| خاشقجي وقصة غرام مع العميلة المزدوجة |
| السبت, 10 نوفمبر 2018 07:22 |
|
وكالة الاستخبارات الأمريكية (CIA) ستتوصل من عملائها في تركيا بتقرير مفصل عن حقيقة خطــيبة جــمال خاشــقجي الباحــثة التركـية خديجة كنزاي والدور السري الذي تلعبه لصالح مخابرات بلادها، بحكم وجود اتفاقية تعاون أمني بين البلدين ستقوم "CIA" بتبليغ الجانب السعودي بالمعلومة السرية. منذ تلك اللحظة بذل مسؤولون كبار في الديوان الملكي مجهودات كبيرة للإقناع جمال خاشقجي بالعودة لبلاده وطي صفحة الخلافات، مع منحه ضمانات بأن لا يتعرض للاعتقال، لكن جميع محاولاتهم باءت بالفشل، لأن خاشقجي كان غير مرتاح نهائيا لسياسة الاعتقالات التي انتهجها ولي العهد محمد بن سلمان في حق الصحفيين والدعاة ورجال الأعمال، لهذا السبب غادر الصحفي جمال خاشقجي بلاده في مايو 2017 واستقر بأمريكا.. بما أن الرجل عبارة عن كنز متنقل يملك معلومات غزيرة عن آل سعود منذ عهد الملك فهد بن عبد العزيز، بحكم عمله سنوات طويلة مستشارا إعلاميا لفيصل بن تركي رئيس المخابرات العسكرية، ومعرفته الدقيقة بالتمويلات المالية التي كانت ترسل للجهاديين في أفغانستان، كما أنه كان حلقة وصل بين فيصل بن تركي وأسامة ابن لادن في أفغانستان أثناء حرب الجهاديين مع الاتحاد السوفيتي، كما يعلم بالاتصالات الأمنية السرية بين الاستخبارات السعودية والأمريكية في تلك الفترة. ومما لاشك فيه أن الرجل يتوفر على وثائق سرية يحتفظ بها في مكان آمن.. لهذا كان من الصعب على الأسرة الحاكمة في السعودية تركه يتنقل بحرية بين الدول ويصبح هدف عدد من الاستخبارات الدولية التي ترغب في الاستفادة من معلوماته المهمة التي يحتفظ بها في عقله؛ خصوصا مع تقدمه في السن. (يبلغ من العمر 60 سنة) حيث يمكن استغلاله بسهولة.. صبر السعوديين لم يطل كثيرا، حتى جاءت الفرصة الذهبية بين أيديهم، في بداية شهر سبتمبر سيتوجه جمال لسفارة بلاده في واشنطن للإجراء معاملة تتعلق بزواجه، جهاز الاستخبارات (CIA) سيحذر المخابرات السعودية من مغبة تنفيذ أي عملية قذرة فوق التراب الأمريكي، وفي نفس الوقت سيقترحون عليهم تنفيذها في تركيا مع تقديم الدعم اللوجيستكي، السفير السعودي في واشنطن خالد بن عبد العزيز، وبطلب من القيادة السعودية سيقوم مرارا وتكرارا بعرقلة تسليم الوثيقة إلى جمال خاشقجي إلى أن عرض عليه في الزيارة الأخيرة الذهاب لتركيا قائلا له حسب تصريح خطيبته خديجة إن الموظفين هناك أكثر تعاونا. جمال خاشقجي سيبتلع الطعم بسهولة رغم ماضيه في العمل الاستخباراتي..
منذ ذلك اليوم والترتيبات جارية في السعودية لاختطافه من تركيا بمساعدة من وكالة الاستخبارات (CIA) الخطأ القاتل الذي ارتكبه ولي العهد محمد بن سلمان ومستشاروه ومسؤولو الاستخبارات السعودية أنهم وضعوا ثقتهم الكاملة في امرأة سمعتها سيئة للغاية، تجر وراءها ماضيا مخابراتيا كله نقط سوداء. إنها مديرة جهاز المخابرات (CIA) جينا هاسبيل. من مواليد 1 أكتوبر 1956، انضمت رسميا إلى وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية عام 1985. شغلت عدة مناصب، منها إدارتها سجنا سريا تابع للمخابرات الأمريكية في تايلاند يطلق عليه اسم "عين القط" عام 2002 كان يضم أشهر قادة تنظيم القاعدة. في عام 2005 تم تعينها مسؤولة عن سجن أبو غريب الشهير في العراق، حيث كانت تشرف شخصيا على تعذيب المعتقلين بأبشع الطرق والأساليب الممنوعة في القوانين الدولية لحقوق الإنسان.. حدث هذا في الفترة الممتدة بين زيارة الكاتب السعودي الأولى للقنصلية يوم 28 سبتمبر والثانية (الأخيرة) يوم 2 أكتوبر. بعد ذلك تم رصد وصول الطائرتين وتحرك الوفد الأمني السعودي، ولحظة مغادرته للفندق كل شيء موثق بالأدلة القاطعة.. المخابرات التركية وضعت احتياطات أمنية أثناء تنفيذ الخطة، خوفا من أن يتم اكتشاف الكاميرات السرية الموضوعة في الداخل. قاموا بتزويد العميلة خديجة كنزاي بساعة متطورة من نوع "آبل" ثم طلبوا منها أن تعرض على خطيبها خاشقجي ارتداءها من أجل سلامته الجسدية أثناء دخوله للقنصلية. مميزات هذه الساعة الذكية هي أنها متصلة بهاتف آيفون (الهاتف الذي تركه خاشقجي عند خديجة) تسجل جميع الوقائع التي تحدث لك؛ إضافة إلى تنقيط معدل نبضات القلب، كذلك تحدد موقعك الجغرافي بدقة عالية، ثم ترسل البيانات بشكل أوتوماتيكي للهاتف المرتبط بها، بشرط أن لا تتجاوز المسافة 90 مترا. مثلا في حالة قيام فريق التحقيق السعودي بعملية إتلاف الساعة يمكن للمخابرات التركية استرجاع كل التسجيلات عن طريق عمل back up للهاتف المرتبط بالآي كلاود..
السبب الحقيقي لتأخر خديجة كنزاي لمدة 7 ساعات قبل أن تقوم بتبليغ الشرطة التركية باختفاء خطيبها هو أنها كانت جالسة في مقهى غير بعيد عن مكان القنصلية تستقبل أشرطة وتسجيلات التحقيق والتعذيب الذي يتعرض له خطيبها جمال خاشقجي داخل غرفة بالطابق الأرضي بالقنصلية، حتى انتهت المهمة ثم قامت بالتوجه مباشرة لمقر المخابرات وسلمت الهاتف الآيفون للمسؤول الأول الرئيس دريان فيدرك.. السعودية فهمت الإشارة، وهي الآن - حسب تصريح السفير التركي في لبنان- تفاوض الرئيس أردوغان من خلف الكواليس من أجل إغلاق القضية مقابل ضخ 5 مليارات دولار لإنعاش الاقتصاد التركي، في حين طلب الرئيس الأمريكي ترامب من المملكة السعودية الإسراع في تنفيذ بنود صفقة الأسلحة التي تقدر بـ110 مليارات دولار. أما المخابرات الأمريكية (CIA) فقد طلبت من نظيرتها التركية تسليمها التسجيلات التي بحوزتها مقابل تقديم ملتمس لترامب من أجل رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على تركيا؛ والتي تسببت في أزمة مالية ونزول حاد للعملة التركية (الليرة).
(عن "معاريف بريس") |
