قراءة أدبية في الإذاعة الوطنية!
الاثنين, 20 فبراير 2012 13:42

altليس بالخبز وحده يحيا الإنسان! أحرى إذا كان الخبز نادر الوجود في أغلب الأمكنة والأحيان! ،  ، فالسياسة، والإعلام، والأدب، والثقافة، تشكل - هي الأخرى - خبزا غنيا، لا غنى عنـه للروح.. خبزا أغنى وأغلى وأندر من الخبز؛ خبزا يذكي شعلة القلب والفكر، ويلهم الإحساس، وينبت الحب والخير والجمال.. والخبز أيضا!

في منتصف السبعينات كان أوج عصرنا الذهبي. يومها صدّرنا بضاعتنا الأدبية إلى المستـهلكين - ونعم البضاعة - فتقبلها ربـها بقبول حسن. فكانت "ريشة الفن" و"في الجماهير تكمن المعجزات" وغيرها..!

وجاءت "دولة العسكر" فانفصل المبتدأ والخبر.. وتـهنا كما تاه بنو إسرائيل!

موريتانيا "العسكرية" هي البلد الوحيد في العالم الذي يغتصب فيه حواسك وزير أو مدير جريدة أو رئيس حزب أو منتدى ثقافي أو مؤسسة اقتصادية أو اجتماعية لم يحصل لك قط شرف سماع اسمه الكريم! أما أداؤه، فلا حول ولا قوة إلا بالله!

عجبا للنجوم فيها ضياء

عجبا للنفوس لا تتأذى
كلما سطرت معالم خير

 

وصفاء وللمــدى دوران
من حياة حكيمها الثعبان
حطمتـها الأقزام والغيلان

 

زمن مقرف يجبرك على أن تحتقر نفسك، وتكره الحياة في وطنك وبين ظهراني أهلك.. وتدير كافة الأزرار هربا من وسائل إعلامك المرئية والمسموعة! أما المقروءة فلها قصة أخرى!

لست أدري أهو الشذوذ الذي يثبت القاعدة، أم القطرة التي هي أول الغيث، تلك القراءة الأدبية التي صافحت قلبي صدفة ذات مساء من إذاعة موريتانيا؟ عرض ممتع. لغة جزلة. إلمام واسع وغير متكلف بالموضوع. صوت إذاعي أليف غير منكر. ومقاربات ومقارنات أدبية جامعة تمزج درر الشعر الفصيح بالملحون الحساني. وأحلى ما في هذه المغامرة، أن يوقع تلك القراءة المتميزة من لم أتشرف بسماع اسمه قط: بدر بن موسى!

أيها البدر،

رغم أني أمقت "الترجمة" وقد تناولتـها في قراءتك؛ فإن قراءتك كانت جيدة وجديدة وأصيلة ومبدعة. لم تسرق أحدا، ولم تقلد أحدا، ولم تنافق لأحد، ولم تنحز لجهة من الجهات - الوطن! أو هكذا خيل لي.

فتحية لك وللإذاعة الوطنية؛ "وقد يحيي الفتى من ليس يعرفه"

 نشر بجريدة السفير، العدد 610 الأربعاء 12/12/07.

 

فيديو

فيديو

فيديو

فيديو

فيديو

فيديو

فيديو

الآن في المكتبات

فيديو

المتواجدون الآن

حاليا يتواجد 10 زوار  على الموقع