| الذكرى الـ17 لمحاولة 8- 9 يونيو 2003 الانقلابية (1) |
| الخميس, 11 يونيو 2020 08:06 |
|
شهدت البلاد في مثل هذه الأيام من سنة 2003 محاولة انقلابية لا تتفق الآراء حولها، لكن ما قد لا يختلف عليه أنها كانت بداية النهاية لنظام الرئيس معاوية، وأنها كسائر الأعمال البشرية {لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت}. ومنذ سنوات وذكراها تمر على استحياء دون أن تثير الاهتمام المناسب؛ لا من طرف قادتها ولا من طرف الرأي العام الوطني، لذا سننشر مختارات تتعلق بها، ابتداء بهذا المقال: في ذكرى محاولة انقلاب 8 يونيو ضد الرئيس ولد الطايع
ساد الغموض مصير ولد الطائع الذي تمكن من الخروج من القصر واللحاق بثكنة للحرس الوطني في قلب العاصمة، قبل أن يتردد نبأ مقتل قائد أركان الجيش العقيد محمد الأمين ولد انجيان رحمة الله على روحه، والنقيب محمد ولد أوداعه من كتيبة الأمن الرئاسي. استمر الغموض حول مصير الرئيس وبقية أركان نظامه وقادة المؤسسة العسكرية؛ باستثناء العقيد محمد ولد عبد العزيز قائد كتيبة الحرس الرئاسي الذي شوهد يتحرك نهارا مع عدد من عناصر الكتيبة، حيث توجهوا إلى مبنى التلفزيون إثر ورود معلومات تفيد بوجود مجموعة من الانقلابيين تحاول بث بيان عسكري يعلنون فيه نهاية نظام ولد الطائع. وكذلك العقيد الهادي ولد الصديق مساعد قائد أركان الجيش الذي حل محل ولد انجيان.. في صبيحة اليوم التالي تأكد فشل المحاولة الانقلابية وخرج العديد من الوزراء والمسؤولين السامين في الدولة وقيادات الحزب الجمهوري الحاكم في مسيرات بالسيارات جابت شوارع مختلف مقاطعات العاصمة؛ تنديدا بالمحاولة الانقلابية الفاشلة وتأييدا للرئيس معاوية الذي ظهر على شاشة التلفزيون الرسمي بعد ظهر نفس اليوم ليعلن، رسميا، انتهاء المحاولة الانقلابية والسيطرة على الوضع بعد تدمير دبابات المجموعة الانقلابية واحدة واحدة.. وتمكن قادة الانقلاب، بعد إحباط محاولتهم، من الفرار خارج البلاد حيث استقر بهم المقام في بوركينا فاسو، ومن هناك بدؤوا التخطيط لإعادة محاولتهم في العام الموالي بعد أن وجدوا في الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي داعما بالأسلحة والمعدات اللازمة، وفي رئيس بوركينا فاسو آنذاك بليز كومباوري وزعيم متمردي شمال ساحل العاج دعما لهم في مجال الإيواء والتخطيط.. كما حظي الانقلابيون الذين شكلوا تنظيما أطلقوا عليه تسمية "فرسان التغيير" بذراع سياسي ضم، على وجه الخصوص، معارضي النظام المنفيين في الخارج مثل تنظيم "ضمير ومقاومة" وكذا قيادات ونشطاء فيما كان يعرف يومها بالتيار الإسلامي. (عن "موريتانيا اليوم") |
