من الماضي المجيد
الجمعة, 24 يناير 2020 07:33

 

altدخل الرئيس السوري فارس الخوري عام 1947م إلى مقر الأمم المتحدة، بطربوشه الأحمر وبزته البيضاء الأنيقة.. قبل موعد الاجتماع الذي طلبته سوريا من أجل رفع الانتداب الفرنسي عنها بدقائق..

اتجه مباشرة إلى مقعد المندوب الفرنسي لدى الأمم المتحدة وجلس على الكرسي المخصص لفرنسا!

وبدأ السفراء بالتوافد إلى مقر الأمم المتحدة بدون إخفاء دهشتهم من جلوس فارس بيك المعروف برجاحة عقله وسعة علمه وثقافته، في المقعد المخصص للمندوب الفرنسي، تاركاً المقعد المخصص لسوريا فارغاً؟!

دخل المندوب الفرنسي فوجد فارس بيك يحتل مقعد فرنسا في الجلسة. فتوجه إليه وبدأ يخبره أن هذا المقعد مخصص لفرنسا، ولهذا وضع أمامه علم فرنسا، وأشار له إلى مكان وجود مقعد سوريا مستدلاً عليه بعلم سوريا. ولكن فارس بيك لم يحرك ساكناً؛ بل بقي ينظر إلى ساعته.  واستمر المندوب الفرنسي في محاولة إفهام فارس بيك أن الكرسي المخصص له في الجهة الأخرى، ولكن فارس بيك استمر في التحديق إلى ساعته...

وبدأ صبر المندوب الفرنسي بالنفاد، واستخدم عبارات لاذعة واهتاج، ولولا تدخل سفراء الأمم الأخرى بينه وبين عنق فارس لكان خنقه، وعند الدقيقة الخامسة والعشرين تنحنح فارس بيك ووضع ساعته في جيبه، ووقف بابتسامة عريضة تعلو شفتيه. وقال للمندوب الفرنسي:

سعادة السفير،

جلستُ على مقعدك لمدة خمس وعشرين دقيقة، فكدت تقتلني غضباً وحنقاً، وسوريا تحملت سفالة جنودكم خمسا وعشرين سنة، وآن لها أن تستقل..

وفي هذه الجلسة نالت سوريا استقلالها (عام 1947م) وتم إجلاء آخر جندي فرنسي عن سوريا..

وكان فارس الخوري رئيس وزراء سورية 1944م، وفي ذات التاريخ وزيراً للأوقاف الإسلامية وهو مسيحي! وعندما اعترض البعض، خرج نائب الكتلة الإسلامية في المجلس آنذاك عبد الحميد طباع، ليتصدى للمعترضين قائلا:إننا نأتمن فارس بيك الخوري (المسيحي) على أوقافنا أكثر مما نأتمن أنفسنا. فأحد الأيام ﺃﺑﻠﻐﻪ ﺍﻟﺠﻨﺮﺍﻝ ﻏﻮﺭﻭ ﺃﻥ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﺟﺎﺀﺕ ﺇﻟﻰ ﺳﻮﺭﻳﺔ ﻟﺤﻤﺎﻳﺔ ﻣﺴﻴﺤﻴﻲ ﺍﻟﺸﺮﻕ، ﻓﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﻓﺎﺭﺱ ﺍﻟﺨﻮﺭﻱ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻗﺼﺪ ﺍﻟﺠﺎﻣﻊ ﺍﻷﻣﻮﻱ ﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﺟﻤﻌﺔ ﻭﺻﻌﺪ ﺇﻟﻰ ﻣﻨﺒﺮﻩ ﻭﻗﺎﻝ:ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﺗدّعي ﺃﻧﻬﺎ ﺍﺣﺘﻠﺖ ﺳﻮﺭﻳﺔ ﻟﺤﻤﺎﻳﺘﻨﺎ ﻧﺤﻦ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ، ﻓﺄﻧﺎ ﻛﻤﺴﻴﺤﻲ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻨﺒﺮ ﺃﺷﻬﺪ ﺃﻥ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﺄﻗﺒﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺼﻠﻮ ﺍﻟﺠﺎﻣﻊ ﺍﻷﻣﻮﻱ ﻭﺣﻤﻠﻮﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻛﺘﺎﻑ ﻭﺧﺮﺟﻮﺍ ﺑﻪ ﺇﻟﻰ ﺃﺣﻴﺎﺀ ﺩﻣﺸﻖ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ،

ﻓﻲ ﻣﺸﻬﺪ ﻭﻃﻨﻲ ﺗﺬﻛﺮﺗﻪ ﺩﻣﺸﻖ ﻃﻮﻳﻼً، ﻭﺧﺮﺝ ﺃﻫﺎﻟﻲ ﺩﻣﺸﻖ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴوﻦ ﻳﻮﻣﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻈﺎﻫﺮﺍﺕ ﺣﺎﺷﺪﺓ ﻣﻸﺕ ﺩﻣﺸﻖ ﻭﻫﻢ ﻳﻬﺘﻔﻮﻥ: ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ..

كانوا أبناء وطن واحد بتنوع معتقداتهم مسلمين ومسيحيين. أما آن أن نصحو وينجلي الاحتلال؟!

فيديو

فيديو

فيديو

فيديو

فيديو

فيديو

فيديو

الآن في المكتبات

فيديو

المتواجدون الآن

حاليا يتواجد 10 زوار  على الموقع