| لا يلزم أن يكون الفاسد سيئا.. يكفي أن يكون غبيا |
| الخميس, 21 مايو 2020 09:24 |
|
اتصل بي الرفيق جوزيف ستالين، وقال: تعال إلى مكتبي بسرعة يا نيكيتا، هناك مؤامرة كبيرة.. وصلت وكان معنا مجموعة من الوزراء.. وقال ستالين: يا رفيق نيكيتا، لدينا معمل إطارات (دواليب) وهذا المعمل هو هدية من شركة فورد الأمريكية، وهو ينتج الإطارات منذ سنوات وبشكل جيد، ولكن فجأة - ومنذ ستة أشهر- بدأ هذا المعمل ينتج دواليب تنفجر بعد بضعة كيلو مترات، ولم يعرف أحد السبب، أريدك أن تذهب إلى المعمل فورا وتكتشف ما هو السبب.. وصلت المعمل وباشرت التحقيق فورا، وكان أول ما لفت نظري هو حائط الأبطال على مدخل المعمل.. على هذا الحائط توضع صور أفضل العمال والإداريين والذين عملوا بجد ونشاط خلال شهر.. وبدأت التحقيقات مباشرة من الإدارة حتى أصغر عامل.. لا أحد منهم يعرف الأسباب... قررت الإقامة في المعمل حتى أحل هذا اللغز.. استيقظت في الصباح الباكر.. ووقفت في أول خط الإنتاج وقمت بمتابعة أحد الإطارات (دولاب) ومشيت معه من نقطة الصفر حتى خروجه من المعمل، وأصبت بالإحباط، كل شيء طبيعي وكل شيء صحيح وكل شيء متقن ولكن الإطار انفجر بعد بضعة كيلو مترات! جمعت المهندسين والعمال والإداريين وأحضرت المخططات وقمت بالاتصال بالمهندسين الأمريكيين، لم نصل إلى حل. قمت بتحليل المواد الخام المستخدمة في صناعة ذلك الإطار، التحليل أثبت أنها ممتازة جداً وليست هي السبب أبداً، والإطار انفجر بدون سبب. أصابني الإحباط، وأحسست بالعجز، وبينما أنا أمشي في المعمل لفت نظري حائط الأبطال في المعمل. يوجد في رأس قائمة الأبطال أحد المهندسين على رأس القائمة، ما لفت نظري أن هذا المهندس على رأس القائمة منذ ستة أشهر، أي منذ بدأت هذه الإطارات بالانفجار بدون سبب. لم أستطع النوم، قمت باستدعاء هذا المهندس إلى مكتبي فورا للتحقيق معه، وقلت له: أرجوك اشرح لي يا رفيق، كيف استطعت أن تكون بطل الإنتاج لستة أشهر متتالية؟ قال: لقد استطعت أن أوفر الملايين من الروبلات للمعمل والدولة.. قلت: وكيف استطعت أن تفعل ذلك؟ قال: ببساطة قمت بتخفيف عدد الأسلاك المعدنية في الإطار وبالتالي استطعنا توفير مئات الأطنان من المعادن يوميا.. هنا أصابتني السعادة الكبيرة لأنني عرفت حل اللغز أخيرا ولم أصبر على ذلك.. اتصلت بستالين فورا وشرحت له ما حدث، وبعد دقيقة صمت قال بالحرف: والآن، أين دفنت جثة هذا الغبي؟ في الواقع لم أعدمه يا رفيق؛ بل سأرسله إلى سيبيريا، لأن الناس لن تفهم لماذا نعدم بطل إنتاج. ليس بالضرورة أن تكون فاسداً وسارقاً لتؤذينا وتدمرنا، يكفي أن تكون غبياً.. ونحن نضع الأغبياء في المواقع المهمه والأساسية ونبدع في تكريمهم والبلد ينهار أمام الجميع... الله يحفظكم جميعا |
