ضيف وقضية (32)
الثلاثاء, 19 أبريل 2016 07:45

 

الاستسلام والتبعيه

altالسمة الثالثة لهذه النسخة من العاشر يوليو - حسب وجهة نظري- هي الاستسلام التام للمعسكر المعادي لموريتانيا والتبعية المطلقة له.

لحسن: كيف ذلك؟

ذ. إشدو: يتمثل ذلك في نقاط سأستعرضها وإياك.

إحداها الصلح المنفرد الذي أبرمته موريتانيا مع البوليزاريو في الجزائر تحت ظل السيف. ما معنى كونه تحت ظل السيف؟ معناه أنه بالرغم من جميع ما عبر عنه حكام 10 يوليو من حسن النيات مجتمعين أو مفترقين، وخاصة في هذا الفصل من تاريخ 10 يوليو، وقولهم بعدم وجود أطماع لهم في الصحراء وإعرابهم عن السعي إلى الصلح، وما إلى ذلك.. بالرغم من كل هذا هاجمت البوليزاريو تشله في نفس الفترة وارتكبت مذبحة ضد الجيش الوطني راح ضحيتها عدد كبير من الجنود الموريتانيين وأسرت الباقين، ومع ذلك لم تحرك موريتانيا ساكنا مع أن بإمكانها تحريك الكثير من السواكن! لكن انهزامية القادة وروح الاستسلام لديهم كانا مسيطرين.

وليت الأمر اقتصر على هذا؛ فقد قبلت موريتانيا صاغرةً التوقيع على هذا الصلح! وطبعا يقول الرئيس في كتابه إنه لا علم له ببعض محتواه، وإنه سبق أن اقترح عليهم أشياء أثناء لقاء في مالي وإن الموفدين لغرض التفاوض (أحمد سالم ولد سيدي وأحمدو ولد عبد الله رحمهما الله) أبرما صلحا دون الرجوع إليه في بعضه. أما أنا فلا أعتقد أن بإمكانهما الافتيات عليه بذلك.

وأود القول إن هذا الصلح مع أننا تنازلنا فيه عن كل شيء وفرطنا في تضحيات الشعب الموريتاني وجيشه، فإن ما تم لم يكن في مصلحتنا ولا في مصلحة الصحراويين أيضا! وإنما كانت مصلحة الصحراويين فيما سبق أن نصحهم به الكادحون من تهدئة الجبهة الموريتانية؛ فإن انتصر المغرب عليهم فما تحت يد موريتانيا وديعة لهم يستلمونها حين يشاؤون، أو ملاذا لهم على الأقل، وإن انتصروا على المغرب فمن السهل استلام ما في يد موريتانيا.

يضم الصلح مادة سرية تقضي بأن تسلم موريتانيا بوليزاريو وادي الذهب، ويعترف الرئيس في مذكراته بأن هذه المادة أوقعت موريتانيا في مشكلة لم يجد مخرجا منها إلا بزيارة المغرب وإشعار المغاربة بمضمونها ليروا التصرف الذي يناسبهم.

وحين علم المغاربة بذلك زحفوا على وادي الذهب فأخذوه عنوة وانسحبنا نحن دون أن ننال جدوى أو ينالها الصحراويون! لكن الطامة الكبرى هي أننا وقعنا هذا الصلح المذل دون أن نستفيد منه مجرد تحرير أسرانا الذين أفرج عنهم بعد زمن، وعلى دفعات؛ فأول دفعة منهم أفرج عنها بعد ذلك بسنة كاملة! وكان منها الإداري الكبير والصحفي القدير محمذن بابا ولد امد (فال بابا) ومتى تحررت الدفعة الأخيرة؟ تحررت بعد ثلاث سنوات! ماذا ينتظرون بعد كل ذلك، وما ذا بقي بأيدينا؟!

أنا أفهم أن تقوم مجموعة من ضباط الجيش بانقلاب وتقول: لن نحارب بعد الآن، لكن لتقف موقفا حياديا؛ فكما سبق ذكره فإننا لا ينبغي أن ننحاز إلى أحد من جيراننا - عافانا الله وإياهم- ضد الآخر؛ ففي ذلك سلامتنا.

إن السلامة من سلمى وجارتها

 

أن لا تمر بواد حول واديها.

لكن أن نعمل في خدمة مشروع طرف ضد آخر فهذا في غير مصلحتنا وبالتالي لا ينبغي أن نفعله.

وحول علاقاتنا مع دول الجوار يقول الرئيس: "وأما الجزائر فكانت علاقاتنا معها في غاية القوة، وقد زارنا الرئيس الشاذلي، وظلت العلاقات تتقوى باطراد لأننا كنا نتبنى نفس الموقف من قضية الصحراء".

لحسن: أي أنهم كانوا مع الجزائر.

ذ. إشدو: نعم. ويضيف: "وقد أقمنا معهم عددا من المشاريع المشتركة، وكنا ننسق معهم بشكل مستمر في الاجتماعات الإفريقية لدعم القضية الصحراوية. كما أن الدور الجزائري في التوسط بيننا وبين بوليزاريو مشهور منذ لقاء منروفيا إلى اتفاقية الجزائر، رغم الملاحظات عليها.

ومن جهة أخرى كانوا يمدوننا بالمعلومات الاستخباراتية عن المغاربة. وفي أيام حكمي الأخيرة كنا ننوي توقيع اتفاقية صداقة ثلاثية بين بلادنا والجزائر وتونس".

 

بوليزاريو في القصر الرئاسي!

هناك بالطبع أمور أخرى من قبيل مجيء الأستاذ أحمد بابا القيادي في بوليزاريو وإقامته في القصر الرئاسي بعد الانقلاب، صحبة قائد آخر من  قادة البوليزاريو.

هناك سمة أخرى لتلك الفترة هي غفران ذنوب بوليزاريو مهما كانت، وهذا من الأمور التي تدل على الاستسلام والتبعية للمعسكر المعادي لموريتانيا.

ففي ص 114 يذكر الرئيس أنهم أثناء القمة الإفريقية في منروفيا قرروا عقد لقاء في مالي، لكن البوليزاريا قامت بهجومها الشهير على تشله فاشترط الموريتانيون لعقد اللقاء إطلاق سراح العسكريين من أسرى تشله (أما باقي الأسرى فلا ذكر لهم!) لكن موسى اتراوري نجح في جمع الطرفين. ويقول الرئيس: "ولكن رئيس وفد بوليزاريو – وهو بشير مصطفى السيد- كان متشنجا في اللقاء، فظل يضرب الطاولة ويقول: سلموا لنا أرضنا، أنهوا احتلالكم لأرضنا فغضب موسى اتراوري وأنهى الاجتماع".

ليس رئيسنا هو من غضب. إنما الرئيس المالي هو من غضب! لكن ما ذا وقع بعد ذلك؟ رغم هذا الموقف تم عقد لقاء ثان بيننا وبينهم قدمنا لهم فيه اقتراحين ليختاروا أحدهما، وأوفدنا وفدا إلى الجزائر، فالتقى ببشير مصطفى السيد فرفض الاقتراحين وأبلغهم إلغاء كل ما تم الاتفاق عليه بين بلادنا وبين البوليزاريو.

يقول الرئيس: "ورفض قبول المقترحات السابقة وقال إنه يريد تسليم أرضه فقط. واستمرت مفاوضاتهم ثمانية أيام، وفي الأخير وقعوا اتفاقية الجزائر المشهورة التي تنص في بند سري على تسليم الصحراء للبوليزاريو.

ورغم هذا الموقف الذي خاننا فيه بوليزاريو – وخاصة بشير السيد- فلم تسؤ علاقاتنا بالصحراويين لأننا كنا نعرف أن مصيرنا ومصيرهم واحد. وكان هدفنا الكبير هو قيام دولة صحراوية، لأننا كنا نريد أن تقوم دولة تحول بيننا وبين المغرب التي كانت في سالف الأيام تطالب بنا".

آخر ما سأضيفه في هذا المجال هو الاعتراف بالجمهورية الصحراوية الذي اتخذه الرئيس من دون اللجنة العسكرية، وكان بدون مقابل، حتى لو كان حرية سجنائنا الذين سبق ذكر حالهم.

لحسن: من خلال ما أوردتموه من مقتطفات من مذكرات الرئيس يتضح أنكم تعتبرون السياسة التي انتهجها في حرب الصحراء سياسة استسلامية انهزامية حسب وصفكم، إلى درجة أنكم تعتبرون أنه كان وجها تمثيليا لسلطة البوليزاريو على موريتانيا بصفتها تمارس احتلالا غير مباشر لموريتانيا عن طريق الرئيس الأسبق محمد خونا ولد هيداله، لكن مع تسارع وتيرة وقت الحلقة نريد أن نصل إلى ما يمكن الوصول إليه من نقاط متعلقة بحلقة الليلة، وهي السياسات العامة للرئيس، وهي من أبرز معالمها، وقد سألتك عن وصف البعض لنظامه بالبدوي.

ذ. إشدو: سأجيبك عن ذلك، لكن قبل الإجابة أنبهك إلى أني لست وحدي من اعتبر ما ذكرت؛ بل اعتبره الشعب الموريتاني، وأنا سقت الأدلة. وقد بقي دليل لم أذكره لك هو أن الحكومة الموريتانية أصبحت تعمل لدى أجهزة الأمن الصحراوي! وسبق أن مررنا بموضوع جماعة العروسيين التي جاءت هنا فسافر وزير خارجية موريتانيا لإبلاغ الصحراويين عنها، واختطفتها البوليزاريو من انواكشوط!

إذن فهذا اعتبار الشعب الموريتاني، وجرى فيه الكثير وقيل الكثير ودبج فيه الأدب

 

خلات اشياخت موريتان
العربان امنين العربان؟

 

(لَجْنَبي) والسانُ (فلان)
هذي هي حگ النفشه!

إلى أن يوجه النداء

يلعرب والطلبه لكـــبار

وافوطنكم عدتو خطـار

 

اسبوع آموره بعد امـش

أذي نفشه واتفو بالنفشه.

كانت ردة فعل الشعب الموريتاني قوية جدا، وغاضبة جدا.

فيديو

فيديو

فيديو

فيديو

فيديو

فيديو

فيديو

الآن في المكتبات

فيديو

المتواجدون الآن

حاليا يتواجد 2 زوار  على الموقع