رئيس الجمهورية في الذكرى 59 لاستقلال البلاد:
الجمعة, 29 نوفمبر 2019 08:34

 

"انطلقت قاطرة تنفيذ برنامجنا الانتخابي وستظل في تسارع مستمر"

 

altجدد فخامة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ العزوانى تصميمه على الوفاء بما تعهد به خلال الحملة الانتخابية.
وقال في خطاب وجهه إلي الأمة بمناسبة الذكرى 59 للاستقلال الوطني إن قاطرة تنفيذ برنامجه الانتخابي قد انطلقت، مؤكدا إصراره على أن تظل وتيرة التنفيذ في تسارع مستمر.
وكشف النقاب عن إنشاء مندوبية عامة، تتبع رئاسة الجمهورية مباشرة، يعهد إليها بتسيير كل البرامج والمشاريع المتعلقة بمكافحة الفقر والهشاشة.
وأبرز فخامته أنه عمل، منذ اللحظات الأولى لتوليه رئاسة الجمهورية، على تدعيم الوحدة الوطنية بتهدئة المناخ السياسي العام، وخلق جو من الثقة بالانفتاح على الجميع والتشاور مع كل الفرقاء السياسيين على اختلاف توجهاتهم.


نص الخطاب

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
أيها المواطنون؛
أيتها المواطنات؛
يشرفني، ويسعدني كثيرا، أن أتوجه إليكم، بأحر التهاني، وأطيب التمنيات، بمناسبة احتفائنا، غدا، بالذكرى التاسعة والخمسين لعيد استقلالنا الوطني.
إن هذه المناسبة، المشبعة بمعاني العزة والشموخ، تخلد ذكرى لحظة تحول حاسم في المسار التاريخي العام لشعبنا الأبي: لحظة جلاء المستعمر، ونشوء الجمهورية الإسلامية الموريتانية، كدولة بالمفهوم الحديث. وهي، بهذا الاعتبار، فرصة ثمينة لنستحضر معا، ونمجد، عرفانا بالجميل:
-
أبطال المقاومة الوطنية، بشقيها: المسلح والثقافي، الذين واجهوا المحتل، بالبندقية والسيف، والفكر والقلم، حتى انكسر غزوه العسكري انكسار غزوه الفكري الثقافي.
-وكافة أفراد قواتنا المسلحة وقوات أمننا، ضباطا ، وضباط صف، وجنودا؛ فقد بذلوا تضحيات جسيمة في سبيل صيانة الاستقلال، بالذب عن حوزتنا الترابية، وإحراز ما ننعم به اليوم، من أمن وسلام، رغم اضطراب محيطنا الإقليمي.
-
وكذلك سائر الذين ساهموا - كل بقدر ما وسعه، وبحسب ما أداه إليه اجتهاده- في تشييد دولتنا المعاصرة، والارتقاء بها إلى المستوى الذي هي عليه اليوم.
فتحية إكرام وتقدير للجميع.


أيها المواطنون؛
أيتها المواطنات؛
إن للاستقلال معانِيَ كثيرة، وسياقات متعددة؛ فهو سياسي بالموقف والقرار، وثقافي بحفظ الهوية واللسان، واقتصادي بالتطوير والإنماء.
غير أن الشرط المبدئي لإمكان تحقيق كل هذه المعاني، هو توطيد الوحدة الوطنية بالعمل على تكاتف جهود كل أبناء الوطن، خدمة لازدهاره، في ظل شعور قوي بالمساواة، ووحدة الهوية والمصير، ترعاه الدولة بالعدل، والإنصاف، والتنمية الشاملة.
ولهذا عملنا، منذ اللحظات الأولى من تولينا رئاسة الجمهورية، على تدعيم الوحدة الوطنية بتهدئة المناخ السياسي العام، وخلق جو من الثقة بالانفتاح على الجميع والتشاور مع كل الفرقاء السياسيين على اختلاف توجهاتهم، قناعة منا بأن بالإمكان أن تلعب كل من الموالاة والمعارضة دورها كاملا في جو من الثقة المتبادلة ترسيخا لنظامنا الديمقراطي الذي بلغ مرحلة كبيرة من النضج مكنته، مؤخرا، من تأمين انتقال سلس وشفاف للسلطة.
كما وجهنا الحكومة بالتركيز، في استراتيجياتها الهادفة إلى تنفيذ مقتضيات العقد الانتخابي الذي على أساسه نلنا ثقتكم، على ترسيخ العدالة وتقوية عوامل اللحمة الاجتماعية بمكافحة الفقر والتهميش والغبن.
وفي هذا السياق اكتملت مؤخرا مشاريع النصوص القانونية المنشئة لمندوبية عامة، تتبع رئاسة الجمهورية مباشرة، يعهد إليها بتسيير كل البرامج والمشاريع المتعلقة بمكافحة الفقر والهشاشة. وقد رصدت لها، على مدى السنوات الخمس المقبلة ميزانية تقدر بـ200 مليار أوقية قديمة، وسيتم إنشاؤها في الأيام القليلة القادمة. كما يجري العمل على إنشاء مجلس رئاسي لمتابعة السياسات الاجتماعية، سيتكفل بالمتابعة الدقيقة والمنتظمة لمستوى نجاعة وفاعلية تنفيذ هذه السياسات في محاربتها للفقر والغبن والهشاشة وفى تحسينها لجودة الخدمات الأساسية.
وقد تم العمل، كذلك، على تقريب الخدمة القضائية من المواطنين بتفعيل مبدأ المساعدة القضائية. وفتحت لهذا الغرض مكاتب في كل الولايات بحيث يتاح لكل متقاض، في أي ولاية كان، إن ثبت عجزه الكلي عن التكفل بأعباء محام، أن يعين له محام مجانا، يعينه على استيفاء حقوقه بالدفاع عنه أمام المحكمة. وقد رصدت في ميزانية 2020 المبالغ الضرورية لتغطية الأعباء المترتبة على هذه المساعدة القضائية. كما يجري العمل على تنفيذ إستراتيجية متكاملة تهدف إلى تقوية القضاء وتعزيز استقلاليته وترسيخ دولة القانون.
ودائما في سياق تقريب الخدمة من المواطن، استحدثت آلية إدارية تحت مسمي "خدماتي" تهدف إلى الرد السريع على طلبات واستفسارات المواطنين وتمكنهم من متابعة معالجة ملفاتهم. وسينطلق نشاطها الأسبوع المقبل، في وزارة النقل أولا، على أن تعم سائر القطاعات تباعا.
وعلى هذه الوتيرة المتسارعة يجرى العمل في سائر القطاعات الحكومية سعيا إلى تحقيق تعهداتنا في مختلف المجالات.
ففي قطاع التعليم بوشرت عملية سد النقص الحاصل في المعلمين والأساتذة ودعم المتابعة والتأطير التربوي، في الوقت الذي يجري فيه العمل على إعداد خطة إصلاحية شاملة تهدف إلى وضع أسس مدرسة جمهورية جامعة، والرفع من مستوى جودة التعليم، وإنشاء مجلس أعلى للتهذيب وسلطة عليا لرقابة جودة الخدمة التعليمية في مختلف جوانبها.
وقد أنجز قطاع الاقتصاد، كذلك، عملا بالغ الأهمية على صعيد تعبئة الموارد المالية؛ حيث تم التوقيع مع شركائنا في التنمية في الأشهر الثلاثة المنصرمة، على اتفاقيات تمويل، ستساعد، على نحو ملحوظ، في تطوير الزراعة والتنمية الحيوانية، والصيد، وترقية الموارد البشرية. ويجري، في ذات الوقت، الإعداد لإنشاء مجلس أعلى للاستثمار سيساهم في العمل على تحسين مناخ الأعمال وجلب الاستثمارات، ودعم الشراكة بين القطاعين الخاص والعام.
وإجمالا، فإن قاطرة تنفيذ برنامجنا الانتخابي قد انطلقت. وسأصر على أن تظل في تسارع مستمر، لأنني على أتم الإدراك بحجم تطلعاتكم، وآمالكم، ولأنني مصمم على الوفاء بما تعهدتُ به.
عشتم وعاشت موريتانيا حرة مزدهرة آمنة.
أشكركم، والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

(وما)

فيديو

فيديو

فيديو

فيديو

فيديو

فيديو

فيديو

الآن في المكتبات

فيديو

المتواجدون الآن

حاليا يتواجد 2 زوار  على الموقع