ذ. إشدو للمنصة: "نتوقع إطلاق سراح الرئيس السابق قريبا.. إن قبِل ذلك"
الثلاثاء, 31 أغسطس 2021 17:24

"لا أظن المحاكمة ستجري، فإذا وقعت فستكون كارثة للأسف"

(ح 4)

alt

المنصة: لو ثبتت إدانة ولد عبد العزيز، هل ستظلون معه أم تعلنون الهزيمة؟

ذ. إشدو: يقول الفرنسيون إنك تستطيع بواسطة "لو" أن تدخل باريس في عنق زجاجة! فليأتوا بالبينة أولا. أنا أتعجب جدا من المسار الذي تسير فيه هذه القضية. وقد قلت ذات يوم: إن إحالة الملف لن تقع، وإني أعلم أن في موريتانيا الآن تسعة رهط وحمالة الحطب وتأبط شرا والسليك بن السلكة وطويسا.. وأمثالهم ممن يشفي غليلهم ما يجري الآن! ولكن فيها أيضا عقلاء وحكماء يعلمون علم اليقين أننا نسير منذ سنتين في طريق خاطئ ومسدود! لم ننجز شيئا على الإطلاق، وننقسم الى فسطاطين! ومع ذلك، وقعت الإحالة وما رافقها من أخطاء وفظائع! وأقول من جديد، وبناء على نفس الأسباب، والتفاؤل رائدي: إني ما زلت أشك في عقد محاكمة تتعلق بهذا الملف! ذلك أن محاكمة من هذا النوع ليست في صالح الدولة، ولا في صالح المجتمع، ولا في صالح السلطة السياسية القائمة. وفي حالة وقوعها - لا قدر الله- فإنها ستكون كارثة على الجميع؛ وخاصة على المؤسسة الفضائية وسلك المحاماة اللذين سيزج بهما في الحكم بالباطل، وشهادة الزور.. في تصفية حسابات سياسية سخيفة لا ناقة للعدالة فيها ولا جمل!

أما ما سألتم عنه، في حالة ما إذا ادين الرئيس - لا قدر الله- فهل سنعترف بالهزيمة ونتخلى عنه، فاني أؤكد لكم أنه لا وجود لمثل هذه العبارات في قاموسنا!

المنصة: الرئيس الحالي في مقابلته الأخيرة مع مجلة "جون آفريك" (Jeune Afrique) تحدث عن استقلال القضاء وقال إن ملف ولد عبد العزيز موكول إلى القضاء.

ذ. إشدو: يا أخي نحن أدرى من رئيس الجمهورية بالقضاء، ونعلم وضعية قضائنا كلها. والتجربة التي نعيشها اليوم مؤلمة جدا. لأن من يقومون بدور النيابة وقطب التحقيق في ملف اتهام الرئيس محمد ولد عبد العزيز الكيدي ندلي أمامهم بنص الدستور فيتجاهلونه وينتهكونه، وندلي أمامهم بالنصوص القانونية الإجرائية الصريحة فيتعمدون خرقها!

المنصة: هل هذه إملاءات تلقوها؟

ذ. إشدو: لا أعلم. ينبغي أن تسألهم. أما نحن فنشهد على أنهم يتغاضون عن صريح القانون ويعملون بشيء آخر.

المنصة: أي أنكم في هذه الحالة تستطيعون القول إن القضاء غير مستقل؟

ذ. إشدو: حتى من يقول باستقلالية القضاء الموريتاني فليس جادا، وإنما يقول بذلك فقط، دون مستند من واقع السلطة القضائية للأسف..

المنصة: وهل هناك جهات تستخدمها؟

ذ. إشدو: هناك جهات تسخرها في خدمة ماربها! يحدث هذا أحيانا كثيرة للأسف، رغم أن العدل هو أساس الملك، وبدون سلطة قضائية مستقلة لا سلم ولا تنمية. يوجد قضاة عادلون، ويعانون التهميش، لكنّ ثمة آخرين يفعلون ما يملى عليهم.

المنصة: هل تلاحظون في الساحة الوطنية التفافا حول قناعتكم أنتم ببراءة ولد عبد العزيز؟

ذ. إشدو: أستطيع القول إننا في بداية استلامنا للملف كان الذباب الألكتروني مسيطرا على الساحة السياسية والاجتماعية، وصدّق الناس ما يتلقون، وأقول لك إن من يصدقون تلك الأقاويل اليوم لا يصلون 10%، وإن كثيرا من الناس ملتفون اليوم حول براءة ولد عبد العزيز وحول ولد عبد العزيز. وقد رأيتم العزاء الذي نظمه، ورأيتم المرات التي سار فيها راجلا مكرها إلى إدارة الأمن. وربما رأيتم أمرا غريبا؛ فأهل كوبني في أقصى معامل موريتانيا تحركوا يهتفون باسمه، مع أن معرفتهم به محدودة!

في الحقيقة نتمنى أن تعود المياه إلى مجاريها والأمور إلى نصابها، وأن يؤلف الله بين قلوب القوى الوطنية الحقيقية وبين الأغلبية الصالحة التي قدمت الإنجازات، والتي كانت في الحكم، والتي ترشحت وفازت {وما ذلك على الله بعزيز}.

المنصة: هل لدى ولد عبد العزيز ورقة ضغط في هذا الملف تدين تلك الجماعة؟

ذ. إشدو: أولا - وفي ختام نقاشنا- أفضّل أن تقول: هل لدى الرئيس محمد ولد عبد العزيز، لأنه أمضى 10 سنوات وهو رئيسك.

نعم لديه ورقة ضغط يمكنه أن يضغط بها على الجميع. اسألني ما هي..

المنصة: ما هي؟

ذ. إشدو: لديه منجزاته القائمة، ولديه محاربته الفعلية للفساد خلال 10 سنوات، وهو من أقام الترسانة القانونية لحماية الشيء العام، ولديه الالتفاف الكبير على الساحة الوطنية الذي تحدثنا عنه آنفا. ولديه ورقة هي آخر ما أذكره لك؛ هي أن من هم ضده من الناس يصدق فيهم قول المتنبي:

وإذا أتتك مذمتي من ناقص ** فهي الشهادة لي بأني كامل.

المنصة: هل ترون التركيز على موكلكم أثناء سجنه ومنح الحرية لبقية المتهمين المشمولين في الملف تركيزا سياسيا بالدرجة الأولى؟

ذ. إشدو: القتلة واللصوص اليوم لديهم من الحرية أضعاف ما عند الرئيس محمد ولد عبد العزيز من الحرية في سجنه. لديهم أجهزة تلفزيون، وأجهزة راديو ولديهم هواتف، ولو أنها تسرب إليهم بشكل غير رسمي. يتشمسون، يمارسون الرياضة، يزورهم أقاربهم كلهم.. إلخ. . أما هو، فممنوع من كل ذلك بدون حق شرعي أو قانوني، أو أخلاقي. فما معنى ذلك؟ معناه أن مصدر الخوف الذي يشعرون به من الرجل لا علاقة له بالفساد، وإنما مرده السياسة بامتياز! أن مصدر الخوف ليس من اختلس ممتلكات أو أفسد؛ ففي المفسدين وفرة طلقاء وخاضعين لسجن عادي.

التهمة الموجهة إليه ومثار الخوف أن يتكلم، أن يصرح، أن ينتقد، أن يذكر مثلا قضية التمايه، أو بعض المؤسسات التي تكلم عنها قبل أن يسجن. هذا ما يُخاف منه.

المنصة: حسب تجربتكم الطويلة في مجال المحاماة هل تتوقعون نهاية لملف الرئيس محمد ولد عبد العزيز، وما هي النهاية التي تتوقعونها؟

ذ. إشدو: بالطبع. أولا نتوقع إطلاق سراحه قريبا، إن قبِل ذلك.

المنصة: إذا قبل هو؟

ذ. إشدو: إذا قبل هو. لماذا نتوقع إطلاق سراحه؟ لأنه مسجون بغير القانون، وإنما هو مسجون بالسياسة دون حق، ويمكن أن تطلق السياسة سراحه دون سبب. السياسة تَسْجُن بدون سبب وتطلق بدون سبب. السلطة تسجن بدون سبب وتطلق بدون سبب.

معنى قولي: "إذا قبل" أنه قيل له الكثير، ولم يبق سوء إلا واتُّهِم به، وهو قال إنه يتحدى السلطة أن تأتي بأي دليل على أنه أخذ قرشا أو أوقية لموريتانيا، وقال إنه لا يوجد أي اختلاس كما أسلفت آنفا، ولا توجد أية رشوة.

من مصلحته أن يحاكم، وقد يطالب بذلك، لكن هل سوف يحاكَم؟ أنا لا أعتقد أنه سوف يحاكَم. وإذا حوكم فستكون كارثة - كما قلت لك- على القضاء الموريتاني، وعلى المحاماة الموريتانية، وعلى المجتمع الموريتاني والدولة الموريتانية.. لأننا سنعمل فيما لا فائدة من ورائه إلا تصفية بعض الحسابات وبذل الجهود من أجل النكوص بالبلاد إلى الوراء؛ وهذا خال من مصلحة موريتانيا.

المنصة: نشكركم على هذا اللقاء.

متابعي المنصة.. نشكر باسمكم منسق هيئة الدفاع عن الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز، السيد المحامي محمدٌ ولد إشدو.

ذ. إشدو: الحمد لله الذي بنعمته وجلاله تتم الصالحات. ما أود قوله لمتابعي المنصة هو أن جميع ما قلته هو ما أعتقده، وهو ما أراه حقيقة. أقول دائما لله الحمد: {الذي خلقني فهو يهدين والذي هو يطعمني ويسقين وإذا مرضت فهو يشفين والذي يميتني ثم يحيين والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين رب هب لي حكما وألحقني بالصالحين واجعل لي لسان صدق في الآخرين واجعلني من ورثة جنة النعيم واغفر لأبي إنه كان من الضالين ولا تخزني يوم يبعثون يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم}.

إذن أطلب من الله تبارك وتعالى دائما أن يعطيني لسان صدق، لأني أراه هو ما يفيد. وإن قيل إن أولاد ديمان وضعوا الناس أمام معضلة هي أن "الحق لا يقال، والكذب حرام". وصدق من قال: لم يترك لي الحق صديقا!

المنصة: شكرا جزيلا مشاهدي ومتابعي المنصة.

والسلام عليكم.

تمت

فيديو

فيديو

فيديو

فيديو

فيديو

فيديو

فيديو

الآن في المكتبات

فيديو

المتواجدون الآن

حاليا يتواجد 10 زوار  على الموقع