| مسامير من تلك التي تغرس في جسدنا |
| الأحد, 13 ديسمبر 2020 07:33 |
|
أ. ممود ولد الشيخ
الفتنة بين أجيال الوطن من عصر المقاومة وتقسيمها إلى فئات متناحرة متدابرة من حملة سلاحٍ يُكْفر دورهم وينكر بلاؤهم ويغمطون حقهم حتى في دمائهم وفي جهادهم!! ومقاومة ثقافية وفكرية تنظيرية تؤسس لفكر الجهاد وتحفز النفوس وتثير الهمم لرفض الاستعمار ودعم الجهاد وتغطيته سياسيا ودعمه بالحيل والوسائل!يراد لها بعكس ذلك أن تكون عميلة متواطئة مرتزقة! ومقاومة اقتصادية تدعو إلى مقاطعة ومحاصرة المستعمر في البضائع والماديات، وتوفيرها في المقابل بكل الوسائل والطرق لأهل الجهاد والممانعة ورفض الضيم والاستكانة للغزاة ينكر دورها ويطمس أثرها وتأثيرها!! فلم هذا؟ ولماذا بعد أن رسم أسلافنا وأجدادنا الأباة هذه اللوحة المتناغمة المتنوعة في ألوانها ووسائلها المتحدة في أهدافها وغاياتها (المقاومة المسلحة - الثقافية - الاقتصادية) يأتي اليوم من أبناء وأحفاد أولئك من يجعل بأسهم بينهم شديدا ويضرب جهادهم وجهودهم وتضحياتهم بعضها ببعض ويجعل بنيانهم ركاما بعد التشييد، وطرائقهم قددا بعد التوحيد، وتاريخهم زيفا بعد هذا العمر المديد!! ثم يعمدون من بعدها إلى بناة الدولة وجيل التأسيس فيجعلون منهم لهم خصما وندا بعد أن كانوا لهم تبعا ورفدا، فمنهم اقتبسوا وعلى بنيانهم شيدوا وأسسوا، وعلى خطاهم ساروا، ومن معين أخلاقهم وقيمهم نهلوا، فما رأينا منهم أحدًا إلا وهو لأسلافه من أولئك مُعظِّم وبسبقهم وجهادهم وفضلهم معترف!! فلحساب من أيضا تشقق لُحمتنا وتضرب أجيال أسلافنا بعضها ببعض ويجعل آخرها خصما لأولها وخلفها شرا لسلفها؟؟ لماذا يمزق وطننا وبلدنا مناطق وجهات، شمالها يبرأ من جنوبها، وجنوبها من شرقها، وأطرافُها من وسطها ؟؟!!! لماذا تاريخنا يفتت، وحاضرنا يُلوّن وأرضنا تقطع؟ أنفعل هذا بأنفسنا أم يفعله بنا غيرنا أم يفعله لنا بنا؟ ألا هل من مجيب؟!!! |
