| من لطائف حظر التجول في زمن الدولة الأموية |
| الأربعاء, 15 أبريل 2020 12:45 |
|
المكان العراق
فقال الأول: أنا ابن الذي دانت الرقاب له ** ما بين مخـزومها وهاشمها تأتي إليه الرقـاب صاغـــرة ** يأخـذ من مـــالها ومن دمها. فأمسك عن قتله، وقال: لعله من أقارب الأمير الحجاج.
وقال الثاني: أنا ابن الـذي لا تنزل الدهـرَ قِـــدْرُه ** وإن نزلت يـــوماً فـسوف تعــــــودُ ترى الناس أفواجاً إلى ضـوء ناره ** فمنــــهم قــــــيام حولـــها وقــعـودُ. فتأخر عن قتله وقال: لعله ابن أحد أجواد العرب.
وقال الثالث: أنا ابن الذي خاض الصفوف بعزمه ** وقوّمها بالســــيف حتى استـــقامتِ ركاباه لا تنفك رجلاه مـنـــهـــــــــما ** إذا الخــــيل في يوم الكـــريهة ولّتِ. فترك قتله وقال: لعله بن أحد شجعان العرب.
فلما أصبح رفع أمرهم إلى الحجاج، فأحضرهم وكشف عن حالهم، فإذا الأول ابن حجام، والثاني ابن فوّال، والثالث ابن حائك! فتعجب الحجاج من فصاحتهم، وقال لجلسائه: علّموا أولادكم الأدب، فلولا فصاحتهم لضربت أعناقهم. ثم أطلقهم وأنشد الحجاج قائلاً: كن ابن من شئت واكتسب أدبـا ** يغنيـــك محـمـوده عن النـــسبِ إن الفتى من يقـول هـا أنـــــــذا ** ليس الفتى من يقول كان أبـــي. |
