها ومجتمعها!

2. تميز حزب الصواب عن غيره من "أحزاب السباق إلى الرئاسة" بتنظيم وقفة نسائية جمعت كوكبة من الكادر النسوي ناقشت في هدوء مسار المرأة، والعقبات الكثيرة التي تعترض طريقها، والخطوات الكفيلة برفع مستوى تمثيلها في مؤسسات الجمهورية. وكانت خلاصة ما توصلن إليه بحق: أن طريق المرأة طويل وشاق، وغير سالك أو مأمون!

3. وصول السيدة ميشيل باشلو إلى منصب رئيس الجمهورية في الشيلي.

ـ باشلو لم تترب في كنف الطغاة، أو تتوسل بهم للوصول إلى ما وصلت إليه. ولو كانت كذلك لما اهتم بوصولها أحد. إن جذورها هي: أب جنرال دافع عن شرعية الشعب حتى النهاية، وقاوم الدكتاتورية الفاشية والهيمنة الأمريكية لحد الموت تحت التعذيب في عهد بينوتشي، وسلطة رفضت الاستسلام لأمريكا وعملائها فكان من أسمى صور مقاومتها أن رئيس الجمهورية ألييندي حمل السلاح وظل يقاتل في قصر الرئاسة في مونكادا حتى آخر قطرة من دمه الزكي، وشعب نازل الديكتاتورية وهزمها نهائيا في شيلي. 

ـ أول قرار اتخذته رئيسة شيلي كان توزيع الحقائب الوزارية بالتناصف بين الرجال والنساء! هل كان ذلك كرما منها، أم عدالة تجاه جنس النساء المضطهدات، أم انتقاما من جنس الرجال الظالمين؟

لا هذا ولا ذاك ولا ذلك: ففي مجال السياسة والصراع الاجتماعي لا توجد هبات؛ ولا تمطر السماء عدلا!

ما قررته رئيسة الشيلي كان ثمرة نضال طويل، وتعبيرا عن ميزان قوة معين، ودرجة عالية من النضج الاجتماعي بلغها المجتمع الشيلي سترقى به إلى مصاف الشعوب التي تستحق الحياة!

... يتساءل أعداء المرأة وهم كثر عندنا نحن الذين لا نزال بعيدا جدا: أي خير في تولي امرأة مقاليد الأمور؟ والجواب: إذا تولت امرأة منصبا - عن جدارة وكفاءة- فإنها ستنجح في تسييره؛ لأنها تفوق الرجل في الصبر، والمثابرة، والعفة عن المال العام.. وفي اللطف أيضا!

 

نشر في العدد 272 من جريدة "السفير" صباح الأربعاء 15 مارس 2006 ثم صدر في كتاب "حتى لا نركع مرة أخرى".

ونعيد نشره اليوم بمناسبة عيد المرأة العالمي. 

فيديو

فيديو

فيديو

فيديو

فيديو

فيديو

فيديو

الآن في المكتبات

فيديو

المتواجدون الآن

حاليا يتواجد 10 زوار  على الموقع