| دعم الصحافة موسم الذين يكثرون عند الطمع ويقلون عند الفزع |
| الجمعة, 15 ديسمبر 2017 07:33 |
بقلم: محمد عالي ولد عبادي*
إن الصحافة في بلد من بلدان العالم الثالث لمشكلة كبيرة". إنه تحذير لطلاب الصحافة الذين يسعون إلى امتلاك الوسائل والآليات المعرفية للتعامل مع الواقع وسبر أغواره؛ فما بالك بمن ولجوا الميدان مباشرة دون امتلاك الآليات الضرورية لسبر أغوار المهنة ومعرفة دليلها الخاص، أسوة بدليل السائق الذي يطلب منه الإحاطة به قبل تسليمه رخصة السياقة، والذي أدى القفز عليه لما نشاهده من حوادث راح ضحيتها الآلاف من الأنفس والممتلكات. ربما أدى غياب الاحتراف، إلى نصيحة المهنيين، أو من يريدون امتهان الصحافة، بالابتعاد من الميدان خوفا من تحميلهم مسؤولية ما يرتكب في الحقل من تجاوزات تعدت الحصر، سواء من الناحية التحريرية أو النواحي الأخلاقية، إلى الحد الذي أصبحت فيه أعراض الناس وحياتهم الخاصة مادة صحفية يقتات عليها الكثيرون. كما أصبحت المحاكم ميدانا للشكوى من أصحاب "المهنة" الذين ينشرون الاتهامات دون معرفة آثارها القانونية؛ وهو ما يضطرهم للاعتذار الذي يعتبر أقبح من الذنب، وهو الرصاصة القاتلة لمصداقية الصحافة التي يجب أن يكون لما تكتب معنى، وأن يبتعد فيها الصحفي عن الذاتية وميولاته الشخصية.
فالإثارة وعدم الجدية في تناول المواضيع وغياب الهدف وميوعة الخط التحريري، وضحالة المادة الصحفية، كلها أمور أفرغت الصحافة الموريتانية من مضمونها وحرفت الرسالة الإعلامية التي لم يعد لها من معني.. يذكّر كلود موازي مدير وكالة الصحافة الفرنسية "بالقواعد القديمة لمهنة الإعلام على بساطتها: لا نقول أكثر مما نعرف، وعندما لا نعرف لا نقول شيئا. نعلن مصدر الخبر. لا ندين من خلال تقديم الخبر ولا نقدم توقعات حول ما يمكن أن يحدث". وهي قواعد نتجاوزها في الأغلب؛ فكثير منا يتحدثون فيما لا يعرفون وينشرون الخبر دون مصدره، ويدينون عند تقديم "الخبر" ويتحدثون عن الحاضر حديثهم عن المستقبل. لذلك أعود وأقول: "أبعدوا عن الشر.."
* رئيس اتحاد المواقع الالكترونية الموريتانية |
