| لمْجِ فِي الْعِيدْ.. (فُسْحَة) |
| الأربعاء, 27 مايو 2020 08:16 |
|
أحمد ولد عبد الله ولد المصطفى
يكفي دلالة على مدى ضرورة لِمْجِ فِي الْعِيدْ، وخطورة التخلف عنه، ملاحظة مستوى التَّأوه والتحسر في قول صاحب الْگَاف الشهير: يَلَّالَكْ يَحَدْ فَطْــــرَكْ ** رَاهُ شَرْگْ أفْمَالْ وافْبُوتِلِمِيتْ حَصْرَكْ ** تَتْــــگَارْ أرَحَّالْ. ومعرفة مستوى التضامن الرجالي العارم الذي لقيه صاحب الگاف بمجرد تداول الرواة له في المدينة؛ إذ أرسل إليه الأديب الكريم الصالح محمد ولد محمد اليدالي - رحمه الله- عند سماع گافه، وقال له كلمة تعدها نساء ذلك الجيل من أجمل كلمات "اتْنَسْوِ" التي سمعنها: "مَالَاهِي يَحصْرَكْ أرَحَّالْ" اشتراهُ وأغلظ الثمن، وأتَمَّ كلمته: انْطْلَصْ أُلَا تخْنَگْ الْعِيدْ.. عَلِمَ إمام الكرماء الشيخ سليمان ولد الشيخ سيديَّ - رحمه الله- بالگاف فأدرك الرجل قبل أن يغادر بتلميت، وتفاصيلُ الأخبار بعد ذلك حَشْوٌ.. "لِمْجِ فِي الْعِيدْ" له أوقات متفاضلة؛ فمختارُ وقته من قَبْلِ يوم "أرَفْ" (اسم اليوم الذي قبل يوم العيد، وأجهل معنى الكلمة) إلى ما قبل اشتمال ظُلمة ليله، وكلما تقدم وقت القدوم عن يوم "أَرَفْ" كانت الدلالات الرومانسية أكبر، والعكس صحيح. والقدوم ليلة العيد إلى صباحه يسمى "اخْنِيگْ الْعِيدْ، ومن زواله إلى اليوم الموالي يسمى "نَوشْ الْعِيدْ". وليس بعد ذلك شيء من العيد ولا من الرومانسية.. ذات عيد في بوتلميت سَجَّل الوالد محمد ولد المصطفى (السَّيف) - رحمه الله- حالة "لِمْجِ فِي الْعِيدْ" لدى بعض "رِجْلِي أَهل لخْيَامْ" فقال: رِجْلِينَ فَلْعِيدْ ابْتَفْـصِيلْ ** امْجِيهْ اخْلگْ فِيهْ الطَّاوِيــــلْ فــِيهْ الْمَاجَ، وَامْرُ ثَقِيلْ ** وَاخْبَـــارُمَاهِ مَحْتَــــــــــــاجَ أُفِيهْ الْمَاجَ يَكُونْ اللَّيْلْ ** والْجَ فَاتْ الظَّـــــوّْ اتْفَـــــــاجَ أُبَعْدِن مَاجَ فِيهْ اسْمَاعِيلْ ** أُوُلْ أَهْلُ كَاعْ أَعْكَبْ مَا جَ.. ربما خفت صرامة تلك القواعد مع الحياة الجديدة. ويأتي هذا العيد في ظل الإجراءات الاحترازية المرتبطة بمواجهة تفشي وباء كورونا، وقد منعت كثيرا من الرجال من "لِمْجِ فِي الْعِيدْ" ولهم في تلك الإجراءات أعذار.. عيدكم مبارك.. اللهم ارفع عنا البلاء والوباء..
|
