... وانتصرت تونس ورست على بر الأمان
الخميس, 15 يناير 2015 09:19

ما في وقوفك إذ تراءات تونس ** بربوعها والتين والزيتون سو

ما تونس الخضراء إلا غادة ** غناء توحش بالدلال وتونس.

 

الشيخ محمد سالم ابن عدود

 

 

alt

... وأخيرا نجحت ثورة تونس بعد مخاض عسير، وتفتحت أزهار ربيع الخضراء الحقيقي، وأشرق نَوْره وابتهج بعد كآبة وشحوب الخريف البنعلي وعواصف وأنواء شتاء الفترة الانتقالية المأزومة.

       لقد قال الشعب التونسي كلمته بحرية غير مسبوقة، وانتخب نوابه، ورئيسه، وعقد تحالفاته المرحلية، وسد الطريق أمام الإرهابيين والظلاميين والمغامرين من "حقوقيين" وصوليين وغيرهم، وبدأ مسيرة جديدة واعدة سوف تؤتي أكلا طيبا يعم خيره تونس والمنطقة والقارة بإذن الله.

فليهنأ أبو القاسم الشابي فقد صدقت نبوءته لَمَّا أراد شعبه الحياة واستجاب له القدر.

وليهنأ فرحات حشاد فإن دمه الطاهر لم يذهب سدى، فاتحاد الشغيلة التونسية الذي أنشأه ورعاه هو الذي قاد الثورة وحماها وأحبط جميع محاولات سرقتها وابتزازها، ورعى وأنجح المفاوضات، وألقى بثقله في الانتخابات حتى انتصرت تونس.

وليهنأ الرئيس الحبيب بورقيبة الذي لن تخذله تونس أبدا. فاستثماره في الإنسان التونسي، وإيمانه به، وورعه عن المال العام الذي جعله لا يعرف، ولا يحرص إلا على مصلحة الدولة والوطن، فمات فقيرا.. كل هذه الخصال جعلت تونس تختلف عن غيرها وتتميز وتنتصر.

وليهنأ الحدّاد، فالمرأة التونسية التي تصورها وشرع لها راية الحرية والمجد هي التي أنقذت الثورة، وتمردت على الجهل والتعصب والظلامية، وفضحت أسطورة جهاد النكاح، وأنقذت بناتها وأبنائها الضالين من جحيم سوريا وعادت بالناجين منهم إلى أرض الوطن.

وليهنأ علماء الزيتونة والصادقية، وخصوصا آل عاشور (الطاهر والفاضل) فالإسلام السمح الطاهر الفاضل الذي بثوه في صدور الشعب لن يأتيه أو يغلبه باطل أبدا، وسيبقى منارة هدى ما بقيت تونس.

وليهنأ العالم الجليل والزعيم المحنك الراشد الغنوشي الذي بعلمه وحلمه وتجربته واعتداله جنّب حزبه وبلاده مصير السوء الذي ورده آخرون. ولا شك في أن الدرس المصري العظيم كان بالغا. وإن كانت {لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور}.

وليهنأ الليث القائد السبسي بثورته وصموده ونصره، ولن تخيب آمال التونسيين فيه؛ فهو والله كما قال أبو تمام:

هم مزقوا عنه سبائب حلمه ** وإذا أبو الأشبال أحرج عاثا.

وليهنأ في البداية وفي النهاية صديقي الأستاذ الشاعر والإعلامي عبد المجيد بن جدو، والفنانة العظيمة علية؛ فقد صنعت كلماتهما المعجزة التونسية، فالحرب أولها كلام؛ والكلام عندما يعتنقه الناس يصبح قوة مادية لا تقهر.

وها هي كلماتهما كما سمعتها مباشرة منهما:

بني وطني يا ليوث الصدام

وجند الفدا

نريد من الحرب فرض السلام

ورد العدى

 

لأنتم حماة العرين الأباة ** نشدتم لدى الموت حق الحياة

مدًى ومدى

وكنتم تريدون سبل النجاة

ورسل الهدى

 

فلو كان للخصم رأي سداد ** وعقل يميل به للرشاد

ويردعه عن سبيل الفساد ** لما اختار نهج الوغى والجلاد

وسالت هباء دما الأبرياء

 

أردنا الحياة ورمنا العلى ** وفي حقنا لا نخاف البلا

ومن دمنا قد صبغنا ردا ** رفعناه فوق البلاد لوا

فماس به الأفق حين بدا ** فإما حياة وإلا فلا.

فيديو

فيديو

فيديو

فيديو

فيديو

فيديو

فيديو

الآن في المكتبات

فيديو

المتواجدون الآن

حاليا يتواجد 9 زوار  على الموقع