(في ذكرى خطاب استقالة الزعيم عبد الناصر)
يومها كان المشير عامر هو القائد! وكان الطريق إلى القاهرة مفتوحا أمام جحافل الصهاينة الرابضين على القناة! وكان هول الهزيمة المدمرة يسحق القلوب والعقول!
وإن ينس، لن ينسى ذلك المساء الكارثي الحزين!
تكوم مشلولا حول جهاز ترانزستور يتابع منه، من أمام بيته المتواضع، الذي كان قبلة القوميين، في بلاده النائية، النائمة على شاطئ المحيط الأطلسي، خطاب قائد راهن عليه وعلى بلده الكبير في تحقيق حلم العرب في النصر، والوحدة، وتحرير فلسطين! وفي لحظة من لحظات الفاجعة، كان لعبارة " قررت أن أتنحى" التي أعلنها الرئيس وقع الصاعقة في نفسه كما في نفوس عشرات الملايين العرب.