الشيخ سيدي محمد بن الشيخ سيديا الكبير
أهْلًا بِليلة هَذَا الْمَــوْلِدِ النَّـــبَوِي ** مُقَابَلِ الطَّرَفِ الْأُمِّـــــيِّ وَالْأَبَوِي
أهْلًا بِمِــيلَادِ مَوْلُودٍ بِـهِ كَمُــــلَتْ ** بُشْرَى الْبَشَائِرِ لِلْبَادِي وَلِلْقَرَوي
أهْلًا بِمِيلَادِ مَن لَّمْ يَحْـكِ مَوْلِــــدَهُ ** مِنَ الظّرُوفِ مَكَانِيٌّ وَلَا مَلَوِي
أكْرِم بِهَا لَيلَةً غَرَّاءَ مُسْفِرَةً**عَنْ غُرَّةٍ فِي مُحَيَّا الضِّئْضِئِ الْقُصَوِي
أكْرِم بهَا لَيْلَةً غَرَّاءَ ضَاحِيَةً ** فِيهَا يَتِيمَةُ سِـــــــمْطِ اللُّؤْلُؤِ اللُّؤَوِي
أكْرِم بِهَا لَيْلَةً غَرَّاءَ مُطْلِعَةً ** شَمْسَ الضُّحَى بِسَمَاءِ الْمَطْلَعِ النَّبَوِي
أكْرِم بِهَا لَيْلَةً غَرَّاءَ مُظْهِرَةً ** سِرَّ الْوُجُودِ الذِي فِيهِ الْوُجُودُ حُوِي
أكْرِم بِهَا لَيْلَةً غَرَّاءَ مُنتِجَةً ** نَتيجَةَ الْعالَمِ السُّـــــــــــفْلِيِّ وَالْعُلُوِي
هِيَ التِي عَرَفَ الْكُهَّانُ أنَّ لَهَا ** شَأْنًا متَى لَاحَ فِيهَا للنُّجُومِ هُوِي
يَا لَيْلَةَ الْمَولدِ الْمَيْمُونِ طَالِعُهُ ** طَوَى زَمَانَكِ مَن فِيهِ الزَّمَانُ طُوِي
طَوَى الذِي طُوِيَ السَّبْعُ الطِّبَاقُ لَهُ ** طَيًّا وَزَيًّا لَهُ بَسْطُ الْبِسَاطِ زُوِي
لَوْلَاكِ مَا أُنزِل الذِّكْرُ الْحَكِيمُ وَلَا الـ ** ـدينُ الْقَوِيمُ وَلَا مَا فِي الصِّحَاحِ رُوِي
وَلَا وَعاهُ ابْنُ مَسْعُودٍ وَلَا أنَـــــسٌ ** وَلَا رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَالنَّــــــوَوِي
لَوْلَاكِ مَا جَمَعَ الْقُرْآنَ جَامِعُهُ ** وَلَا دَرَى الْخَازِنُ التَّفْسِيرَ وَالْبَغَوِي
وَلَا رَوَى قَارِئٌ صَحَّتْ قِرَاءَتُهُ ** حَرْفًا مِنَ الْمَقْرَأ الزَّيْدِيِّ وَالْأُبَوِي
وَلَا أُقِيمَتْ مِنَ الْإِسْلَامِ قَاعِدَةٌ ** وَلَا بَدَا فَضْلُ سُنِّيٍّ عَــــــلَى حَشَوِي
لَوْلَاكِ مَا اسْتَنبَطَ الْأَحْكَامَ مُجْتَهِدٌ ** ولَا اسْتَبَانَ حَلَالَ الْبِيْعِ مِن رِبَوِي
وَلَا أَبَانَ بَيَانِيٌّ مَعَـــــــــــــانِيَهُ ** ولَا نَحَا اللَّفْظَ نَحْـــــــوِيٌّ وَلَا لُغَوِي
لَوْلَاكِ مَا جَمَعـَتْ جَمْعُ الْحَجِيجَ وَلَا ** أَمْنَوْا لِمَرْمَى جِمَارِ الَموْقِفِ الْمِنَوِي
لَوْلَاكِ مَا جُعِلَتْ اُمُّ القُرَى حَرَمًا ** وَلَا تَشَرَّفَ مِن بَيْنِ الْوَرَى عَلَوِي
لَوْلَاكِ لَمْ يَغْلِبِ الرُّومَ الْغِلَابَ ولَا ** مُلُوكَ سَاسَانَ تَيْمِيٌّ وَلَا عَدَوِي
لَوْلَاكِ مَا نِيلَ مَا عَزَّ الْكَلِيمَ لَدَى ** نَجْوَاهُ بِالْمَوْقِفِ الطُورِيِّ وَالطُّوَوِي
وَلَمْ تَدِنْ حِمْيَرُ الصُّعْرُ الْخُدُودِ وَلَمْ ** يَرْقَ الْمَنَابِرَ عَبَّاسٍ وَلَا أُمَوِي
فَكَمْ أَفَدتِّ صَدِيقًا أوْ أَبَدتِّ عِدًى ** وَكَمْ فَدَيتِ رَقِيقًا أَوْ هَدَيْتِ غَوِي
وَكَمْ مَنَحْتِ عَطَاءً أَو مَنَعْتِ حِمًى ** وَكَمْ أَعَنتِ ضَعِيفًا أوْ أَهَنتِ قَوِي
وَكَمْ أَزَلْتِ دَوًى عَن جِسْمِ كُلِّ دَوٍ ** وَكَمْ أَزَحْتِ جَوًى عَن قَلْبِ كُلِّ جَوِ
وَكمْ جَنَبْتِ إِلَى الْأَعْدَاءِ عَادِيَةً ** وَكَمْ نَهَبْتِ لَهُمْ مِن جَامِلٍ وَشَوِي
وَكَمْ كَفَيْتِ كِفَاحَ الْأُسْدِ يَوْمَ وَغًى ** وَكَمْ سَبَيْتِ مِلَاحَ الرَّبْرَبِ الْمَهَوِي
بِجَحْفَلٍ مِن صِحَابِ المُصْطَفَى صُبُرٍ ** عَلَى اقْتِحامِ الْوَغَى بِالْمَأْزِقِ الْوَغَوِي
قَدْ عَوَّضُوا لَثْمَ بِيضِ الْهِندِ مُصْلَتَةً ** مِن لَثْمَةِ الْمَبْسَمِ الظَّلْمِيِّ والظَّمَوِي
مِن كُلِّ أَرْوَعَ بَسَّامٍ إِذَا كَلَحَتْ ** عُونُ الْحرُوبِ لَهُ عَن فَاهِهَا الشَّغَوِي
مُدَجَّجًا كَالسَّــــبَنتَى لَا يُسايِرُهُ ** مِنَ الْأُسُودِ كَـــــــــرَائِيٌّ وَلَا شَرَوِي
يَدْعُو الْوَرَى بِدُعَاء الْمُصْطَفَى لَهُمُ ** إلى صِرَاطٍ مِنَ الدِّينِ الْحَنِيفِ سَوِي
يَا لَيْتَ أَنِّي إِلَيْهِ جُبْتُ فِيحَ فَـــــــلَا ** لِلْجِنِّ بِاللـــــيْلِ فِي حَافَاتِهِنَّ دَوِي
بِكُلِّ نَاجِيَةٍ خَوْصَاءَ طَـــــــــــاوِيَةٍ ** يَخُوصُ آلَ المَوَامِي آلُهَا الْحَنَوِي
كَأَنَّهَا حُقْبُ جَأْبٍ طَالَمَا جَــزَأَتْ ** بِالرَّوْضِ حَتَّى رَمَاهَا بِالْقَنَى السَّفَوِي
صَامَتْ وَصَامَ أَسَابيعًا يُنَهْنِهُهَا ** حَتَّى لَقَد طَوِيَتْ مِن صَوْمِهَا وَطَوِي
والْمَاءُ يَرْصُدُهُ غَرْثَانُ مِن ثُعَلٍ ** يَرَى الْقَنِيصَ إِذَا يَبْدُو صَفِيفَ شَوِي
حَتَّى أَحُطَّ لَدَى مَغْنَاهُ أَرْحُلَـــهَا ** فَأَسْتَطِيبَ ثَوَاءً حَيْثُ طَابَ ثُوِي
أُلْقِي عَصَا السَّيْرِ لَا أَنْوِي الإِيَابَ إذَا ** كَان الْإيَابُ مِنَ الزَّوْرِ الرِّفّاقِ نُوِي
خُذْهَا إِلَيْكَ رَبِيعُ بِنتَ لَيْلَتِــهَا ** زَهْرَاءَ شَاذِيَةً مِن زَهْرِكَ الشَّذَوِي
عَذْرَاءَ مُعْرِبَةً عَن عُذْرِ صَاحِبِهَا ** بِالْحَالِ إن لَّمْ تَفُهْ بِالْمَنطِقِ الشَّفَوِي
مَا اسْطَاع َ حَاكَةُ صَنْعَاءٍ صِنَاعَتَهَا ** وَلَمْ يَحُكْهَا رِبَاطِيٌّ وَلَا سَلَوِي
وَافَت تُقَبِّلُ تُرْبَ النَّعْلِ مِنْ خَفَرٍ ** تَرْجُو الْقَبُولَ بِجَاهِ الْمَوْلِدِ النَّبَوِي.