الشيخ إبراهيم انياس والرئيس المختار
الخميس, 25 أكتوبر 2018 07:17

 


إثر الذكرى الخامسة عشرة لرحيل الرئيس المؤسس المختار ولد داداه   

ننشر أدناه نص رسالة وجهها إليه الشيخ إبراهيم انياس   


alt"كولخ في 1 أغشت 1961

الحمد لله؛

فخامة الأخ في الدين الخالد، وفِي الوطن الكبير، الأستاذ المختار ولد داداه رئيس وزراء الجمهورية الإسلامية الموريتانية، دام عزه. آمين.

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته؛

وبعد فانه يطيب لي أن انتهز فرصة عودة مواطنكم الكريم السيد الداه (بن محمد عبد الرحيم بن الطلبه) لأبعث إلى فخامتــكم هــذه الرسالة 

العاجلة معبرا لسيادتكم عن مشاعري الطيبة وتمنياتي الحارة لكم كمسلم وكإفريقي، ولموريتانيا كدولة إسلامية إفريقية. وإنها لمشاعر وتمنيات تسمو فوق مستوى الانفعال والادعاء، وإنها لتنبعث من قرار مكين خصب بما شاء الله من معانٍ، وتدفعها دوافع شريفة وقوية مستعصية على جميع الأراجيف التي يحاول أعداء الحق وأنصار التفرقة المتاجرة بها؛ غافلين عن طبيعة الجو الجديد النظيف في أوطاننا اليوم .. نعم!

اكتب الى سيادتكم اليوم لألفت نظركم إلى حقيقة لا أعتقد أنها تغيب عنكم؛ وهي إن الأخوة الإسلامية والتضامن الإفريقي والتعاون المخلص لبناء مستقبلنا والتفاهم تفاهما يقطع الروافد عن المنابع التي يمتاح منها أعداء الحرية؛ هذه مبادئ سامية وغايات نبيلة، لكنها محفوفة بأعدائها الألداء من كل ناحية. وإنكم لتعلمون أن أولئك الأعداء لا يضعون السلاح إلا اضطرارا، وإنهم ليدركون تماما ما ستثمره العلاقات بيني وبينكم في شتى الميادين. وبناء على ذلك خلعوا ربقة الدين والفضيلة في تزوير وحوك الأكاذيب في جانبي، ويحكون عني لديكم قصصا خيالية لا أساس لها من الصحة، كما ينقلون عنكم أخبارا مماثلة.

لا جرم أن ما يبلغكم عني مما يخالف الأخوة إنما هو من صنع الاستعمار ومحاولته اليائسة؛ فأنا ما أضمرت لكم سوءا قط، وما قمت بنشاط ضدكم قط، وما قلت في جانبكم سوءا قط. ويعلم الله أن نظرتي للإسلام والمسلمين وزعماء إفريقيا بعيدة عن هذه التفاهة.

كل ما في الأمر أنني كنت أتمنى - ولَم أزل- أن تنجحوا في قيادة شعب موريتانيا بعيدين من فرنسا التي مهما ادعت فإنها لم تزل هي هي كما عرفناها: دولة استعمارية بكل ما تحمله الكلمة من معانٍ تمثلت في جرائمها بالجزائر وفي تونس اليوم. وكنت أتمنى - ولَم أزل- أن تنجحوا في الإطاحة بعملاء فرنسا الذين لا يشعرون في أنفسهم بأي شعور ودي نحو موريتانيا. وكنت أتمنى - ولَم أزل- أن نراكم في موكب الأحرار في المغرب العربي والجامعة العربية..

نعم أتمنى، بل أسعى للتقارب بين موريتانيا والمغرب، ولدى الرئيس نكروما الخبر اليقين، وعقيدتي أنه ليس هناك مشكلة تستعصي على الحل مهما بلغت من التوتر والتأزم. والله يعلم نيتي في هذه المساعي. ولعل أنباء جولتي في العالم العربي قد بلغتكم؛ فقد أنهيت المرحلة الأولى من جولتي في العالم العربي الإفريقي، فقد زرت - حتى الآن- غانا ونيجيريا والجمهورية العربية المتحدة بإقليميها، والعراق والأردن ولبنان زيارة رسمية، وخلال تلك الجولة كنت أجيب كلما سئلت عنكم بما أعلم ويعلم الناس من تمسك بالإسلام وحرص على العلم واستعداد خصب للمساهمة في خدمة الإسلام ولغته الخالدة، وأن كل ما عسى أن ينقم في الوضع عندكم إنما هو صنع فرنسا المتربصة.

سيادة الرئيس؛

تلك لمحات خاطفة دونتها لكم من بعض ما يعتمل في نفسي على عجل، وبودي لو تتاح لي فرصة الاجتماع بكم للمباحثة في قضايا مهمة. وأنا عندما أعبر عن هذه الرغبة فلا أجهل ما يكتنف منصب الرئاسة من ابروتوكولات، ولكن لتعلموا دائماً أن عندي الاستعداد التام لهذا الاجتماع؛ فانا الآن على وشك استئناف جولتي التالية (الإسلامية الإفريقية) وسأبدأ بالمغرب تلبية لدعوة من الملك الحسن الثاني، وذلك بعد احتفالي بعيد المولد النبوي إن شاء الله.

وفِي الختام أتمنى لسيادتكم دوام الصحة وقيادة شعب موريتانيا العربي، ولبلدكم العزيز دوام العزة والتقدم والازدهار.

إبراهيم بن الحاج عبد الله التجاني

فيديو

فيديو

فيديو

فيديو

فيديو

فيديو

فيديو

الآن في المكتبات

فيديو

المتواجدون الآن

حاليا يتواجد 2 زوار  على الموقع