لا نريد تصويتَ هؤلاء
الجمعة, 14 يوليو 2017 07:40

 

مكفولة منت آگاط     

altقبل الاستفتاء العام على التعديلات - أو بالأحرى التصحيحات الدستورية كما نحب أن نسميها- في  5 أغسطس القادم تحشد الدولة كافة الجهود لتوفير الإمكانات اللازمة لإجراء التصويت في أحسن الظروف.
ومع أن المعطيات الأولية تشير إلى نجاح هذا الاستفتاء وفوز التصحيحات بنسبة كبيرة قد تفوق الـ80% إلا أن أحزاب الموالاة والأحزاب المعارضة  المشاركة في الحوار الذي أنتج هذه التصحيحات تستعد للقيام بحملات تحسيسية حول التصويت وإظهارا لفائدة المقترح.

وكما هو معلوم فإن الحملات السياسية من هذا النوع ضرورية وعادية ومتعارف عليها عالميا، ويُسَهِّل على العاملين في هذه الحملة بشكل خاص ارتفاع شعبية الرئيس محمد ولد عبد العزيز ويجعل الجهد المطلوب لإقناع الشعب الموريتاني بأي مقترح تتقدم به الحكومة - بقيادة المهندس يحيى ولد حدمين  أمرا سهلاً وبسيطاً. 
فمن ليس فخورا بجيشه القوي المجهز بآخر التجهيزات  وأحدثها؛ والذي أصبح أحد أهم الجيوش في المنطقة  بعد أن كان أفراده هدفا سهلا للإرهابيين وقطاع الطرق في تورين ولمغيطي؟! من ليس فخورا بهذا الجيش فلا حاجة لموريتانيا بتصويته. 

لا تريد موريتانيا كذلك تصويت من ليس سعيدا بقوة ويقظة أجهزتنا الأمنية التي استطاعت توفير الأمن على عموم البلاد وفي فيافي وصحاري  موريتانيا الشاسعة بعد أن كانت أصوات الطلقات النارية واختطاف الضيوف تكاد تكون شيئا عاديا؛ بل مألوفا كما هو الحال في منطقتنا التي تعج بالفتن والاضطرابات.

لا نريد في موريتانيا تصويت من ليس ممتنا لضبط هويته الوطنية وفق آخر المواصفات بعد أن كانت أوراق البلد تباع بأبخس الأثمان.

لا تريد موريتانيا  صوت من لا يحس بالسعادة والارتياح لمكانتها التي استطاعت بفعل استقرارها وحنكة قيادتها ممثلة في سيادة الرئيس محمد ولد عبد العزيز أن تترأس كل المنظمات الإقليمية وتنجح في كسب تحديات المكانة والنفوذ الدولي، فاستطعنا بفضل وعي قيادتنا أن نكون رقما كبيرا ونقطة تقاطع في السياسة الإقليمية والدولية تستشيرها وتطلب تدخلها - بل وتخطب ودها- الدول الكبرى إقليميا وعالميا، بعد أن كان أقرب المقربين يربط اسم موريتانيا بالتخلف عن الركب العالمي، هذا إن لم يربطه مع أي اسم يقاربه في النطق دون ذكر أو استشعار للتاريخ أو الجغرافيا. 

لا نريد كذلك صوت من لا يري ما تم إنجازه علي مستوى البنية التحتية؛ والذي فاق 5 مرات ما تم إنجازه خلال الخمسين سنة الماضية من طرق ومستشفيات ومطارات  بمواصفات عالمية وأسطول طائرات في تزايد دائم.
لا نحتاج صوت من لم يشعر بالأمان المادي من مدخرات الخزينة المعتبرة؛ فبعد أن كانت موريتانيا تعجز في أغلب الأحيان  عن تسديد رواتب موظفيها إلا عن طريق الاستدانة أصبحت اليوم تشارك في مسارات التنمية الإقليمية. وأبسط دليل على ذلك تصدير الكهرباء للدول المجاورة مع التسارع المستمر لتنويع مصادر الطاقة داخليا.
لا نحتاج تصويت من ليس سعيدا ببرنامج أمل ووكالة التضامن وشركة توزيع الأسماك التي قضت على الكثير من حالات الفقر والعوز التي كانت منتشرة للأسف الشديد، كما لا نحتاج تصويت من لم يسعد بفتح المسابقات الشفافة أمام الجميع ممن لا يملكون وساطة ولا ظهيرا. 

لا نريد أصواتَ من لا يدري – ولا يفهم- أن الغرض من هذه التعديلات هو القيام بقفزة أخرى تشريعية تتوج وتعزز كل ما سبق من انجازات في مجالات الأمن والاقتصاد والطاقة والتعليم والبنى التحتية وغيرها بإنجازات تشريعية.
حيث إن البوابة الرئيسية لفهم مقترح التعديلات الدستورية الحالي – بشكل مبسط – هي السؤال التالي: أيهما الأفضل برلمان من غرفتين أم برلمان من غرفة واحدة  ينتخب أعضاؤه بالاقتراع المباشر على قاعدة ثقة المواطنين وخدمة مصالحهم؟ أيهما أفضل مجلس شيوخ في انواكشوط أم مجالس جهوية محلية ترعى مصالح المواطنين في جهاتهم عن قرب؟

ورغم ما قيل أو قد يقال فإن إلغاء إحدى غرفتي البرلمان ليس موجها ضد أشخاص بعينهم، وليس تصفية لحساب من أي نوع،  كما أن دمج هيئتين أو ثلاث في هيئة واحدة لا يضيع حقوقا ولا يهدم  إنجازا؛ إذ إن المجالس المحلية المزمع تشكيلها لا تتجاوز كونها تطورا ديمقراطيا يجب أن يكون مطمحاً لكل ذي رأي، لما يوفره من تمثيل موسع وتوزيع برامج التنمية علي المستوى الوطني.

وبخصوص التغيير المتعلق بإضفاء تخليد رمزي يشير لبطولات المقاومة على العلم الوطني فهي مطلب  ومطمع قديم لفئة عريضة من الشعب الموريتاني؛ إذ هو أقل القليل في حق من ضحوا بدمائهم وأشلائهم في سبيل هذه  الأرض الطاهرة.
إن أي مواطن لم ير كل تلك الإنجازات التي تحدثنا عنها دون إسهاب - ولنا عودة إليها في مقالات قادمة إن شاء الله-  فإما أنه قد غيب وعيه، أو عطل حسه الوطني، أو أعمته الدعاية المزيفة التي لن تصبر حتى تذهب جفاء!!!
من لم يرَ خيرية التصحيحات  بناء على أحقيتها وقياسا على ما قبلها فموريتانيا في غنى عن تصويته، وهي غنية بأصوات المخلصين من أبنائها الذين يدركون أن التصويت بنعم هو الجواب الوافي لكل من يريد موريتانيا قوية بجيشها مستقلة بقرارها مالكة لسيادتها ناجحة في اقتصادها آمنة في ديارها.

فيديو

فيديو

فيديو

فيديو

فيديو

فيديو

فيديو

الآن في المكتبات

فيديو

المتواجدون الآن

حاليا يتواجد 1 زائر  على الموقع