عبد السلام الأبرش
رفع الحظر جاء نتيجة الحاجة لتنشيط الاقتصاد العالمي قبل أن يحصل الانهيار لدول كثيرة؛ ولذلك ألقت الحكومات في هذا العالم بالمسؤولية على الشعوب. فمن أراد حماية نفسه فليفعل، ومن أراد العكس فسيلقى نصيبه من العناية بما توفره له دولته من سرير وأطباء وأدوية، فإن استجاب وتعافى فسينجو وإن فشلت مناعته فليس بيد الأطباء سوى إدراج اسمه ضمن قائمة الوفيات. إذن فرفع الحظر لا يعني العودة للمخالطة وإقامة الولائم والتجمعات، فالفيروس القاتل ما زال في ذروته، والإصابات لم تتوقف. لا بد للبشرية أن تستفيد من دروس التاريخ وتستوعبها؛ ففي عام 1918 ضربت الأنفلونزا الإسبانية العالم لمدة عامين، وضربت على ثلاث موجات، مخلفة 500 مليون مصاب وحوالي 50 مليون وفاة. وكان معظم الوفيات في الموجة الثانية.
كيف حصل ذلك؟
عندما شعر الناس بالسوء حيال إجراءات الحجر الصحي والتباعد قامت الحكومات برفع الحجر لأول مرة، فابتهج الناس في الشوارع واختلطوا. في الأسابيع التالية وقعت الموجة الثانية، فقتلت عشرات الملايين. دعونا لا نكرر التاريخ. كورونا لم تسترخ ولم تمت بعد!
فمزيدا من الحيطة والحذر. نسأل الله أن يحفظنا جميعا وبلادنا من كل سوء ومكروه..
(عن "باسنيور")