| قبائل البلاد الإسلامية الثلاث |
| الجمعة, 26 فبراير 2021 07:30 |
|
المهندس الطلبة محمد احماده التيشطياتي
ذات يوم سمعت الناس يتكلمون في القبائل واﻷنساب، فأردت أنا أيضا أن أكون كبيرا كالناس، أعرف القبائل واﻷنساب. فهرعت إلى جدي وهو جالس وحده تحت خيمة يطالع كتاب الفتنة الكبرى لطه حسين. فسألته كم في البﻻد اﻹسﻻمية من قبيلة ؟ فأجاب بسرعة: فيها ثلا قبائل. فتعجبت من سرعة الجواب ومن قلة عدد القبائل على هذه اﻷرض الشاسعة. فسألني: أين توقفت البارحة في مراجعتك لحزبك؟ فأجبت: عند نهاية سبأ ؟ فقال: إذن اقرأ سورة فاطر. فقرأت حتى بلغت {ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله ذلك هو الفضل الكبير. جنات عدن يدخلونها يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤا ولباسهم فيها حرير} فأشار إلي أن قف، ثم قال: الله قسم عباده المسلمين ثلاث قبائل: فمنهم ظالم لنفسه، أي يحط من قيمته بالتقصير من فعل الخيرات، ثم تلا {كلتا الجنتين آتت أكلها ولم تظلم منه شيئا} أي لم تنقص منه شيئا. القبيلة الثانية هي التي امتثلت الواجب ولم تنقص ولم تزد، فهي مقتصدة. والقبيلة الثالثة هي التي أتت باللازم ثم أكثرت من الفضائل؛ فهي سابقة بالخيرات بإذن الله. ثم قال لي: أعرب "جنات" في الآية، فقلت له: يمكن أن تكون بدل اشتمال من {ذلك هو الفضل الكبير} ويمكن أن تكون أيضا عطف بيان. قال: أحسنت، وما إعراب "لؤلؤا" في اﻵية؟ قلت له: هو مفعول ثان ليحلون منصوب عطفا على محل "أساور". فقال لي: أحسنت ثم أعطاني ثلاث تمرات، فكدت أطير فرحا وركضت بعيدا فلسعتني نحلة لسعة أنستني حلاوة التمر وسخافة تاريخ اﻷنساب. |
