على خطى رواد الاستقلال الوطني والبناء
الخميس, 28 نوفمبر 2013 00:37

 

كلمة في افتتاح ندوة المنظمات الأهلية المخلدة لذكرى الاستقلال الوطني سنة 2007 ونعيد نشرها بالمناسبة ذاتها   

altأصحاب المعالي والسعادة،

أيها المدعوون الكرام،

سيداتي.. سادتي،

يطيب لي، باسم هيئات المجتمع المدني المنظمة لهذه الندوة: مؤسسة الرئيس المختار ولد داداه، تجمع المنظمات الأهلية (فوناد) مبادرة المواطنة من أجل التغيير... والتي شرفتني برئاستـها، أن أرحب بكم، وأتمنى لكم مشاركة طيبة ومفيدة في هذه الفعاليات.

لقد شاء المنظمون لهذه الندوة أن تدور فعالياتـها حول الاستقلال الوطني. وأن تناقش السياسة، والاقتصاد، والتعليم، والصحة، وحقوق الإنسان: أي القضايا الأساسية التي تؤرق المواطن، وتشغل الوطن.

إن الاستقلال الوطني وبناء الدولة في بلادنا شكلا حلما كبيرا ظل يراود السلف الصالح إلى أن تحقق بجهد جهيد على أيدي كوكبة من أبناء موريتانيا البررة، سرعان ما التفّتْ حولها كافة مكونات وأطياف المجتمع، فأصبحت قوية بـهم في وجه الطامعين والمستـهزئين، واستطاعت بوعيها، وإخلاصها، وبعد نظرها، وانفتاحها على المستقبل، أن تعطي مشروعها مضمونا كانت أولى معالمه "سياسة التقشف" التي بموجبـها استغنينا عن الدعم الأجنبي لموازنتنا، فملكنا بذلك حرية القرار! ومن هنا جاء الاعتراف بجمهورية الصين الشعبية، والانسحاب من "لوكام"(1) والمساهمة النشطة في إنشاء منظمة الوحدة الإفريقية، وقطع العلاقات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا غداة حرب حزيران، وإخراج إسرائيل صاغرة من إفريقيا، ودخول الجامعة العربية، والاعتراف بحكومتي فيتنام وكامبودج الحرتين، ومنظمات التحرير في فلسطين، وجنوب إفريقيا، وروديسيا، وناميبيا، وموزنبيق، وأنغولا، وغينيا بيساو والرأس الأخضر، ومراجعة الاتفاقيات مع فرنسا، وإنشاء عملة وطنية، وتأميم "ميفرما" ودعم المواد الأساسية والأدوية، ومجانية التعليم والعلاج.. الخ..

ولكن حرب الصحراء المشؤومة، وما نجم عنـها من كوارث سياسية واقتصادية واجتماعية، عصفت بما صنعناه، فتـهاوت دعائمه؛ بما في ذلك الوحدة الوطنية التي هي أساس وجودنا، والأخلاق والقيم التي بني عليها صرح دولة الاستقلال! فعم الفساد، والعسف، والجوع، والجهل، والمرض، لحد أصبح معه المواطن، صاحب الصفة والمصلحة في استقلال تاق إليه كثيرا وضحى من أجله، يتساءل بصوت عال جدا: متى ينتـهي الاستقلال؟

.. واليوم وقد عاد الجيش إلى ثكناتـه، دستوريا، وأرسيت دعائم ديمقراطية واعدة، وعادت الروح والأمل، رغم ما يحيط بذلك من أخطار، ورغم الوضع الدولي الخانق.. ها نحن نتساءل، في هذه المناسبة العظيمة - عبر هذه الندوة الحرة - عن مقومات الاستقلال الوطني في ظل العولمة، وعن علاقة دولة الاستقلال بالمواطن (الاقتصاد الوطني والحكم الرشيد، التعليم والصحة، حقوق الإنسان)؟ وهل يندرج نشاط دولة الاستقلال ومجتمعها في إطار رؤية تاريخية تضع في الاعتبار واقع التطور، ومهمات المرحلة.. وبناء المستقبل؟(2)

إنني أعلن افتتاح الندوة، وأتمنى لها التوفيق والنجاح. والسلام عليكم ورحمة الله.(3)

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1- L’organisation commune africaine et malgache (L’O.C.A.M.) هي: المنظمة المشتركة الإفريقية الملغاشية أو ما عرف بالاتحاد الإفريقي الملغاشي أسس في نواكشوط في 12 فبراير 1965 من طرف رؤساء 13 دولة إفريقية ناطقة بالفرنسية؛ وذلك بهدف تعزيز التعاون والتضامن بين تلك الدول لتعجيل نموها الاقتصادي والاجتماعي والتقني والثقافي. (دائرة معارف بورداس، الجزء الأول، ص 85).

2- عبد الرحمن منيف: ذاكرة للمستقبل ص 177.

3- نشر في العدد رقم 601 من جريدة السفير الخميس 29/11/07.

فيديو

فيديو

فيديو

فيديو

فيديو

فيديو

فيديو

الآن في المكتبات

فيديو

المتواجدون الآن

حاليا يتواجد 10 زوار  على الموقع