برنامج "اجماعه" (ح7)
الأحد, 15 أبريل 2018 08:00

 

altذ. إشدو: نسيت أن أذكر مما يتعلق بتباشير النهضة إسهامنا في الملتقيات الأدبية، وخاصة "أمير الشعراء" والمجد الذي أكسبنا إياه أبناؤنا في هذا المضمار.

أتقانا: أي أن من الضروري الحفاظ على تواصل الامتداد الحضاري بيننا وبين هؤلاء العظماء الأعلام دون اعتداء على مكانتهم، أما تسفيههم فلا يخدم التنمية ولا التطور. سلفنا خلّف لنا - ولله الحمد- إرثا يجب علينا تقديره والاستفادة منه.

ذ. إشدو: إذا كان الوقت يسمح بإنشادك طلعة دنبه فعلت..

أتقانا: نعم.

ذ. إشدو: هي:

يــرتــد اعــــليَّ يالجـــواد ** عن بل الشارات ألَّ عاد

زرات أعــنُّ مــــا معــتاد ** استحـــفيه أُبِـــعد أهالـيه

اُذ كامـــل طـــارِ وان زاد ** ما نبـــغيه اُلا ننفع فـــيه

اُلا خالگ لي كون التحياد ** عنُّ ما تيت انگد انجــيه

 

امجِيَّ فـيه ابلـــول الــــدم ** غير أمنادم ش ما يبـغيه

اُلا ينـفع فـــيه أخــــير إتم ** ألا حدُّ يـــــرتد اعلــــيه.

هذه الطلعة من عيون الأدب، وفيها معنى نادر لا أظنه سُبق إليه، وقد وجدتها عنده مهملة في زمن العصابة، فنفضت عنها الغبار.

أتقانا: في عهد الرحلة الصبيانية - كما وصفتموها- كان الشباب يقوم بهذا النوع من الرحلات، لكنه أحجم عنها في فترة لاحقة.

ذ. إشدو: لأجل ما ذكره دنبه:

امجِيَّ فـيه ابلـــول الــــدم ** غير أمنادم ش ما يبـغيه

اُلا ينـفع فـــيه أخــــير إتم ** ألا حدُّ يـــــرتد اعلــــيه.

إن شئت ختمت لك بمرثية وتعليق عليها..

أتقانا: أجل..

ذ. إشدو: مرثية قلتها مؤخرا في الوالدة لكنها مختلفة عن المراثي المعهودة، وعلق عليها زميل لي من "عصابة الأربعة" بما سأذكره لك. هي (أي الوالدة) "كنيتها" اميه. أنا قلت:

اميه اُمِّي تمره في الـفم ** أحلى مــن لعـــسل واعدَّل

الاني گايل عن تورَ أم ** وافـــطن لـمات أروع مـثل

كيفته كُبْرْ اُصبْرْ اُكُرْمْ ** اميه  أفضل واحسن واكمل

واعيال اميه الما تفطـم ** رباتُ فُرّْ أصـــباع اعــسل.

هذا ما استطعت الإتيان به.

أتدري ما قال صديقي الأستاذ أحمد سالم ولد التا؟

أتقانا: ما هو؟

ذ. إشدو: بعثته إليه فقال إنه في غاية الحسن، ولكنه كلام صبي متعلق بثوب أمه يسير خلفها. وفعلا فوضعيتي النفسية عند إنشاء هذا هي ما وصف بالضبط! وفي أمثال الأفارقة جنوب الصحراء أن الرجل مهما بلغ يظل طفلا ما دامت أمه حية. 

أتقانا: آخر مرثية أنشئها كانت في الشيخ أبتي ولد الشيخ الخليفه رحمه الله تعالى؛ المتوفى مؤخرا، ونعزي فيه جميعا، لأنه علم من أعلام بلادنا ومشايخها الفاضلة.

ذ. إشدو: نعم.. صادفتني وفاته غائبا وذهبت جماعة إليهم وعزيت أنا الشيخ ماء العينين ولد الخليفه.

أتقانا: أقول:

مــــــــــا زيـنه فِاليف استشييخ ** والـــدين اُفِالـــيف اخــــــريـفه

من لمروَّ رحـــــــمْةْ الشــــــيخ ** أبــــــــــــــتي ول الخلــــــــيفه

 

إليـــف استشـــــــــييخ ال زين ** امن أوراه اعطش عْطْش امتين

كيف إليف – امن أوراه- الدين ** ذاك اعـــطش عـــطشَه عنــيفه

واعطش زاد إليف – امسيكـين ** لمـــروَّ دون اتــــناكيـــــــــــفه

من رحمة ذ الشــــيخ الحسـين ** لخــــلاق الحــــسين الصيـــــفه

معـــــلوم الســــريره لمـــــين ** ال وخــــــيـــــــرتُ نظـيــــــــفه

زيـــنه مـــا فيـــه دگ الشـين ** واسمــــينه مــــاهي نحيــــــــفه

 

الشــــــيخ أبــــتي ذ عنــــوان ** لـــــســلام اليـــــمان ألحـــــسان

اُعنوان الخيم اُكبر الــــــشان ** والمـــعنَ، يمـــــول الصيــــــــفه

طِـــيهْ اتـــواليــف للغــــفران ** اللــــــرحمه طِــــيهْ اتـــواليــــفه

والصـــــحيفه طِــــيهْ ال كان ** يختــــيرْ افــــذيـــك الصـــــحيفه

واتـــبارك فاعـــــــيالُ لعيان ** لســــياد الِّ بـــين اشــــريـــــــفه

واشريف أتحفظ من ميـــدان ** ............................ إلى آخره.

ينبغي ذكر الأعيان والأعلام والإشادة بهم باستمرار، ليظل الشباب على علم بهم. ذكرتني مرثية الوالدة بهذا. أود سماعها أيضا.

ذ. إشدو: نعم..

اميه امي تمره في الـفم ** أحلى ممن لعـــسل واعدَّل

الاني گايل عن تورَ أم ** وافـــطن لـمات أروع مـثل

كيفته كبر اُصبر اُكُرْمْ ** اميه  أفضل واحسن واكمل

واعيال اميه الما تفطـم ** رباتُ فر أصــباع اعـــسل.

أتقانا: فعلا.. هو شعور ابن متعلق بأمه كما قال صديقكم.

بهذه اللقطة الرائعة من البر وحفظ العهد ومكارم الأخلاق، التي لا شك أنها تجسد حب الوالدين في حياتهما وبعد وفاتهما لله الحمد، نختم هذه الجلسة التي لم نمل منها، لكن الوقت هو الحاكم دائما كما تعلمون.

يمتــدو ليـــدين افمـــــحل ** اينكرفُ اتندار أيد اعل اَيد

يغير الْج لولاد أهل أحمل ** يا عبـــيد امتـــدت لُ لـــيد.

وفعلا فقد مددنا اليد للثقافة الليلة فنلناها، وكذلك النصح، والأدب. وفي الأخير ليس لنا إلا أن نشكر الأستاذ الأديب والمحامي والحقوقي محمدٌ ولد إشدو، وإن كانت لكم (الأستاذ إشدو) كلمة توجيهية للشباب فتفضلوا بها.

ذ. إشدو: أولا هذا "الگاف" و"طلْعُهُ" لسيدي ولد اجاه، وهو والموزعية من لحركات الشرقيين، وبيني وبينهم ارتباط وثيق؛ فقد نشأت في محيطهم.

أما توجيهي فليس للجيل الصاعد فقط؛ بل لجميع الأدباء والمثقفين والمواطنين، ومن تعنيهم موريتانيا وشعبها بشيء قل أو كثر. أطلب منهم بذل ما يمكن من الجهود من أجل خلق ودعم وتطوير نهضة ثقافية تعتمد الإصلاح والقيم كأساس، وتستفيد من العلم ومن الحداثة، وتمجد الذين يستحقون التمجيد من بُناة ومثقفين ودعائم تاريخية أو حاضرة أو مستقبلية من هذا الشعب والدولة الموريتانيين. 

في سنة 2000 أو 2001 اتصل بي وزير معربا عن حاجته لخدماتي كمحام في قضية لإحدى ذوات قرابته فرحبت بها، وبعثها إلي وسعيت في حل مشكلتها فامتنَّ لذلك جزاه الله خيرا، وسألني قائلا: أستاذ، أنا أعرفك ولكني لا أعرف قبيلتك، فحبذا لو أخبرتني بها. فقلت: معالي الوزير، أنا من قبيلة متأخرة في هذا الزمن ورثة (مستخيطه). فقال: حاشاك.. القبائل أمامية جميعا. فقلت: يا معالي الوزير لقد صدَقْتُك القول؛ قبيلتي متأخرة في هذا الزمن.. قد تكون متقدمة في الماضي، أما الآن فقد تأخرت ورَثَّ بنيانُها. قال: لا بد أن تقولها لي. قلت ما دمت مصرا على ذلك فسأخبرك بها؛ إنها موريتانيا. وكأنما سكبت عليه ماء باردا. وفعلا فقبيلتي موريتانيا، وأود أن تكون قبيلتنا جميعا، وأن نسعى جميعا لخدمتها؛ سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا وأدبيا. 

أتقانا: بهذه الكلمات وهذه الدعوة وهذا النصح من الأديب والشاعر والحقوقي والمحامي محمدٌ ولد إشدو نختتم هذه الجلسة الممتعة، وكما قلت لولا الوقت لواصلنا على امتداد حلقات وحلقات.. لكنا لا نملك إلا أن نقول: ليست هذه نهاية، وإنما هي نهاية الشريط.

استودعناك الله يا أستاذ. نأمل اللقاء بك مجددا في العافية واليمن.

نشكر العاملين في التصوير والإخراج والإنارة على أدائهم وسهرهم معنا من أجل إنتاج هذه الحلقة.

تم

فيديو

فيديو

فيديو

فيديو

فيديو

فيديو

فيديو

الآن في المكتبات

فيديو

المتواجدون الآن

حاليا يتواجد 10 زوار  على الموقع