زيارة ماكرون: توسع نابليون أم تحرر ديگول؟
الأربعاء, 18 يوليو 2018 07:28


فاطمة (النجاح) بنت محمد بن محمذ فال           

altلا يبدي الشارع الموريتاني أي اهتمام بحضور الرئيس الفرنسي  الى انواكشوط!!
ذلك أن فرنسا في عقليتنا هي الدولة التي تضر ولا تنفع؛ أي أنها عندما أرادت أن تضر القذافي فعلت، ولكنها لم تنفع الثورة الليبية. كذلك كان الأمر في سوريا حين عملت على عزلة بشار دوليا، لكنها لم تنفع الثوار.
وهذا ما يطرح سؤالا حول تراجع دورها؛ فلا هي إمبراطورية تحمي عرينها، ولا هي الجمهورية الخامسة التي تعد - بشكل أو بآخر- صوتا فاعلا يدعم قضايا التحرر! كما في المثل الموريتاني "ابزازيل لغجل" الذي تمكن ترجمته بأن للجحش ثديا لكنه بلا لبن.

وقد يتساءل المتابع لأخبار الزيارة عن منشأ الديون التي أعلن إثر الزيارة عن إعفائها! في أي قطاع تم استثمارها؟ أفي قطاع التعليم أم الصحة أم الزراعة أم التصنيع أم ...؟ فلا يوجد جواب! اللهم إلا إذا كان منشأ هذه الديون مجرد رد التحية للسفير في مبنى وزارة الخارجية.
فالطلاب الموريتانيون يمنعون لمختلف الأسباب من الدراسة في الجامعات الفرنسية؛ فضلا عن أن يحظوا بأي امتياز حسب المسار التاريخي للعلاقات بين البلدين؛ بل حسب ما تمليه تقاليد الجمهورية الخامسة من ضرورة تعويض الشعوب  عن مآسي الاستعمار؛ خصوصا فيما يتعلق بمدها بمقتضيات الحداثة وغيرها من ضرورات تنموية.
لسان حال ماكرون: أنا نابليون جبان!
أي تعالوا أيها الأفارقة.. هبوا لمكافحة الإرهاب مقابل كلمات ثناء أقدمها لكم... ابقوا بتخلف مناهجكم التعليمية وبرامجكم التنموية.. ابقوا كما أنتم. سنواصل منعكم من التكنولوجيا.. لسنا مثل بريطانيا التي أصبحت مستعمراتها السابقة تحاول اللحاق بركب الأمم المتقدمة.. ليس لدى فرنسا ما تقدمه؛ بل عليكم أن تموتوا من أجلها.

أما لسان حال الأفارقة فيجب أن يقول: منشأ الإرهاب هو تخلف المناهج التعليمية، ومن ثم غياب التنمية بشكل عام، فتعالوا نكافحه جميعا من منظورنا، لا من منظور الذين جعلوا من الإرهاب مطية لاحتلال الدول وتمزيقها (أفغانستان العراق سوريا وليبيا) واللاحق قد يكون أسوأ.
من هنا على شعوبنا وقادتنا أن يحددوا قبل فوات الأوان مع من يتعاملون؟ مع الإمبراطورية النابليونية أم مع الجمهورية الخامسة؟
نحن فعلا يحتاج بعضنا لبعض، ولكن إذا كان التعاون مختزلا في مجرد مكافحة الإرهاب ومكافحة الهجرة السرية وتغييب الباقي فمن الأفضل أن يكون شعارنا "لكم غواصاتكم ولنا حميرنا" وشتان ما بين الغواصة والحمار.

فيديو

فيديو

فيديو

فيديو

فيديو

فيديو

فيديو

الآن في المكتبات

فيديو

المتواجدون الآن

حاليا يتواجد 10 زوار  على الموقع