أصدقاؤنا المستعمرون في الغرب
الثلاثاء, 22 مايو 2012 10:38

 

altفي زيارتها الأخيرة لبنغلادش، عبرت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون عن "ألمها العميق" لاتهام الولايات المتحدة بالعداء للإسلام والمسلمين، ودافعت بقوة عن سجل بلادها فى المجال؛ مضيفة: "سماع ذلك أمر مؤلم، وآسف كثيرا أن يكون هناك اعتقاد بأننا نعكس هذه الفكرة".

تصريحات كلينتون أعادت إلى الذاكرة هذا المقال الذي كان قد نشر بالتاريخ المبين في نهايته.

 

لا تترك الولايات المتحدة الأمريكية ـ زعيمة "العالم الحر"- اليوم أدنى فرصة تمر دون أن تعلن، بمناسبة وبدون مناسبة، أنها صديقة العرب والمسلمين الأولى! ومع ذلك، فهي هي: في فلسطين، وأفغانستان، والعراق، والسودان، ولبنان، وسوريا، وإيران،  ومصر.. وغيرها!

وبالأمس القريب، يوم كانت بريطانيا ـ عظمى- تقود جحافل الأمم الاستعمارية الغربية، كانت ترفع نفس الشعار أيضا! ولا أعتقد أن من بيننا من نسي "لورنس العرب"؟ ووعد بلفور؟ والعدوان الثلاثي، والرباعي، والخماسي.. الخ! فهذه الصديقة الحميمة جدا، هي التي كانت دائما وراء جميع مآسي العرب والمسلمين في القرن العشرين!

.. وقبل أمس (منذ قرنين) أصدر نابليون "إمبراطور" فرنسا المتربع على عرش أوروبا الاستعمارية، أمام علماء الأزهر الشريف والمصريين كافة ـ وهو يدخل مصر فاتحا ـ  ظهيرا صرح فيه بأنه الصديق الأول والأخير للمسلمين، وأنه أسلم فعلا!

ولكن نفس نابليون وجه - في ذلك الوقت بالذات- من أمام أسوار القدس الشريف، رسالة أخرى إلى جهة أخرى هذا نصها:

"من نابليون بونابرت القائد الأعلى للقوات المسلحة للجمهورية الفرنسية في إفريقيا وآسيا إلى ورثة فلسطين الشرعيين.

أيها الإسرائيليون، أيها الشعب الفريد، الذي لم تستطع قوى الفتح والطغيان أن تسلبه نسبه ووجوده القومي، وإن كانت قد سلبته أرض الأجداد فقط.

إن مراقبي مصائر الشعوب الواعين المحايدين ـ وإن لم تكن لهم مقدرة الأنبياء مثل أشعياء ويوئيل- قد أدركوا ما تنبأ به هؤلاء بإيمانهم الرفيع أن عبيد الله سيعودون إلى صهيون وهم ينشدون، وسوف تعمهم السعادة حين يستعيدون مملكتهم دون خوف.

انهضوا بقوة أيها المشردون في التيه. إن أمامكم حربا مهولة يخوضها شعبكم بعد أن اعتبر أعداؤه أن أرضه التي ورثها عن الأجداد غنيمة تقسم بينهم حسب أهوائهم... لا بد من نسيان ذلك العار الذي أوقعكم تحت نير العبودية، وذلك الخزي الذي شل إرادتكم لألفي سنة. إن الظروف لم تكن تسمح بإعلان مطالبكم أو التعبير عنها؛ بل إن هذه الظروف أرغمتكم بالقسر على التخلي عن حقكم، ولهذا فإن فرنسا تقدم لكم يدها الآن حاملة إرث إسرائيل؛ وهي تفعل ذلك في هذا لوقت بالذات، وبالرغم من شواهد اليأس والعجز.     

إن الجيش الذي أرسلتني العناية الإلهية به، ويمشي بالنصر أمامه وبالعدل وراءه، قد اختار القدس مقرا لقيادته، وخلال بضعة أيام سينتقل إلى دمشق المجاورة التي استهانت طويلا بمدينة داود وأذلتها.

يا ورثة فلسطين الشرعيين..

إن الأمة الفرنسية التي لا تتاجر بالرجال والأوطان، كما فعل غيرها.. تدعوكم إلى إرثكم بضمانها وتأييدها ضد كل الدخلاء.

انهضوا وأظهروا أن قوة الطغاة القاهرة لم تخمد شجاعة أحفاد هؤلاء الأبطال الذين كان تحالفهم الأخوي شرفا لإسبارطة وروما، وأن معاملة العبيد التي طالت ألفي سنة لم تفلح في قتل هذه الشجاعة.

سارعوا! إن هذه هي اللحظة المناسبة ـ التي قد لا تتكرر لآلاف السنين- للمطالبة باستعادة حقوقكم ومكانتكم بين شعوب العالم، تلك الحقوق التي سلبت منكم لآلاف السنين؛ وهي وجودكم السياسي كأمة بين الأمم، وحقكم الطبيعي المطلق في عبادة إلهكم يهواه، طبقا لعقيدتكم؛ وافعلوا ذلك في العلن وافعلوه إلى الأبد.

نابليون".

(نص الرسالة من الكتاب الأول من المفاوضات السرية بين العرب وإسرائيل ـ محمد حسنين هيكل)

 

العدد 289 الأربعاء 19 إبريل 06

فيديو

فيديو

فيديو

فيديو

فيديو

فيديو

فيديو

الآن في المكتبات

فيديو

المتواجدون الآن

حاليا يتواجد 10 زوار  على الموقع