![alt](media/images/48(2).jpg)
قصيدة كتبت في الذكرى الأولى لهزيمة 1967 ونعيد نشرها في الذكرى الـ67 للنكبة
أيار يا رمز الصـــمود تحية ** من شعبنا المستعبد المــنكوب
هل جئت في هذا اللقاء مؤنبا ** أم جئت تلحق ماضــيا بقريب؟
أيـــار عفوا ما أضـــعنا قــدسنا ** إلا لــــرد نعيـــمنا المسلوب
لم نأل جهدا في الصمود على البلا ** والبذل والتسليح والتدريب
لكــــننا لم نَهْتَدِهْ في بحــــثنا ** يوما على الإنسان والأسلوب
كـــــان اكـــتـــــناز الآلــــــيا ** ت سبــــيلنا للإنتــــــــــصار
وإلى الرجوع إلى الديار
لم نكـــــترث بشعوبــــــنا ** أو نعطــــــها حقّ الخـــيار
ولم نــــزود جـــــــــيشـنا ** إلا بتــــكوين مــــــــعـــار
ما كان جــــيشا ثائـــــــرا ** يحمي البراري والبــــحار
كان الجنود محاصـــــرينْ ** والشعب أيضا في حـــصار
كـــنا أناسا طيـــــــــبـينْ ** لكــــننا كـــــنا صــــــــغار
لا نســتفيد من التــــــجا ** رب والعلوم والابتــــــــكار
كنا ثــــوارا عــاجــــزيـ ** ـن عن التلاحم بالثـــــــوار
كان المــــــــشير قــيادة ** تحمي الفـــــــساد والاحتكار
والبـــــعث كان شـــعاره ** ألاَّ لــــــــقاء مــــــع الثوار
والجيش يحمي في العراقْ** عهد الرشيد وشـــهريـــار
والمغرب العربـــــــي في ** أقــــصى مراحل الانهـــيار
أما المــــلوك فإنـــــهم ** بقــــضية العـــرب التــــجار
لا يصـــنعون من اَجلها ** غــــير البكاء على الديــــار
كـــــل أذل مـــــن النعا ** م؛ وفي الحـــماقة كالحــــمار
كــــل يُمَـــــنّي شـعبه ** بالمـــــعجـــزات والانتـــصار
فيواصل الشـــعب العذا** ب؛ ويجـــتــــني الملك الثمار
أيار عفـــوك قـــد أصبـ ** نا بانتــــكاس غـــــير ضار
لكـــننا رغــــم الـــهزيـ ** مـــة قــد خطـــونا بانتــصار
إنا حــــملنا فـي الجـــنو ** ب الإنجــــليز على الـــفرار
وشــــبابنا عبر الخــليـ ** ـج يـــعد للــــثأر الثـــــــوار
ومــــدافع الأحــــرار لا ** تنـــفك تـــزأر فــــي ظــفار
والشـــعب بايع ناصـرا ** ألاّّ يــقـــــر لـــــــه قــــــرار
حــتى يحـقق الانتصار ** حـــــتى يــعـــود إلى الـــديار
أيار يا عـــــشريــن عا ** مًا قــــــد تداعت من ذنوبي
دوى انفــــجار الماحــقا ** ت؛ يهز أعـــماق القــلوب
وتضاحــــكت سمر القنا ** بل في شــــوارع تلْ أبــيب
وتكــــلمت لُسْــــنُ المدا ** فع فوق جعـــــجعة الخطيب
وتــــواثبت أُسْـدُ الشرى ** في نجـــــدة الوطن الحبيب
عبر الليالي الحــــالكات ** عــبر الـــــشدائد والخطوب
أيـــــار يا عـــشرين عا ** ما قـــــد تداعت من ذنوبي
هلّت تــباشير الصـــــبا ** ح على صــداح العــــندليب
وتباشر التــين الــحزيـ ** ـن بعــــــودة الأمل الحبيب
وتراقصت قمم النـــخيـ ** ـل وهـــــللت كــل الشعوب
بعد الكـــآبة والشــــحو ** ب والاتـــكال على القريب
والشيب من قبل المشيب!
آگمامين (كنكوصه) 1968
(من ديوان "أغاني الوطن")