د. محمدو بن امّيّن   

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على النبي العربي الأمين

اللهم إنك القائل وقولك الحق: {وإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} ونحن عبادك المحتاجون، ندعوك ونتوسل إليك بقرآنك الكريم الذي ختمناه للتو وبرسولك الصادق الأمين الذي آمنا به واتبعناه أن تشمَلنا ووالدينا وجميع المسلمين برحمتك الواسعة، وأن تنعم علينا بجنة الخلد {لا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ}.

اللهم إنك القوي القادر الكريم، القائل وقولك الحق: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} ونحن عبادك المؤمنون بقوتك وقدرتك، ندعوك ونتضرع إليك مخلصين لك الدين أن تنصر عبادك المرابطين في فلسطين، المدافعين عن المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين، الذين يتصدون ببسالة وصبر نادرين، وبإمكانيات ووسائل متواضعة ومحدودة لأعدائك من اليهود الصهاينة الذين احتلوا أرض الاسراء والمعراج وهودوها ودنسوا مقدساتها، وأخرجوا أهلها منها وظاهروا على إخراجهم، وشردوهم وعذبوهم وقتلوهم، ومنعوهم حتى من عبادتك في المسجد الأقصى الذي باركت حوله وخلال {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ}.

اللهم إنك القادر القوي الجبار، فاشدد أزر المجاهدين الفلسطينيين، وقوّ شوكتهم، ووحِّد صفوفهم، وسدِّد ضرباتهم ضد أعدائك الصهاينة المتعنتين والمتعصبين الذين يتمادون في حرق وتدمير أرض فلسطين المباركة والتنكيل بشعبها المؤمن المجاهد.

اللهم اهْدِ حكام الأمة الإسلامية إلى التفريق بين الشقيق الضحية الذي تجب مساعدته ومؤازرته والعدو الجلاد الذي يجب التصدي له ومقاومته، ووفقهم للوقوف السريع والصارم إلى جانب هذا الشعب البطل الأبي؛ رفضا لتقتيل وتشريد المدنيين العزل والنساء المسالمات والأطفال الأبرياء.

اللهم إنك الهادي إلى الصراط المستقيم، ونحن عبادك المحتاجون إليك، ندعوك أن تهدينا سبيل الرشاد، وأن تمنح حكامنا بطانة صالحة ناصحة ترشدهم إلى الخير وتحذرهم من الشر. اللهم وفقهم لاختيار معاونين ومستشارين لا تأخذهم فيك لومة لائم، مؤهلين وقادرين على ترغيبهم في الفضائل وما تقود إليه من خير في الدنيا وسعادة في الآخرة، وتحذيرهم من الرذائل وما تؤدي إليه من عار الدنيا وعذاب الآخرة.

اللهم اجعل حكام الأمة يخافونك في التعامل مع شعوبهم ووفقهم للاهتمام بمصالح الرعية وحقوقها وجنبهم الانشغال ببطونهم وجيوبهم واجعلهم يقتدون بحكام السلف الصالح، لأن صلاح الرعية - كما يقال- من صلاح الحكام.

اللهم إنك عفو غفور تحب العفو والمغفرة، فاعف عن خطايانا، وتجاوز عن زلاتنا، واقبل توبتنا، واغفر ذنوبنا وسيئاتنا، واشمَلنا وأمهاتنا وآباءنا وجميع المسلمين برحمتك التي وسعت كل شيء.

اللهم سدد خطى المسلمين، وارحم موتاهم، واشف مرضاهم، ونجّ أحياءهم من الضرر، وأبعدهم عن الخطأ والخطر.. يا أرحم الراحمين، ويا كاشف الغمة، برحمتك نستغيث فأجب دعاءنا، إنك أنت السميع المجيب.

اللهم اجعلنا وأهلنا وأصدقاءنا ممن وُفق في عبادتك، وخاف غضبك، وفاز برضاك، وشمله عفوك.

اللهم يا رب العالمين، اهد البشرية إلى صراطك المستقيم، وقِها الأوبئة والأمراض والكوارث والمجاعات والحروب، وامنن عليها بالسلامة والعافية والاستقرار. إنك ولي ذلك والقادر عليه.

واجعل اللهم آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.