كتب هذا المقال تأبينا للفقيد العظيم، ونعيد نشره في الذكرى الثالثة لرحيله   

تعود علاقتي بـ"آدرار" حيث سطعت أنوار دائرة الشيخ اعلي الشيخ ولد اممه رحمه الله وأسكنه فسيح جناته، إلى منتصف سنة 1964. وفيها بدأت صِلاتي بجميع شرفاء تلك الولاية المنيعة وعموم أهلها الأفاضل.  خاصة أهل الشيخ بونَ انّ ولد الشيخ الطالب اخياروأهل اممه.

كنت قد تعرفت قبلُ على الشيخ بونَ انّ ولد الشيخ الطالب اخيار -رحمه الله- في مدينة سان لويس عاصمة موريتانيا يومئذ، فنشأت بيننا صداقة وود ومحبة؛ وذلك عن طريق اثنين من أبنائه هما الشيخ الطالب اخيار الذي عمل بوزارة العدل قبل أن ينضم إلى بعثة القضاة، والشيخ محمد ماء العينين الذي كان موظفا في إحدى الوزارات. وعندما جئت إلى أطار صرت بمثابة ابنه، وكنت أقوم له -رغم مواقفي اليسارية- بتحرير رسائله إلى بعض كبار قادة إسبانيا.. وتجاورنا في "لبريزة" حيث كنت أسكن دار الشريف سيدي محمد ولد القاسم قبالة دار أهل الشيخ بونَ انّ.

تازيازت تقدم تجهيزات طبية لبعض المراكز الصحية

قدمت تازيازت موريتانيا المحدودة (ش. م) وهي شركة فرعية مملوكة لكينروس غولد، هذا الأسبوع هدية تتمثل في تجهيزات ومعدات طبية حيوية لأربعة مراكز صحية في انواكشوط ولبراكنة من أجل دعم السلطات الصحية المحلية في تحسين علاجات الصحة للموريتانيين.

وهذه ثامنة الهدايا المقدمة من طرف الشركة منذ 2012 من تجهيزات تزيد قيمتها الإجمالية عن 1.1 مليار أوقية (3600000 دولار أمريكي) موزعة على قرابة 30 منشأة صحية في إينشيري وانواذيبو وانواكشوط والحوض الشرقي.

تازيازت ترد على رسالة قادة المعارضة

نواكشوط في 2 أغسطس 2016

إلى جناب السادة:

اعلي ولد محمد فال، رئيس سابق للجمهورية الإسلامية الموريتانية، أحمد ولد داداه، رئيس حزب تكتل القوى الديمقراطية، صالح ولد حننه، رئيس المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة.

السادة الأعزاء،

منذ أمد غير بعيد نشطت أبواق الفتنة وهبت صراصير الظلام تعمل على الوقيعة بين الدولتين الشقيقتين موريتانيا والمغرب؛ بغية جرهما إلى القطيعة والحرب لعل وعسى.. إذ في ذلك ما فيه من مآرب لأعداء البلدين على حد سواء:

إن القداح إذا اجتمعن فرامها ** بالكسر ذو حنق وبطش أيِّد

عزت فلم تكسر وإن هي بُددت ** فالوهْن والتكسير للمتبدد.

ميفرما لا تشبه تازيازت

الأستاذ محمد  ولد امّين  

ميفرما شركة عظيمة واستثمرت أموالا طائلة وخبرات كبيرة، وأنجزت إنجازات رائعة مكنت موريتانيا الوليدة من البقاء حية، وحين تم تأميمها هرعت للتحكيم الدولي واكتشفنا أنها لم تستعد رأس مالها بعد وعوضناها خسارتها.

تازيازت لم تستثمر شيئا يذكر، وتتبعها الفضائح المحاسبية أينما حلت؛ هنا وامام القضاء الأمريكي. إن وجودها بهذا الشكل شتيمة لذكاء شعب موريتانيا وازدراء لعبقريته الجلية في كل مضمار.. هذا الشعب العظيم الذي قرر أن يمسك بثرواته وها هو ينقب ويصهر الذهب وينظم سوقه..

"قمة الإنصاف" العربية في انواكشوط لم تجد من ينصفها ويقيمها تقييما موضوعيا يحدد بتجرد نقاط النجاح فيها ونقاط الضعف إلا من رحم ربك {وقليل ما هم}. ذلك أن جل المحللين لا ينطلقون من واقع الحدث نفسه بقدر ما ينطلقون من مواقع وقناعات سياسية تفضي إلى أحكام مسبقة قد لا تكون لها علاقة بالواقع أصلا. أضف إلى ذلك انتماء جل "المتكلمين" في الشأن العام إلى الجيل البائد من تكنولوجيا الألوان: أبيض وأسود.

"سقوط سقف مطار انواكشوط الدولي أم التونسي".

"غرق عاصمة القمة العربية".

"سقوط طائرة على متنها 29 راكبا".

"انتحار فتاة فشلت في امتحانات الباكالوريا".

"نواق الشط لا تصلح للحب ولا للحرب".

" مخطط لاغتيال السيسي في نواكشوط يدفعه لعدم المشاركة في القمة العربية".

"انسحاب أمير قطر من القمة" الخ.. الخ..

نماذج قليلة من عناوين وتعليقات كثيرة ساهم بها كتاب ومدونون وأصحاب مواقع في مجهود تنظيم القمة العربية الأولى في بلادهم، و"أغنوا" بها "إعلام" القمة رغم عدم صحة جلها وتلفيق بعضها والمبالغة في بعض.

      ولكن، لماذا كل هذا الشحن والتضليل والتلفيق ضد عرس الأهل والأحباب في موريتانيا الغالية؟