| منت اميحيم الفاضلية: "اليدالي حسن مرشحي" |
| الثلاثاء, 26 مايو 2020 08:51 |
|
وحده اليدالي - وسيشهد بذلك من أهل الإذاعة كل من لا يكتم الشهادة- كان يرفض استلام راتبه كلما قُدِّمت الرواتب للعمال بمناسبة حلول العيد أو شهر رمضان.. سمعته مرة يقول بأسلوبه المرح للمحاسبة فاطمة بنت حمه، وهي تعرض عليه استلام راتبه قبل عيد الفطر: "أهَيْه ألاّ حِكْمِيهْ ليِ عَندكْ فَمْ إلينْ نِسْتحَقُّو". أتذكر أننا سافرنا، معا أيام ذكرى الاستقلال عام 1992 لتغطية وضع الحجر الأساس لطريق تجكجة، من طرف الوزير الأول حينها سيدي محمد ولد بوبكر؛ وذلك انطلاقا من بلدة لتفتار.. صباح يوم التدشين دخل علينا الوالي، أنا وهو والمهندس راسين سي أطال الله عمره . كنت أنا حينها أقوم ببث مراسلتي عبر جهاز "الراك" لكن يدالي أخرجه من المكان بلباقة مع ما يحمل إلينا كفريق من مال، معتمدا في طرده على لغة الجسد مشيرا إليه بضرورة أن يتكلم بصوت خافت حتى لا يشوش علينا البث.. الوالي فهم الرسالة وغادر مع حرسه بهدوء.. وفي مگطع لحجار، قضينا ليلتنا في طريق العودة، وأتذكر أن اليدالي أقنع الفريق بالقيام بجولة سياحية في المدينة على عربة (شاريت).. وقبلنا المقترح بكل ارتياح، فقد تعودنا منه، وهو رئيس البعثة، أن سيارة الإذاعة لا تتحرك من موقفها ليلا إلا لضرورة العمل، والعمل فقط. ذكّرته بالقصة في آخر لقاء بيننا، عام 2013 ولاحظت أنه ما زال يذكر الكثير من طرائف رحلاتنا الإذاعية ويرويها بأسلوبه المميز بالطرافة وروح النكتة.. مبلغ القول أن قصص ذلك الرجل - الذي لا يعرفه أغلبكم إلا عبر الشاشة-مع الاستقامة والزهد في المال لا يتسع المقام لذكر كل تفاصيلها.. حيث كان من قلة، يعيدون إلى قسم المحاسبة الأموال التي لم تصرف أثناء الرحلات.. وهو بالمناسبة يحمل شهادة عليا في الصحافة، وعمل عدة أعوام في الإذاعة الألمانية خلال عقدي السبعينيات والثمانينيات.. وتجربته في الإعلام - أطال الله عمره- نيفت على خمسين عاما، دون أن يسمع أحد منه - أو عنه- ما يزعج أو يكدر الصفو.. ولهذه الأسباب المهنية والأخلاقية، أقترح أن يكون ممثلا للصحافة في لجنة صندوق كورونا (ايّاكْ تَعَرْفُ عَنّ مَانّ بَشْمَرْگه كَامْلِينْ).. وأنتم في القطاعات التي عملتم بها من تقترحون من نزهاء...؟؟
Mohamed Abdallah Memine |
