المجد للعجم!
الجمعة, 28 يونيو 2013 08:12


"ذكرتنيهم الخطوب التوالــي        ولقـد تذكر الخطـوب وتنسي"1

altمنذ تداعى إيوان كسرى تحت سنابك خيل سعد.. فسقوط القسطنطينية في حضن الإسلام على يد محمد الثاني، مرورا بحطين، والعجم - فرسا وتركا- دعامة أساسية في صرح الحضارة العربية ـ الإسلامية التي سادت أرجاء المعمورة إلى أن انحط رسلها، وأفَلَت مع الآفلين تحت الغرب الصناعي الناهض.. {وتلك الأيام نداولها بين الناس}.

        وفي القرن العشرين استيقظت الأمم المغلوبة من سباتها، وهبت الشعوب من منيتها، واستقلت البلدان من ربقة الاستعمار..

        ولكن الاستعمار جدد نفسه، واستعاد جبروته؛ متخذا وسائل عصرية معقدة، فنهب الثروات، وانتهك الحرمات، واستباح البلاد، وعشش في نفوس العباد..

فاندلعت حرب التحرر من جديد..

.. وهنا رسب العرب، رغم ما لديهم من وسائل النهوض والرقي.. ونهض العجم:

* نظرة عابرة في خريطة العرب تريك أن الإنسان والعلم لا سلطان لهما في الحياة! وحده الموت صانع التاريخ، يعمل "التغيير" و"التجديد" ويخلق "التناوب" (مصر، السعودية، الأردن، سوريا، المغرب، البحرين...الخ) وفي غيابه يغيب الأمل!

* وفي بلاد العجم:

ـ دكت إيران عرش آل بهلوي (لم تغن عنهم أمريكا التي حمتهم، ولم ينقذهم الجيش ولا السافاك).. وأقامت جمهورية إسلامية. وهاهي - بعد ربع قرن ضائع من عمر العرب- ملكت وسائل العيش الكريم، وتمسك ناصية الذرة، وتبدل حكامها بحرية، كما تبدل الملابس حسب الفصول؛ لحد أنها أرسلت أمس إلى الرئاسة حرا في ريعان شبابه أعلن للعالم المسحور أنه لا يرى ضرورة تستدعي إقامة علاقات بين بلاده وأمريكا.

ـ وسحق الترك - عبر صناديق الاقتراع- قبضة جنرالات أمريكا ـ حراس الهيكل- في أنقرة؛ وجاؤوا بحزب إسلامي معتدل أنهى الحرب على الإسلام، ووصل حاضر تركيا بغابرها، ورفعها إلى صف الأمم الراقية، ونهض بالإنسان. رغم أنه ما يزال أمامه الكثير مما يجب عمله، وأن الطريق أمامه طويل، وصعب، وشائك، وغير سالك! 

فلماذا جرّت باء العجم، وباء العرب لا تجر؟

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1. البيت من سينية البحتري المشهورة التي يصف فيها إيوان كسرى ويمدح آل ساسان.

                                                               

(من كتاب "حتى لا نركع مرة أخرى)

 

نشر في جريدة "السفير" (العدد 136 الأربعاء 29 يونيو 2005) بمناسبة فوز نجاد برئاسة إيران، ونعيد نشره في الذكرى الثامنة لكتابته تزامنا مع فوز روحاني بمقعد الرئاسة في الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

 

فيديو

فيديو

فيديو

فيديو

فيديو

فيديو

فيديو

الآن في المكتبات

فيديو

المتواجدون الآن

حاليا يتواجد 10 زوار  على الموقع