الرئيس أحمد بن بلله في ذمة الله وذمة التاريخ
الاثنين, 11 أبريل 2016 07:30

كتب هذا المقال تأبينا للراحل، ونعيد نشره في الذكرى الرابعة لوفاته  

altتودع الأمة العربية والإسلامية وإفريقيا وأحرار العالم اليوم مناضلا وقائدا عظيما غيّر وجه التاريخ والجغرافيا السياسية، ورَفَدَ الثورة العالمية على الاستعمار والصهيونية بزخم كاد أن يعجل أفولهما لولا ما حققاه من نجاح آني لمّا أطاحوا  في الستينيات والسبعينيات بالمد الثوري الوطني العالمي بدءا بالكونغو ومرورا بالجزائر وغانا واندونيسيا ومالي وغينيا والتشيلي وانتهاء بباكستان والهند ومصر وموريتانيا والعراق ويوغوسلافيا الخ..

نعم. لقد غيّر الزعيم أحمد بن بلله وصحبه وجه التاريخ، لأنهم بثورتهم العظيمة التي قدمت مليون شهيد قربانا للحرية والاستقلال، هدوا أركان الإمبراطورية الفرنسية فهوت إلى الحضيض هي وبريطانيا اللتان كانتا تتربعان على عرش العالم؛ وخاصة بعد فشل حربهما هما وإسرائيل سنة 1956 على مصر. تلك الحرب التي كان من أهدافها إخماد الثورة الجزائرية!

وأنزل من صياصيها فرنسا       وأوقع في حكومتها انقلابا

بحرب للكرامة في بــــــلاد       مضت تفـتَكُّ عزتها غلابا

وغيّر أحمد بن بلله وصحبه وجه الجغرافيا السياسية، حين جعلوا بثورتهم العظيمة حدود الجمهورية الفرنسية تنحسر عند الضفة الشمالية من البحر الأبيض المتوسط، بعدما كانت تمتد إلى تخوم الصحراء، وأخرجوا البرتغال من إفريقيا، ودقوا المسامير في نعشي نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا والصهيونية في فلسطين. لقد كان قادة المؤتمر الوطني في جنوب إفريقيا،  وأميكال كابرال، وأحمد الشقيري، وثوار الكونغو وتشي غيفارا وفرانز فانون وغيرهم يتخذون من جزائر أحمد بن بلله قاعدة لنضالهم، وكان تتويج ذلك مؤتمر عدم الانحياز الذي جرى إعداد انعقاده في نادي الصنوبر سنة 1965 فأطاح به الانقلاب الآثم!

ومن بين آلاء ثورة الجزائر أيضا، أنها رفضت أن تسلك الطريق الذي سلكه المقلدون فتاهوا. لقد دعا زعماء ومنظرو تلك الثورة إلى سلوك طريق جديد غير ذلك الذي سلكته أوروبا فحذت حذوها أمريكا(1). وقد جسدوا أقوالهم في أفعال، فاختاروا النظام الثوري، والتسيير الذاتي وأبعدوا الجيش عن السلطة والمال.. ولم يأخذوا من خزائن الدولة سوى ما يسد رمقهم، أو يسدّدُ ثمن بزات الكاكي التي كانوا يرتدونها بتواضع!

فتحية إلى روح الرئيس أحمد بن بلله الطاهرة، وذكره الطيب، وذكراه الخالدة. وتحية لعهده، وعهد جيله من الحالمين والثائرين والوطنيين أمثال: جمال عبد الناصر، كوامي نكروما، باتريس لومومبا، أحمد سوكارنو، جواهر لال نهرو، جوزيف بروز تيتو، موديبو كيتا، أحمد شيخُ توري، الحبيب بورقيبة والمختار ولد داداه، أولئك الرواد الذين تشبثوا بمبدأ الفصل بين السلطة والمال فلم يَغُلوا، ولم يتخذوا بطانات أشرار تسرق الوطن، وتتولى العدو، وتُمَكِّن لسيطرة الاستعمار والصهيونية، وتظاهر على خفض واستعباد الأهل والوطن. 

 

ــــــــــــــــــــــــ

1ـ راجع: "معذبو الأرض" للدكتور فرانز فانون.

فيديو

فيديو

فيديو

فيديو

فيديو

فيديو

فيديو

الآن في المكتبات

فيديو

المتواجدون الآن

حاليا يتواجد 9 زوار  على الموقع