سيرة متملق
السبت, 08 أغسطس 2020 08:32

 

الحسن لبات   

altوأنا يافع شاركت في حملة إيفون رازاك، طبعا ضد الثائر أحمدو ولد حرمه؛ فقد كانت السلطة آنذاك بيد الفرنسيين، وأنا جبلت منذ نعومة أظافري على حب الحكومة أيا كانت، وكره المعارضة ولو كانت على حق.

بعد الاستقلال نشطت بقوة في صفوف حزب الشعب، وكنت ضمن العناصر المدسوسة في حركة الكادحين.. كانت مهمتي أن أثبط همم شبابهم وأبث التفرقة بين صفوفهم، نجحت أيما نجاح، وتمت مكافئتي وتعييني. بعد انقلاب العاشر من يوليو كنت على رأس مسيرة التأييد والمساندة، وذهبت إلى مباني الرئاسة ومنها إلى الإذاعة، حيث عبرت عن فرحي بسقوط نظام الفساد والمحسوبية، وبزوغ عهد جديد تطبعه المصالحة وخدمة الوطن والمواطن..

كنت من أطر الهياكل المرموقين، كنت صاحب خلايا مستيقظة وأخرى نائمة.. كنت أرفع التقارير وأبث الفتن.. إلى أن آذن فجر 12/12 المجيد فقطعت غصن شجرة وركبت سيارتي أجوب شوارع المدينة فرحا بالانقلاب..

عايشت بلديات 1986 مع اللائحة الخضراء طبعا، ومع ميلاد الديمقراطية بداية التسعينات انخرطت في صفوف الحزب الجمهوري الذي كنت ضمن مؤسسيه. أحييت الخلايا وطبلت وبنيت الخيام..

استمر الحال على هذا المنوال إلى أن من الله علينا بقدوم المجلس العسكري.. أبناء موريتانيا البررة قرروا تخليصنا من النظام الغاشم، طبعا كنت من بين "المستقلين" ثم كنت عضوا مؤسسا لحزب "عادل" حتى صباح السادس من أغسطس 2008، حيث كنت من بين القلائل الذين ساندوا الحركة التصحيحية منذ البداية.

بطبيعة الحال شاركت في تأسيس حزب الاتحاد من أجل الجمهورية، وحصل لي من الشرف ما لم أكن أحلم به؛ إذ كنت ضمن أول مبادرة مطالبة بمأمورية ثالثة. كان ذلك في قصر المؤتمرات..

اليوم أتذكر هذا التاريخ الحافل وأنا أمشي نحو نفس القصر؛ قصر المؤتمرات.. كي أشارك في فعاليات تخليد ذكرى السنة الأولى من عهد الرئيس غزواني. عهد الرخاء والنماء والازدهار و و و... إلى آخر القائمة التي طالما كررتها، منذ أواخر خمسينيات القرن الماضي إلى اليوم.

عندما يحيلون إلي المايكروفون سأقترح أن لا نكتفي بتخليد الذكرى السنوية لوصول الرئيس إلى سدة الحكم.. سأقترح أن نحتفل بهذه الذكرى - على الأقل- مرة كل شهر.. أرجو أن لا يسبقني أحدهم إلى هذا الاقتراح.

#مخزني_وأفتخر

فيديو

فيديو

فيديو

فيديو

فيديو

فيديو

فيديو

الآن في المكتبات

فيديو

المتواجدون الآن

حاليا يتواجد 8 زوار  على الموقع