| تأبين مستحق |
| الخميس, 15 مارس 2018 12:24 |
|
وانسجاما مع الخط التحريري لموقعنا الذي يرصد ويمجد ويثمن القيم الوطنية والدينية والإنسانية، ويذكر ويشكر الذين يجسدونها ويراعونها؛ ها نحن نحاول أن نوفي هذا الفقيد بعض حقوقه على العباد والبلاد. صحيح أن السيادة والجود والإحسان من صميم شيم السادات؛ وخاصة سادات هذا الحي، ولكن المغفور له تحلى بخصال أخرى قلما اجتمعت في مثله، وكأنه يقتدي بقول الرصافي: وخير الناس ذو حسب قديم ** أقام لنفسه حسبا جديدا. والخصال هي: - أنه يحفظ كتاب الله العزيز عن ظهر قلب ويدمن تلاوته وتعليمه والعمل به، مع ما في ذلك من علو قدر في الدنيا والآخرة. - أن كرم أصله وممارسته التجارة التي اشتغل بها يافعا وازدهرت على يده، لم يحولا بينه وبين التعلم حتى أصبح فقيها ذا قدم راسخة في الشريعة والفقه. و«من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين». - أنه بدل أن يهاجر إلى المدينة ورخائها ويتخلى عن أهله وأرضه وعرضه كما يفعل بعض السادة وأبناؤهم، ضرب أطنابه يافعا في وادي أم الخز مع العيال، حيث شيد سدا وبنى مسجدا ومحظرة وفتح مدرسة ساهمت في مكافحة التخلف وتأهيل الفقراء؛ كما أقام تجارة مزدهرة في تامشكط، وفتح دارا في كيفه. وكان حريصا على تولي تدبير شؤون العيال، وعلى أن لا يبيت قريب أو مولى أو جار أو مسكين جائعا. - وله حكاية طريفة ونادرة مع الدَّيْن، وهو التاجر الذي كان مليئا في عاصمة مقاطعته، ومعروفا لدى الجميع: كان لا يرد السائل، ولا يراجع أبدا أو يزعج مدينيه.. ويعفو عن المدين تلقائيا بمجرد علمه بوفاته، ولا يستوفي دينه من ورثته. فرحم الله السيد والشيخ ابابه بن الغوث، وأسكنه فسيح جناته، وألهم آله الصبر والسلوان، وبارك في خلفه ورزقهم اتباع سيرته العطرة، وهدى سادتنا وأبناءهم الميامين، وتجارنا الصالحين إلى الاقتداء بشيمه والاهتداء بهديه والتشبه به. إنه سميع مجيب. |
