وكفى الله المؤمنين القتال
الثلاثاء, 05 مايو 2020 09:22

 

إسماعيل محمد خيرات     

altالسؤال الذي یطرح الآن بشكل متزاید: هل إن عدم انتشار هذا الفیروس الشرس والشدید العدوى في منطقتنا هو بسبب سیاساتنا؟ أم إن الأمر مرتبط بنسبة ما قیم به من فحوص، أم إن هناك سرا آخر لم یتحدد بعد؟ والمتوقع أن الجواب المتكرر الذي نسمعه في أوساط المجتمع ككل هو: "ألاَّ فضل مولانا" وهذا دلیل على أن السؤال لا یزال مطروحا، لأن كل شيء هو في الحقیقة من فضل الله..

أما الدلیل على أنه لیس بسبب سیاساتنا فهو التالي: البرتغالیون الذین زاروا المنطقة في ق 15 كانوا یسألون السكان في منطقتنا عن مقابر موتى الطاعون الذي حدث في ق14 وقضى على ثلث سكان أوربا وحوض المتوسط، فكان السكان یستغربون ویقولون: لا توجد مقابر، فیسالونهم باستغراب، ألم یصب المنطقة طاعون؟ ألم یحدثكم آباؤكم عن الطاعون؟! وظهر أن المنطقة لم یصبها ذلك الوباء، وإنما سمع به الناس من أخبار من یقدمون من المغرب فقط. وكان الجواب - دون شك- الذي فسر به الأمر في ذلك الزمن هو عنایة الله؛ وهذا صحیح مرة أخرى.

ولكن ما هو التفسیر الذي یتم تداوله الآن بشكل جدي وشامل لإفریقیا جنوب الصحراء؟ یقال إن هناك شيئا اسمه المجال المناعي الموحد.. فكما أن بعض الأشجار والنباتات والحیوانات لا تستمر في النمو خارج مجالها الإیكولوجي، فكذلك الفیروسات أیضا.. المجال المناعي هنا مختلف، طبعا مختلف لا تعنى أقوى؛ أي أنها لا تعني أن سكان المنطقة أقوى مناعة من غیرهم، بل تعني أنه مختلف فقط؛ أي أن الفیروس یرتبك ویضعف فلا تنتشر العدوى بقوة كما تنتشر في المجال الوبائي للأوراسیا وأمریكا الشمالیة.. وهذا هو الخط المعروف الآن بالمدار السعید.. یطرح الناس حالة جمهوریة قبرص مثلا؛ التي لم تتأثر كثیرا مع أنها في صمیم الخط الأوراسي، والواقع أن إیطالیا - الأكثر تأثرا الآن- لم یصبها وباء القرن 14 كما في التاریخ إلا في جولة ثانیة من الوباء..

إن الاحتراز مهم جدا، ویقلل الخسائر؛ ولكنه لیس العامل الرئیسي.. ولقد كان هذا الأمر - بكل تأكيد- متوقعا نوعا من قبل كثیرین، وتحدثت عنه حكومات في البدایة، ثم عادت للصمت فلم یكن من الحكمة قوله، ولا حتى من الحكمة قوله الآن، لكي لا تتراخى الجهود في احتواء الحالات المحتملة.

والآن.. المبالغ التي جمعت باسم الشعب لمواجهة الوباء یجب أن تذهب إلى الشعب الذي أثبت كل واحد منه حسه الوطني العالي وروح التضامن والانضباط، بالرغم من الظروف الصعبة لكل واحد فیه.. الأوبئة لیست فرصة للثراء، والأموال التي جمعت لم تصرف على الوباء {وكفى الله المؤمنین القتال} وبالتالي یجب أن توزع الأموال على الشعب.

(عن "أقلام حرة")

فيديو

فيديو

فيديو

فيديو

فيديو

فيديو

فيديو

الآن في المكتبات

فيديو

المتواجدون الآن

حاليا يتواجد 2 زوار  على الموقع