الدكتور محمد المختار ولد السعد.. قامة علمية تستحق أن يكرمها الوطن
الأحد, 04 أكتوبر 2020 18:52

 

محمد بابا حامد     

altودّع الجاليةَ الموريتانيةَ في الإمارات، عائداً إلى أرض الوطن، في حفظ الله وأمانه، فجر اليوم، رجل عظيم من أفرادها، وسفير أصيل لثقافتها وأهلها، بعد ما يزيد على عقد ونصف من العمل الأكاديمي والبحثي في كبريات الدوائر الحكومية في أبو ظبي، ومن التواصل الإنساني الفعّال والمتفاعل؛ والذي يمثل بلادنا..

الدكتور محمد المختار ولد السعد، نور على علم، وقامة أكاديمية معروفة، وأستاذ جامعي مبرز، ومؤرخ شغلت طروحاته العلمية دوائر البحث الأكاديمي التاريخي والاجتماعي في موريتانيا، منذ ثمانينيات القرن الماضي، بدأها بأطروحته المثيرة للجدل حول "شر ببه".. والتي نشرت في كتاب موسوم بعنوان "حرب شربُبَّه أو أزمة القرن السابع عشر في الجنوب الغربي الموريتاني".

عمل خلال السنين الأخيرة باحثاً رئيساً بدائرة القضاء في أبو ظبي، كما عمل في قسم البحث في مركز سلطان بن زايد، ولَم يتوقف طيلة هذه السنين عن الإسهام البحثي والتأليفي؛ محققاً ومنقحاً للكثير من الإصدارات والمؤلفات، مواصلاً نفض الغبار عن مدونتنا التاريخية والاجتماعية والفقهية.. وخصوصاً في مجالات التاريخ الاقتصادي وتاريخ القضاء والفتوى في الغرب الإسلامي..

ألَّفَ ما يقارب 15 كتاباً، من ضمنها "دراسات في التاريخ الموريتاني: مقاربات منهجية ومعالجات سوسيو ثقافية" و"القبيلة والبني القبلية بين الثبات والتغير من خلال مسألة العاقلة" و"نوازل حماه الله التيشيتي" و"عوائق الإبداع في الثقافة العربية" و"إمارة الترارزة وعلاقاتها التجارية والسياسية" و"الفتاوى والتاريخ".. إضافة إلى مئات المقالات والإسهامات العلمية.

وهو أحد الذين عكفوا على ترجمة مذكرات الرئيس السابق المختار ولد داداه إلى اللغة العربية، بإيعاز من الرئيس نفسه، وكان حاضراً ومشاركاً في الأنشطة والفعاليات الأكاديمية؛ سواء على مستوى الوطن أو في الإمارات أو خارجها، من خلال الندوات وأوراقه البحثية الرصينة..

بيته في ضاحية البطين الهادئة في أبو ظبي، ظل دوماً ملتقى ثقافياً آخر ونادياً للتواصل مع الوطن، من خلال جمعه لمختلف المشارب من أبناء بلدنا العزيز، يغمرهم بحفاوته وأريحيته، ويتعاطى معهم أخبار الوطن ويتفقد شؤونهم ويناقش معهم جديد التأليف والنشر والثقافة وشؤون الوطن..

وهو يعود اليوم إلى البلاد، وفي وقت نتطلع فيه إلى موريتانيا جديدة تستفيد من أبنائها وخبراتهم وكفاءاتهم وتقدر إسهاماتهم العلمية والفكرية، نأمل أن يكرم الدكتور السعد، وأمثاله من الباحثين المميزين والمُجدّين، وأن يستفاد من خبراته في مناصب تشريفية أو استشارية، كأقل واجب، بعد أن عقت نظم إدارية ماضية طاردة قامات مثله، وجعلت خيرة الكفاءات يرتحلون ويهاجرون، وهذا أقل واجب اتجاهه؛ فأمة لا تكرم مفكريها ومبدعيها أمة لم تأخذ الطريق الصحيح بعد..

 

فيديو

فيديو

فيديو

فيديو

فيديو

فيديو

فيديو

الآن في المكتبات

فيديو

المتواجدون الآن

حاليا يتواجد 8 زوار  على الموقع