تقديم

الصحفي والكاتب الأستاذ محمدٌ "بَدِّن" ولد عابدين (بياده) هو أحد رواد النهضة الوطنية الثانية، نهضة ما بعد الاستقلال. وأحد المنضوين الأوائل تحت لواء حركة القوميين العرب في موريتانيا، ومن قادة ومنظمي إضراب 9 فبراير 1966 دفاعا عن اللغة العربية، وتمردا على الاستعمار الفرنسي الجديد. وتلميذ مقرب لسميدع رحمه الله؛ وكان أصغر المشاركين في مؤتمر تاكوماجي التاريخي نهاية مارس 1968 (انظروا الصورة). ومع ذلك، فقد اختاره رفاقه في ذلك المؤتمر لقيادة الحركة. ليظل منذ ذلك اليوم من بين أبرز قادة الحركة الوطنية الديمقراطية وحزب الكادحين. وكان رجل مهماتهم الصعبة، وقائد أمنهم، وحارس أجهزتهم ومواقعهم، ومدير شؤونهم الخاصة.

وها هو ذا يتفضل اليوم مشكورا - ولا غرو- فيلبي إلحاح الكثيرين ممن ناضلوا في صفوف تلك الحركة الوطنية المجيدة، أو سمعوا عن نضالها البطولي وعن أهدافها النبيلة، بفتح بعض نوافذ ذاكرته الواعية للبوح - وما أصعب البوح على رجال "المهمات الخاصة (t.s)"- ليزودنا عبر صفحة الوزير عبد القادر ولد محمد بصفحات من أيام نضال الكادحين الوطني ضد الاستعمار الجديد والاستلاب والمسخ، وضد الصهيونية والعنصرية والرجعية والعبودية والتخلف والهدر، ومن أجل عالم جديد بلا ظالمين.

وسوف يبدأ موقعنا نشر تلك الصفحات تباعا بإذن الله.

محمدٌ ولد اشدو   

كان سميدع رحمه الله كادحاً

كان الرفيق سميدع رحمه الله كادحا بمعني الانتساب للكادحين آنذاك، وما أورده معالي الوزير محمد فال بن بلال صحيح أيضاً نظرا للمشارب الفكرية التي تأثر بها الراحل العزيز أيامها. إنها خليط من الاّراء القومية العربية اليسارية الممزوجة بالتيار التحرري العالمي الذي سيطر على العالم حينها. في تلك الأيام كان العالم يغلي كالبركان. (قاله الأستاذ بدن بن عابدين).

حاصله أن السميدع لم يكن كادحا بمعني الانتماء إلى حزب الكادحين الذي تم إنشاؤه بعد وفاته، لكنه كان ضمن الرفاق الذين أسسوا الحركة الوطنية الديمقراطية في توكمادي وهم:

- سميدع

- بدر الدين

- الشاعر أحمدو ولد عبد القادر

- محمدن إشدو

- عينينا محمد الهادي

- وبدن عابدين.

 ومعلوم أن فكرة الكادحين نشأت من تداعيات أحداث 1966 ومن قمع عمال ازويرات بعد ذلك.

 ومعلوم كذلك أن الكادحين تسموا باسمهم قبل إنشاء حزبهم، وأن التيار اليساري كان على العموم متأثرا بالطرح الماركسي.

وهنا تجدر الإشارة إلى أن الماركسية زودت العلوم الإنسانية بأدوات للتحليل السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وقد تم اعتمادها من منظور أكاديمي.

هذا وقد أرسلت لائحة جماعة تكمادي إلى الأستاذ بدن بن عابدين - أدام الله أيامه- فرد علي مشكورا بهذا التعقيب.

أخي العزيز.. عبد القادر محمد، تعقيباً على ما كتبتم عن مؤتمر تأسيس الحركة الديمقراطية، أجزم بأن ما أوردتم صحيح تماماً.

حاملو الأسماء المذكورة في مكتوبكم التأم جمعهم بدار الرفيق العزيز ماء العينين أحمد الهادي عند قرية تَكُومادِي، التي تبعد ما يقارب ثلاثين كيلومترا جنوب شرقي مدينة كيهيدي عاصمة ولاية غورغول. وتطل القرية المذكورة علي نهر السنغال (ضفته اليمنى).

الزمان: أغلب الظن أنه ما بين الفاتح واليوم الثالث من إبريل/ نيسان سنة 1968.

كان مقرراً أن يلتحق بالمجتمعين الأخ والصديق العزيز محمدو الناجي محمد أحمد؛ غير أن ظروفاً حالت دون وصوله في الوقت المطلوب، حيث كان مبعداً إلى أقصى شرق البلاد ضمن تحويلات تعسفية بالغ النظام الحاكم حينها في استخدامها عقاباً لأبرز معارضيه؛ فأبعد محمدو الناجي إلى قرية بوصطيلة، وهي آنذاك حي متواضع على مسافة قريبة من الحدود مع جمهورية مالي، نحو ثمانين كيلومترا جنوب شرق مدينة تمبدغه على ما اعتقد. وبالطبع، ولصعوبة السفر الطويل وانعدام الاتصالات، لم يتمكن من حضور اللقاء؛ بل حل بمدينة كيفه بعد أن انفضّ الاجتماع وتفرق المجتمعون كل في طريق. وأبلغ الأخ محمدو الناجي بما جرى وما تضمنه من تأكيد على الوحدة الوطنية، وغير ذلك وتبنى هذا الاتجاه، وكان من رواده، وظل فيما بعد متصدراً الصفوف الأمامية في حركة الكادحين وما تمخضت عنه من توجهات نضالية لاحقة.

وللتذكير، وضمن التحويلات التعسفية في ذلكم الزمن، وما نجم عنها من تشتيت المناضلين في أرجاء الوطن المترامي الأطراف، جاء الرفيقان المتميزان: المرحوم محمد المصطفي بدر الدين والشاعر أحمدو عبد القادر أطال الله عمره وعافاه، قدِم الأول من قرية غابو والثاني من أجَارْ؛ حيث نظم رائعته الشهيرة ليل ونهار في متحف التاريخ. والقريتان تابعتان لولاية گيديماغا.

أما القيادي البارز في الحركة: الأستاذ محمدن إشدٌو فقد وصلنا قادماً من مدينة كيفه بولاية لعصابة.

 تحياتي لكم   

الإمضاء: بدن عابدين   

نقلا عن معالي الوزير عبد القادر ولد أحمدو

https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=10158846783834477&id=625724476