| لا نريد تصويتَ هؤلاء |
| الجمعة, 14 يوليو 2017 07:40 |
|
مكفولة منت آگاط
وكما هو معلوم فإن الحملات السياسية من هذا النوع ضرورية وعادية ومتعارف عليها عالميا، ويُسَهِّل على العاملين في هذه الحملة بشكل خاص ارتفاع شعبية الرئيس محمد ولد عبد العزيز ويجعل الجهد المطلوب لإقناع الشعب الموريتاني بأي مقترح تتقدم به الحكومة - بقيادة المهندس يحيى ولد حدمين أمرا سهلاً وبسيطاً. لا تريد موريتانيا كذلك تصويت من ليس سعيدا بقوة ويقظة أجهزتنا الأمنية التي استطاعت توفير الأمن على عموم البلاد وفي فيافي وصحاري موريتانيا الشاسعة بعد أن كانت أصوات الطلقات النارية واختطاف الضيوف تكاد تكون شيئا عاديا؛ بل مألوفا كما هو الحال في منطقتنا التي تعج بالفتن والاضطرابات. لا نريد في موريتانيا تصويت من ليس ممتنا لضبط هويته الوطنية وفق آخر المواصفات بعد أن كانت أوراق البلد تباع بأبخس الأثمان. لا تريد موريتانيا صوت من لا يحس بالسعادة والارتياح لمكانتها التي استطاعت بفعل استقرارها وحنكة قيادتها ممثلة في سيادة الرئيس محمد ولد عبد العزيز أن تترأس كل المنظمات الإقليمية وتنجح في كسب تحديات المكانة والنفوذ الدولي، فاستطعنا بفضل وعي قيادتنا أن نكون رقما كبيرا ونقطة تقاطع في السياسة الإقليمية والدولية تستشيرها وتطلب تدخلها - بل وتخطب ودها- الدول الكبرى إقليميا وعالميا، بعد أن كان أقرب المقربين يربط اسم موريتانيا بالتخلف عن الركب العالمي، هذا إن لم يربطه مع أي اسم يقاربه في النطق دون ذكر أو استشعار للتاريخ أو الجغرافيا.
لا نريد كذلك صوت من لا يري ما تم إنجازه علي مستوى البنية التحتية؛ والذي فاق 5 مرات ما تم إنجازه خلال الخمسين سنة الماضية من طرق ومستشفيات ومطارات بمواصفات عالمية وأسطول طائرات في تزايد دائم.
لا نريد أصواتَ من لا يدري – ولا يفهم- أن الغرض من هذه التعديلات هو القيام بقفزة أخرى تشريعية تتوج وتعزز كل ما سبق من انجازات في مجالات الأمن والاقتصاد والطاقة والتعليم والبنى التحتية وغيرها بإنجازات تشريعية. ورغم ما قيل أو قد يقال فإن إلغاء إحدى غرفتي البرلمان ليس موجها ضد أشخاص بعينهم، وليس تصفية لحساب من أي نوع، كما أن دمج هيئتين أو ثلاث في هيئة واحدة لا يضيع حقوقا ولا يهدم إنجازا؛ إذ إن المجالس المحلية المزمع تشكيلها لا تتجاوز كونها تطورا ديمقراطيا يجب أن يكون مطمحاً لكل ذي رأي، لما يوفره من تمثيل موسع وتوزيع برامج التنمية علي المستوى الوطني.
وبخصوص التغيير المتعلق بإضفاء تخليد رمزي يشير لبطولات المقاومة على العلم الوطني فهي مطلب ومطمع قديم لفئة عريضة من الشعب الموريتاني؛ إذ هو أقل القليل في حق من ضحوا بدمائهم وأشلائهم في سبيل هذه الأرض الطاهرة. |
