ستون عاما
الخميس, 29 ديسمبر 2016 07:51

 

معن بشور     

altمن يتذكر عيد النصر في مصر قبل ستين عاما، يوم انسحبت قوات العدوان الثلاثي البريطاني الفرنسي الإسرائيلي من أرض مصر بعد معركة دامت 48 يوما

من يتذكر بور سعيد البطلة ومدن القناة الرائعة في مقاومتهن الشعبية التاريخية بعد أن وزع عليهن الجيش المصري العظيم 50 ألف قطعة سلاح أعادها المواطنون للدولة فورا بعد جلاء المعتدين.

من يتذكر خطبة جمال عبد الناصر في الأزهر الشريف وطائرات العدوان تحلق في سماء القاهرة: "إذا فرض علينا القتال فلن يفرض علينا العدوان."

من يتذكر الضابطين البحريين الشهيدين، الرائد المصري دسوقي والملازم السوري جول جمال، يمتطيان زورق طوربيد ويفجران الطراد الفرنسي "جان دارك" في واحدة من أوائل العمليات الاستشهادية في عصرنا الحديث، مؤكدين على وحدة الشعبين المصري والسوري، وعلى وحدة أبناء الأمة العربية مسلمين ومسيحيين.

من يتذكر أبطال الشعب العربي السوري الذين فجروا أنابيب النفط في بانياس لقطع إمدادات النفط عن دول أوروبا والغرب المشاركة في العدوان على مصر، وتأكيدا على وحدة المصير العربي، وتلازم الأمن القومي العربي في مصر وسوريا، وقد أصبحا بعد 14 شهرا الإقليمين الجنوبي والشمالي في الجمهورية العربية المتحدة في 22 شباط / فبراير 1958.

من يتذكر كيف استقالت في لبنان يومها حكومة الرئيس الراحل عبد الله اليافي، ومعه الرئيس الراحل صائب سلام ،احتجاجا على موقف رئيس الجمهورية في قمة بيروت العربية الطارئة والرافض لقطع العلاقات مع دول العدوان.

من يتذكر كيف هبت جماهير الأمة العربية من المحيط إلى الخليج، ومعها أحرار العالم، تضامنا مع مصر وقائدها جمال عبد الناصر. كتبت صحيفة اللوموند الفرنسية يومها: "إذا أردت أن تعرف حدود القومية العربية فما عليك إلا أن تنظر إلى الشعوب التي تجاوبت مع نداء جمال عبد الناصر".

من منا يتذكر الإنذار الروسي الشهير للندن وباريس إذا لم يتوقف العدوان، وموقف الرئيس الأمريكي الجنرال أيزنهاور الذي كان يهيئ بلاده لوراثة الإمبراطوريتين الاستعماريتين (الإنگليزية والفرنسية) في بلادنا.

من يتذكر نشيد الله أكبر الذي وضع كلماته الشاعر الفلسطيني الرائع هارون هاشم رشيد وأغنية فايدة كامل "دع سمائي فسمائي محرقة.. دع مياهي فمياهي مغرقة..". وقد تركت أعظم الاثر في تعبئة أبناء الأمة وأحرار العالم. ومن يتذكر كيف أن فايدة كامل في أغنيتها التي غنتها في قلب المعركة التي تخوضها مصر لم تنس فلسطين والجزائر وحتى الملايو؛ في تأكيد على الطابع القومي العربي والإنساني الأممي للمعركة في مصر.

في مقاومة مصر والأمة وأحرار العالم - بقيادة عبد الناصر- للعدوان الثلاثي الآثم؛ والتي توجت بالنصر.

في 23 ديسمبر 1956 برزت حقيقتان كبيرتان: أولهما وحدة الأمة العربية في مواجهة العدوان، وثانيتهما أن موازين الإرادات - إذا توفرت العزيمة- أقوى من موازين القوى.

فهل نستعيد اليوم دلالات تلك الأيام المجيدة في حياة الأمة ونبني عليها مقاومتنا لكل التحدياتـ، ونستنهض أمتنا على طريق تحررها وتكاملها وتنميتها وحرية أبنائها والعدالة الاجتماعية بين مكوناتها وتجدد رسالتها الحضارية والروحية الخالدة..

 

فيديو

فيديو

فيديو

فيديو

فيديو

فيديو

فيديو

الآن في المكتبات

فيديو

المتواجدون الآن

حاليا يتواجد 9 زوار  على الموقع