في ذكرى الرئيس القائد أحمد ولد بُسيف
في مثل هذه الأيام من سنة 1979 كان الوطن يتماثل للشفاء من جراح كبوة العاشر يوليو المقيتة، وكانت الأغلبية الصامتة المغلوبة على أمرها؛ والتي أدارت ظهرها للانقلاب وما واكبه من سقوط على مختلف الصعد، قد بدأت ترفع رأسها وترى بفخر واعتزاز وأمل شعاعا أضاء ليل التيه البهيم الذي خيم فجأة على ربوع الوطن.
فلقد كان الأمير القائد أحمد ولد بوسيف الذي رفض الاشتراك في انقلاب العاشر يوليو عندما دعاه المنقلبون، لما يراه في ذلك العمل الغريب من تفريط في أمانة الدفاع عن الوطن التي يحملها الجيش، وخروج على الشرعية الدستورية العليا، وغدر تمجه قيم الفروسية التي يؤمن بها، وخيانة للوطن تؤدي به إلى الهاوية؛ ومع ذلك فقد طمأن المنقلبين عندما زاغت أبصارهم بأنه لن يبلغ عنهم لأن ذلك ليس من شيم النبل والشهامة التي رضع لبانها في المهد.. وتركهم يعملون..