ضيف وقضية (35)
الاثنين, 09 مايو 2016 06:52

 

انقلاب 12/12

altلحسن: السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته؛

تحية طيبة مشاهدينا الأعزاء، مشاهدي قناة "الوطنية" وأهلا وسهلا بكم في حلقة جديدة من برنامجكم الأسبوعي "ضيف وقضية" وهي بطبيعة الحال امتداد لسلسلة الحلقات التي نستضيف فيها السياسي والأديب والمحامي الأستاذ محمدٌ ولد إشدو، والتي تطرقنا فيها إلى عديد الأوراق المتعلقة بحقب ومراحل سياسية مختلفة، وبأنظمة تعاقبت على حكم موريتانيا.

نصل اليوم إلى نهاية هذه السلسلة التي قد تكونون استفدتم منها كثيرا فيما يتعلق بالتاريخ السياسي لموريتانيا. وفي حلقة الليلة – وهي الأخيرة- سنتطرق مع ضيفنا الكريم إلى فترة الرئيس الأسبق معاوية ولد الطايع، التي كنا قد تناولنا نقاطا منها في الحلقة السابقة، كما سنتجاوز إلى المرحلة الانتقالية وحكم المجلس العسكري ، ثم فترة حكم الرئيس الأسبق سيدي ولد الشيخ عبد الله، قبل أن نصل إلى المحطة الأخيرة؛ وهي محطة الرئيس الحالي، محمد ولد عبد العزيز ونظام الحكم الحالي والملفات المتعلقة بالفترة الراهنة.

إذن بداية دعوني أرحب بالضيف الأستاذ محمدٌ ولد إشدو. أهلابكم يا أستاذ.

ذ. إشدو: أهلا وسهلا بك وبالمشاهدين الكرام.

لحسن: كنا – كما تعلم- قد مررنا بعديد من المراحل السياسية وبعديد من الأنظمة التي تعاقبت على حكم موريتانيا، وفتحنا الملفات التاريخية على مصاريعها في هذه المراحل، استفضنا في الحديث حولها، وسنحاول أن تشمل هذه الحلقة الأخيرة جميع النقاط الباقية من التاريخ السياسي الموريتاني.

في الحلقة الماضية قد وصلنا إلى نقطة التعددية الديمقراطية في حكم الرئيس الأسبق معاوية ولد الطايع. والآن نود المرور على أبرز معالم تلك الفترة، كي نتجاوز إلى ما بعدها.

ولو بدأنا بمعلم يتمثل في قرار اتخذه الرئيس معاوية ربما شكل علامة فاصلة في التاريخ السياسي الموريتاني؛ وهو قرار تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني وإصراره على هذا التطبيع الذي استمر إلى ما بعد الإطاحة بالرئيس الأسبق معاوية. كيف انعكس هذا القرار؟ وما هي الأسباب التي أقنعته باتخاذه من وجهة نظركم؟

ذ. إشدو: بسم الله الرحمن الرحيم؛

كما قلت لكم فإن نظام الرئيس معاوية – أطال الله بقاءه- قد عرف عدة مراحل:

المرحلة الأولى كانت مرحلة تحرير وخلاص؛ حيث خلص موريتانيا من الوضع الذي كانت تعانيه، فكان بمثابة فتح وانعتاق. وقد أنشدتكم بعض الأشعار التي حيكت آن ذاك. وهذه الفترة هي التي سماها الرئيس محمد خونا ولد هيداله – أطال الله بقاءه- وأد مشروع العاشر من يوليو. فالناس حينها اعتبروه مخلِّصا ومنقذا، وخاصة أنه متنور؛ لذا توقعت أن يكون حكمه نهاية للعاشر من يوليو وللحكم العسكري وأن يأتي بالديمقراطية. وأعتقد أنكم تتذكرون أن السجناء أفرج عنهم وعاد المنفيون حتى الذين صدرت عليهم أحكام بالإعدام منهم. وعاشت موريتانيا فترة من التصالح مع نفسها والهناء والسرور.. إلخ.

 

في قبضة البنك الدولي

وفعلا توالت مراحل أخرى يمكنني إيجازها لك في النقاط الآتية:

- الاستسلام لوصفات البنك الدولي؛ فهذه أول سياسة صادمة للموريتانيين في عهده، وكان الرئيس محمد خونا ولد هيداله يرفضها كما في مذكراته. وتعلمون أن من استسلم لوصفات البنك الدولي فلن يحيا ولن يموت!

- استقالة الدولة من جميع السياسات الاجتماعية تقريبا، مما سبب ظهور وتفشي الليبرالية المتوحشة، وتواصل ذلك تبعا للبنك الدولي فاستقالت من الاكتتابات، ضمن السعي إلى تخفيض نفقات الدولة.. إلخ.

- الارتماء في أحضان الليبرالية المتوحشة؛ فقد سعى البنك الدولي إلى الخوصصة، وهذه أفقرت موريتانيا، خصوصا وأنها كانت تملك العديد من المؤسسات من بينها بنوك وشركة للتأمين وأخرى لتسويق الأسماك وأخرى لتسويق المحروقات.. إلخ، فخضع الجميع للخوصصة وبيع بعضه بأوقية رمزية.

- جاءت فترة أخرى شهدت مواجهة"افلام" إثر الانقلاب الذي حاولت القيام به آن ذاك، ومضت برهة في ذلك.

- كما جاءت البلديات سنة 1987فكانت بداية التدليل على ممارسة الشعب الموريتاني للديمقراطية، وكان بعض قادة الجيش الموريتاني يتهمونهدائما (أي الشعب) بأنه غير مؤهل للديمقراطية ويحتاج تدريبا عليها.

- جاءت أيضا فترة 1989 -1991 وما شهدته من أحداث سبق أن تناولناها ولست عائدا إليها، لكن أود القول إن منها ما هو بين الموريتانيين أنفسهم، وما هو بين موريتانيين وسنغاليين، وما هو بين موريتانيا والسنغال؛ فموريتانيا كدولة كانت في مهب الريح وهي تواجه السنغال، لأن ما تبقى من جيشها كان هشا. لكن العراق وقف إلى جانبها موقفا لم يقفه غيره أيا كان.

 

الاحتماء بإسرائيل

- جاء التطبيع الذي ذكرته وكان له سبب؛ ما هو؟ هو الأحداث المؤسفة التي وقعت بين موريتانيين، وخاصة ما يتعلق منها بالتصفية العرقية في الجيش؛ فقد أثيرت ونشط المعنيون بها ومحاموهم والمنظمات الدولية.. وربما أشير على الرئيس معاوية بأن الطريق الوحيد للخلاص والاحتماء من تلك التبعات - ومن كل نكبات الزمن- هو اللجوء إلى أمريكا، ومن أراد هذا فليكن عبر قلبها المتمثل في إسرائيل. لهذا كان التطبيع.

لم ينته التطبيع مع الرئيس معاوية؛ بل إن من الغريب أن أشخاصا في فترة المجلس العسكري ظلوا يدافعون عن هذه العلاقة بشكل ربما فاق دفاع الرئيس معاوية عنها.والأغرب من هذا هو أن بعض قوى التغيير والمعارضة دافعوا باستماتة عن تلك العلاقات!

-امتازت هذه الفترة كذلك بالمحاكمات وحل الأحزاب وتكميم الصحافة..

لحسن: دعنا في التطبيع قليلا. كانت موريتانيا الدولة العربية الثالثة التي طبعت مع إسرائيل بعد مصر والأردن. ودافع النظام عن نفسه وقتها بالقول إنه تطبيع شكلي، ولا يعني التخلي عن القضية الفلسطينية ولا النكوص عن دعم الشعب الفلسطيني في قضيته المشروعة.. هل كان شكليا فعلا أم مورس على أرض الواقع؟

ذ. إشدو: مورس على أرض الواقع، وكانت لإسرائيل سفارة هنا. الصهيونية عقيدة عنصرية إرهابية هدفها تحطيم كل ما هو عربي وكل ما هو إسلامي وكل ما هو تحرري، وحيثما حلت حل الخراب.وكل ما ترى لدينا الآن من المشكلات من مخلفات تلك الفترة، لأننا آوينا أفعى.

- من المراحل التي نستعرضها زمن الديمقراطية والدستور والانتخابات، وهنا أود القول إن الانتخابات كانت مزورة؛ففي انتخابات 1992 فاز المرشح أحمد ولد داداه بأغلبية الأصوات بكل بساطة، لكن الجيش قام بانقلاب وزورت النتائج.

لحسن: الجيش؟

ذ. إشدو: نعم. الجيش المنقلَب به والمحكوم به؛والذي لم يكن موجودا في تلك الفترة تقريبا. لكن ما هو موجود آن ذاك من الدبابات أنزل إلى الشوارع وجرى ما جرى.

لحسن: وأنت تعتبر أحمد ولد داداه الفائز؟

ذ. إشدو: نعم، نعم.. أنا كنت قريبا جدا من الانتخابات. وعلى سبيل المثال لم يحظ الرئيس بـ30% من الأصوات في انواكشوط! وأول نتيجة تعلن كانت من بير أم اگرين وبعد وقت أعلنت نتائج انواكشوط وغيرها.. ثم جاء كوبني!

فيديو

فيديو

فيديو

فيديو

فيديو

فيديو

فيديو

الآن في المكتبات

فيديو

المتواجدون الآن

حاليا يتواجد 2 زوار  على الموقع