حِلْيَة المقابر
تولَّى إمامُ الدين شيخُ بني فحـــفِ **لتُطْوَى من الإسلام عاطرةُ الصُّحْفِ
تولَّى الإمام الزاهد العَلَمُ الـــــذي ** قد اشْتَفَّ علْمَ الشرْع غامِضَه يُخْـــفي
تولَّى قَريعُ العلم في حَيِّ حِمْــــيَرٍ ** ومن كــــــان في تقواه يوزَن بالألف
قد استشرف الفِردوس مُذْ هو يافِع ** ولم ينظُر الـحاجُ المُنيفُ إلى الخَلف
فبوَّأَه الله الفراديسَ مُـــكْـــــــــرَما ** من الأكرمِ الأعلى الرفيقِ مع الإِلْف
وللسلَفِ الفَــــحفِيِّ أَزْلَفَ جَــــــنَّةً ** وبارَكَ منـــهمْ في الكريمِ من الخَلْفِ
إذا هُدَّ من شنقــــــيطَ طَوْدُ جِبالِها ** فكم في بني لمْتونه من شامِخِ الطَّنْف1
همُ ناشِرُو الإسلامِ في كُـــل بُقْعةٍ ** وهمْ من ذُرَى شَــوْكانَ أرْنبَةُ الأَنفِ
تَحلَّت بكَ الحاجُ المقابِرُ حِلْـــــيَةً ** تَوَدُّ تَحَلِّيها الخَــــرائدُ كالشَّــــــنفِ.2
_____________
1. الطَّنْف: ما نتَأَ من رأس الجبل.
2. الشَّنْف: ما عُلِّقَ من الأقراط في رأس الأذن.
الشاعر الكبير: محمد الحافظ بن أحمدو