| في غفلة من التاريخ! |
| الأربعاء, 16 أكتوبر 2013 07:55 |
|
تأبين الرئيس العراقي صدام حسين
وخلافا لما توقعه المجرمون، لم تكف الأرض عن الدوران، ولم تتوقف عقارب زمن الشعوب، ولا خبت نار المقاومة العراقية الباسلة ضد الاحتلال، أو اجتثت إرادة صمود شعوب العالم ضد غطرستهم وعدوانهم الوحشي؛ بل على العكس من ذلك، كان يوم اغتيال صدام حسين مؤشر مخاض جديد لميلاد عالم جديد! وذلك لأسباب تاريخية غابت عن حسبان أمريكا وأذنابها، لغبائهم وجهلهم لطبيعة الشعوب. ومن بين تلك الأسباب: ـ أن الشعوب العربية والإسلامية، على امتدادها العددي والجغرافي، آمنت إيمانا قطعيا، لا يدع مجالا لأدنى شك، بأن عدوها - وعدو البشرية جمعاء- هو معسكر الشر الحقيقي: أمريكا وبريطانيا وإسرائيل. ولن يهدأ لها بال حتى تجتث طغيان العدو الغاشم من أرضها. ـ أن العرب والمسلمين أباة ضيم، لا يستسلمون، ولا ينسون ثأرهم؛ بل يعيشون وراءه، على خطى الشنفرى وعمرو بن كلثوم والمعتصم وصلاح الدين وعمر المختار ويوسف العظمة وأمثالهم، حتى يدركوه، أو يموتوا في طلابه. ـ أن موقف الشعوب من صدام - رغم أخطائه الكثيرة- لا تقرره آلة الدعاية الغربية الكاذبة، التي تقدمه صباح مساء، طاغية وشيطانا مريدا، في "مجتمع دولي" أمريكي ملائكي؛ وإنما تسطره ثلاثة أمور هي: موقف العدو منه، ومنجزاته وكفاحه، وموته البطولي الأسطوري الرائع؛ لذلك لن يكون موته نهاية، بل بداية. وسيصبح رمزا ومثالا أعلى للمقاومة، والبطولة، والرجولة، والتضحية في سبيل الحرية، والاستشهاد فداء للوطن. وسيكون خطره على العدو ميتا أكبر بكثير مما كان عليه وهو حي. فأين المفر؟ كلا لا وزر! .. وهناك معالم جوهرية لا بد من إبرازها في هذا المجال، وهي: *أن اغتيال رئيس دولة عربية مسلمة، يوم عيد الأضحى، على يد الغرب المسيحي، يشكل اغتيالا للسلام في أرض السلام، وتكريسا لصراع الحضارات، الذي يبشر به منظرو البنتاغون، على حساب حوارها، واستفزازا وقحا لمشاعر المسلمين، وتفريخا مدبرا لروح الكراهية والانتقام؛ لحد لا يترك خيارا غير تحكيم حد السيف في الغزاة وأعوانهم، حتى يخرجوا من أرضنا صاغرين مندحرين يجرون أذيال الخيبة، ويحملون على ظهورهم المحدودبة فلول كيان الغاصبين الذي زرعوه في قلب الأرض المقدسة! أيها الغزاة، إن شعوبنا تكرهكم جدا.. جدا.. وستحاربكم حتى النهاية، وتنتصر عليكم! *أن اغتيال رئيس دولة، وأسير حرب، تحميه المواثيق الدولية، وينتمي إلى بلاد أسرت ملكي بريطانيا وفرنسا، غازيين، على أرضها، فأكرمتهما، وخلت سبيلهما -وذلك قبل وجود أمريكا- يسقط ما لم تسقطه، من أقنعة الغرب الزائفة، فضائح أفغانستان والعراق وفلسطين ولبنان وأبو غريب واغوانتنامو! فأين هي مثل الحرية، وقيم الحضارة، والديمقراطية، وحقوق الإنسان، التي كان يبشر بها الغرب؟ أيها النازيون الأوغاد، لقد ظهر نفاقكم وزيفكم على رؤوس الأشهاد! أنتم لستم معلمين، ولا حملة رسالة؛ بل أنتم مجرمون، ولصوص، وأعداء للإنسانية، والقيم النبيلة، وللحياة! بالله عليكم ما هو الفرق بين جورج دبليو بوش وأدولف هتلر؟ إننا لنحتقركم! *أن صمت كافة الدول العربية -عدا ليبيا- على اغتيال رئيس عربي مسلم، له -ولبلده الكبير- منن وأياد بيضاء على معظم الدول العربية والإسلامية وغيرها، ينهي آخر مبررات وجود أنظمتنا الفردية الفاسدة الموالية للغرب، والتي لا تسمن ولا تغني من جوع؛ ويفرض علينا التفكير العاجل في إفراز الأحسن، وسد الطريق أمام الفلسفات الفردية والشمولية والانقلابية والإرهابية، والعمل على إرساء وتطوير دولة القانون والمؤسسات الديمقراطية الصحيحة. أيها الحكام العرب، نحن لا نلومكم؛ بل نلوم أنفسنا على تقصيرنا في حقكم! فقد صدق المتنبي: من يهن يسهل الهوان عليه ما لجرح بمــــــــيت إيـلام *أن موقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية، الذي يصف اغتيال أمريكا لصدام حسين بـأنه "عدالة إلهية" موقف مؤسف ومروع، ويطرح أكثر من علامة استفهام! ترى كيف تتماهى -في نظر آيات الله- العدالة الأمريكية والعدالة الإلهية؟ وكيف يتطابق الموقف الإيراني من قتل صدام مع الموقفين الأمريكي والإسرائيلي؟ وكيف تظل المواقف الإيرانية في نهاية العشرية الأولى من القرن الواحد والعشرين حبيسة مرارات الحرب العبثية العراقية الإيرانية التي دارت أحداثها المؤسفة في بداية ثمانينيات القرن الماضي، دون أن تضع إيران في الحسبان كافة المستجدات التي طرأت في المنطقة وفي العالم؛ والتي رشحت إيران النووية لزعامة المستضعفين في الأرض؟ ومن هو عدو إيران والمسلمين وشعوب المنطقة والعالم اليوم؟ أهو الشيطان الأمريكي الأكبر، أم "الشيطان" المستباح الأسير صدام حسين؟ وما خطب المليار دولار الذي أهدت إيران للمالكي غداة اغتيال صدام؟ أيها الإخوة في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، إننا ... !؟ نشر بتاريخ 08 /01/ 2007 ونعيد نشره في الذكرى السادسة للحدث |
