دفاعا عن الوحدة الوطنية المهدورة (ح 4/ 5)
الأحد, 29 أبريل 2012 12:46

4. الدفاع يتهم

سيدي الرئيس،alt

السادة أعضاء المحكمة الجنائية الموقرة،

إذا كان صيادو العبيد، والنيابة التي آزرتهم وتولتهم، يتهمون هؤلاء الأبرياء الماثلين أمامكم، ويتخذون اليوم من مأساتهم وذلهم وهوانهم - وهم يُقتادون أمام محكمة جنائية دون أن يرتكبوا جرما أو تتوفر عليهم بينة أو دليل - حجة وبرهانا على وجود عبودية لا وجود لها في موريتانيا. ويحسبون أنهم مهتدون! وأنهم بهذه المحاولات البائسة اليائسة لـ"إثبات" وجود ما لا وجود له، سيصبحون أبطالا ومحررين تتحقق على أيديهم معجزة طالما راودت أحلام أعدائنا؛ ألا وهي تفكيك المجتمع الموريتاني وإشعال 

الفتنة بين مكوناته ووأد ما بقي من دولته التي أنهكتها ونخرت مناعتها عقود متتابعة من الفساد والاستبداد وهيمنة وعبث البعثات الأجنبية. فإن الدفاع يتهم المتهمين (بكسر الهاء) والمشاركين والمتمالئين والمتواطئين والصامتين.. بالتآمر على سلامة ووحدة موريتانيا من جهة، وانتهاك حقوق وكرامة هؤلاء المواطنين الأبرياء وغيرهم ممن يحتجزونهم ويتخذونهم رهائن و"دروعا بشرية" يحققون من وراء مآسيهم مآرب شخصية وفئوية ضيقة، ومصالح استعمارية وصهيونية إستراتيجية، من جهة أخرى. وهذه هي اتهاماتنا:

1. الدفاع يتهم صيادي العبيد الذين يعلنون صراحة عنصريتهم، ويعترفون على رؤوس الأشهاد بالسعي لتمزيق الوحدة الوطنية وإشعال الفتن العرقية واستهداف البيظان وتدمير الدولة. وقد ورد ذلك مفصلا في أفلامهم وندواتهم ومؤتمراتهم وخطاباتهم التي نذكر منها خصوصا الأمثلة الموثقة التالية:

أ‌) فلم "صيادي العبيد" الذي لفقوه ومثلوه بإشراف وتمويل قناةarte الفرنسية؛ والذي من أهدافه البارزة غرس وترسيخ جملة من الأكاذيب نذكر منها:

*أن جزيرة غوري السنغالية التي تقفز إلى الأذهان عندما يجري الحديث عن العبودية، والتي يبدأ الفلم بالوقوف على أطلالها، ليست الرمز الوحيد لأسوأ أنواع الرق التي يندى لها جبين الإنسانية: تجارة الرقيق (300 مليون لم يصل "بر الجحيم" منها إلا العُشُر!. ليوبولد سدار سنغور). ذلك أن الرق ـ في نظر معدي الفلم- ليس ما مارسه الرجل الأبيض على الزنوج الأفارقة في الماضي فقط؛ بل كذلك استرقاق العرب للزنوج المستمر الذي تعتبر موريتانيا نموذجا له. وهكذا يتحول مقدم الفلمDaniel Leconte من غوري رمز الماضي إلى نواكشوط رمز الحاضر!

*أن موريتانيا بلد عبودي تمارس فيه أقلية عربية استرقاق أغلبية زنجية.

*أن صيادي العبيد محرِّرون وأبطال يقومون (مجانا) بمهمة إنسانية نبيلة.

*أن الإسلام عدو للحرية. هذا ما يفهم من إيراد الآية ﴿وحيل بينهم وبين ما يشتهون..﴾ بصوت منكر مذعور في بداية الفلم (انظروا الفلم على الرابط">...)

ب‌) مؤتمر صحفي عقده صيادو العبيد احتفاء بذكرى ثورة عبيد هايتي قال قائلهم فيه ما يلي: "توجد دولة تدعى الآن هايتي وكانت تدعى سين دمينك شعبها موزع بين نصارى بيض ملاك وسود منتمين إلى أصول أفريقية مملوكين، وقاموا بثورة في بداية القرن الـ19 ونهاية القرن الـ18. حدثت ثورة عارمة وتحررت هايتي بقيادة زعيم من العبيد يدعى توسن ليفرتير. فأنشئت في ذلك البلد أول دولة للعبيد فكانت أول ثورة ناجحة للعبيد وأول جمهورية يقيمها العبيد في العالم. إن ظرفية موريتانيا الآن شبيهة بظرفية سين دومينك في تلك الفترة؛ لأن هنا شعبا عريقا من العبيد والعبيد السابقين فرضت عليهم جميعا الدونية والحرمان والاستعباد وهم مضروبون في صميم إنسانيتهم. ومن فعل هذا بهم هم نخبة ملاك العبيد.. النخبة الممسكة بالدولة وزمام الحكم والتي تفرض استمرار النظام الاستعبادي والتمييز الذي توجد جذوره في الاستعباد. طليعة الشر في موريتانيا هي نخبة الشريحة العربية البربرية. طليعة الشر فيها مكونة ممن يسمون بالعلماء والأيمة والضباط السامين الذين يمسكون زمام الجيش ومفكريهم السياسيين المنتمين لهذه النخبة وعالم الأعمال حيث تمتزج الربويات وبيع المخدرات والسخرة المفروضة على اليد العاملة من الحراطين (الحمالين وغيرهم). هذا الثلاثي هو طليعة الشر في هذا المجتمع؛ التي تجثم على حقوق الأغلبية الساحقة من سكان البلاد من العبيد والعبيد السابقين. إن الجماهير المستعبدة في موريتانيا لا بد أن تنهض كنهوض الشعوب الأوربية ضد الأحكام الظلامية والملكية في القرون الوسطى التي تطبق الآن هنا بموريتانيا. إن الثورة الفرنسية استطاعت ضرب النبلاء حين ضربت الباستيل، والباستيل هنا هو بازب (الأمن الرئاسي) الذي يقوده ولد عبد العزيز ويجثم به على الشعب الموريتاني.. يجب ضرب بازب.. هو الباستيل الذي ضربته ثورة الشعب الفرنسي، فما لم يضرب بازب ويحول إلى رماد لا يمكن أن تتحرر موريتانيا ولا أن يتحرر الحراطين. هذه النقطة الأولى. ولا بد من أن يضرب رجال الدين في موريتانيا كما ضرب رجال الدين من قبل في أوربا لأنهم المفكرون والمؤدلجون الذين صاغوا نظام الظلم وحكمه وربطوه بالإله وقدسوا النبلاء والظلم وخوفوا منه العامة".

(فيديو بعنوان بيرام ولد اعبيدي يطالب بضرب رجال الدين وبازب على الرابط:">...)!

ج‌) بيان أصدروه أثناء مواجهة الجيش الموريتاني مع الإرهابيين على الحدود الموريتانية المالية، دعوا فيه "لحراطين في صفوف الجيش الموريتاني إلى الإعداد لحربهم الكبرى والمقدسة ضد نظام الاستعباد الموريتاني ورفض المشاركة في الحرب على القاعدة التي يقصد منها أن يكونوا طحينا لها" قائلين: "هذه ليست حربنا ولا تحقق سوى تثبيت أركان نظام الاستعباد والاسترقاق الذي تقيمه أقلية البيظان ويدفع ثمنه المستعبَدون والأرقاء من أبناء لحراطين". (وكالة الأخبار على الرابطhttp://www.alakhbar.info/12618-0-BC...).

ح. زيارة خارجية إلى إسبانيا تباحث رئيسهم فيها مع رئيسيْ مجلسي الشيوخ والنواب هناك ومع المنتخبين الإسبانيين حول "الوضعية الخطيرة التي تعرفها خروقات حقوق الإنسان في موريتانيا".. ووجه "نداء إلى المنتخبين الأسبان والأوروبيين للعمل كي تتوقف أموال دافعي الضرائب الأوروبية ـ عبر المساعدات والتعاون ـ عن تغذية حكامة عنصرية واسترقاقية تتشبث بها في موريتانيا نخبة الأقلية العربية البربرية المهيمنة على الأغلبية المكونة من السود: الحراطين والزنوج الموريتانيين الذين جنبوا الرقي والعدالة والمواطنة". (من بيان للمبادرة الانعتاقية نشرته عدة صحف ومواقع منها أقلام حرة على الرابط:http://aqlame.com/article4655.html والمدى على الرابطhttp://elmeda.net/spip.php?article674).

خ. حوار حر في غرفة موريتانيا الحوار التي يديرها "شرتات": صدر عنه هذا التقرير: "تمت استضافة بيرام ولد اعبيدي رئيس منظمة نجدة العبيد والذي بدأ هجومه مباشرة على المجتمع وقيمه بأسلوب تحريضي أعمى ولم يسلم من ذلك علماؤنا الأجلاء كالشيخين بداه وعدود ـ رحمهما الله ـ والشيخ محمد الحسن ولد الددو؛ والذين قال إنه لا يمكن أن يصلي بهم وأنه سيتبول على رؤوسهم.. قبل أن يتجاوز إلى فقه الإمام مالك حيث لم يسلم منه. وقد وصف العلماء بأوصاف لا تليق. وتعالت الأصوات لقطع الصوت عنه؛ في حين اعترف ضمنيا بالعمالة لإسرائيل حيث أبدى استعداده للتعاون معها من أجل القضاء على المجتمع وتوعد أنه خلال السنوات العشر القادمة سيقضي على البيظان في موريتانيا".

كما قال إنه الوحيد الذي يمثل لحراطين وإن مسعود وبوبكر تم تدجينهما.

(شبكة منتديات الوطن الموريتاني على الرابط:http://www.alwatanrim.net/vb/showth...)

2. والدفاع يتهم النيابة التي تتغاضى عن الفتنة، وتهمل المجرمين، وتتابع وتسجن الأبرياء، ناسية - أو متناسية- أنها قضاء، وأن القضاء هو السلطة التي أناط بها المشرع مهمة حماية المجتمع وصيانة حقوق الأفراد! لقد عجزت النيابة في هذه القضية ـ إذا تكلمنا بلغة الإجراءات ـ عن "تمييز حال المدعي والمدعى عليه" فتركت الجناة طلقاء يعيثون في الأرض فسادا، واتهمت الضحايا الأبرياء وزجت بهم في السجون، فأنشدوا فيها قول النابغة في النعمان:

لكلفتني ذنب امرئ وتركته ** كذي العرّ يكوى غيره وهو راتع!

فالقاضي هو الفم الذي ينطق بالقانون، ولا يخضع إلا للقانون، وهو - قبل كل شيء وبعده- خليفة الله في أرضه!

3. والدفاع يتهم تلك السلطات السياسية والإدارية المفرّطة التي تدمن الإفلات من العقاب، وتتخلى عن واجبها المقدس المتمثل في صيانة المصالح العليا للدولة والشعب؛ وفي مقدمتها حماية الوحدة الوطنية، وضمان سيادة القانون وتطبيقه دونما هوادة على الجميع.

4. والدفاع يتهم الطبقة السياسية الغافلة (موالاة ومعارضة وما بينهما) التي تنفق العمر في التغابن والتناهش والتنابز بالألقاب، وإذا قيل انفروا اثاقلت ونكصت عن دعم الإصلاح ومحاربة الفساد والحفاظ على وحدة ومصالح الأمة الموريتانية. والتي تعج جل مكوناتها ـ إلا من رحم ربك ـ بالمتآمرين والمفسدين، وتقول: هل من مزيد؛ وها هي ذي تتلقف وتروج خطاب صيادي العبيد بشغف، تزلفا لهم واستقواء بهم وبأسيادهم على سلطة الإصلاح التي تقض مضاجع معظم أطيافها!

5. والدفاع يتهم الصحافة بمختلف ألوانها؛ التي تتجاهل ما يكتنف وطنها ومجتمعها من مخاطر الفتنة، وما تمثله وقائع هذه القضية من انتهاك لحرية وحقوق هؤلاء المواطنين الأبرياء، ومن خرق للنصوص القانونية الآمرة الصريحة! وكأن الأمر يتعلق بسكان جزيرة في أبعد الأصقاع. كأنما يعنيها الشاعر بقوله، وينشد فيها الوطن:

إن يسمعوا ريبة طاروا بها فرحاً ** عني وما سمعوا من صالح دفنوا

صم إذا سمعوا خيرا ذُكرت به ** وإن ذكرت بشر عندهم أذِنُوا

أولم يذهب جل هذه الصحافة إلى أبعد من ذلك فاتخذ من صيادي العبيد نجوما يتصدرون صفحاته وتشغل أخبارهم ودعايتهم العنصرية عناوينه الكبرى!

6. والدفاع يتهم الهيئة الحكومية لحقوق الإنسان التي أنجبت في شكلها الأول المهلهل النشاز صيادي العبيد ومولتهم وقدمتهم تحت عباءتها إلى المحافل الدولية. وهي متخاذلة اليوم عن لعب الدور المسند إليها في مجال حقوق الإنسان، وعن إنارة الرأي العام الوطني والدولي حول هذا الموضوع، وعاجزة عن امتلاك رأي صريح وواضح وجلي مما إذا كانت توجد عبودية في موريتانيا أم لا!

7. والدفاع يتهم المنظمات "المدنية" و"الحقوقية" التي كان عليها أن تجعل من خدمة المجتمع الموريتاني والإنسان الموريتاني عنوان عملها وجوهر نشاطها لأن ذلك هو مبرر وجودها. ومع ذلك فإن بعضها ينحاز – كما في هذه النازلة- ضد المجتمع وضد الإنسان وضد الحق وضد الوطن. وكذلك يفعل بعض المحامين.

ومع ذلك، ورغما عنه، فإن الأمل يكبر يوما بعد يوم في تحول الاتجاه وتزايد الوعي الوطني بخطورة هذه المؤامرة. لذا لا يفوت الدفاع أن يغتنم هذه اللحظة ليهنئ السواد الأعظم من الشعب الموريتاني على تفويت الفرصة على المرجفين والمفسدين الذين لم تنطل عليه حيلهم فنبذها ونبذهم وظل متشبثا بقيمه، متمسكا بوحدته، سائرا في طريق التعايش والتعاون والتكافل والتآخي..

فهنيئا للمثقفين الذين ثبتوا على قناعاتهم الوطنية رغم الإغراء والشعارات الزائفة البسيطة المعطاة وما واكبها من صنوف الإرهاب الفكري. وهنيئا لجميع المواطنين الذين ظلوا على سجاياهم رغم الدعايات المغرضة وأجواء الخوف التي كادت تسيطر على الأفئدة.

وفي هذا الصدد ننوه بتصريحات كل من الرئيس مسعود ولد بلخير والرئيس بيجل ولد هميد؛ التي تشجب خطاب صيادي العبيد ودعاياتهم المغرضة، وتضع خطا فاصلا معهم. ونحيي ميلاد منظمة مناهضة الخطاب المتطرف وما يقوم به رئيسها الدكتور بتار ولد العربي في مجال صيانة الوحدة الوطنية. ونشيد كذلك بالمواقف الناصعة الرافضة لسعي صيادي العبيد، والتي بدأ يتخذها شيئا فشيئا مئات الشباب من مختلف أطياف نخبتنا، والتي يعتبر تقرير حوار غرفة "موريتانيا الحوار" آنف الذكر نموذجا منها.

ولن تكتمل الصورة التي بدأت تتشكل إلا إذا أضفنا بعض المقالات التي ظهرت بعد نشر الحلقات السابقة من هذه المرافعة، والتي تشكل - في نظرنا- بداية الوعي بخطورة ما يبيت لهذه الأمة. ومن أهم تلك المقالات مقال الدكتور بتار ولد العربي عن الأضرار التي ألحقها خطاب صيادي العبيد باليد العاملة المنزلية (تسريح ستة آلاف عامل وخسارة أزيد من مليار أوقية) ومقال الأستاذ حبيب الله ولد أحمد "سيدي الرئيس... اضرب الطاولة".

فيديو

فيديو

فيديو

فيديو

فيديو

فيديو

فيديو

الآن في المكتبات

فيديو

المتواجدون الآن

حاليا يتواجد 10 زوار  على الموقع