د. المصطفى بن خطري
نحن موريتانيا بلد مجتمعه متخلف؛ يسوده الجهل والفقر وثقافة القبلية وعلاقات التبعية والاتكالية واحتقار العمل اليدوي، ولقسوة محيطه الطبيعي - المحكوم بالجفاف والتصحر- أثر بالغ في تشكل مدنه وقراه وطرق التحصيل وسيطرة الجشع وحب الاقتناء على ذهنية وسلوك إنسانه أفرادا وجماعات.
بلد لم يستطع أهله - لحد الآن- تأسيس دولة أو نظام على أساس مدني يضمن تماسكه وولاء مواطنيه له. وبعد هزيمة القطب الشرقي وتراجع التوجه الاشتراكي، وسيطرة الغرب أو دول حلف الناتو - وضمن سعيها أن تحكم العالم قيمها ومعاييرها الليبرالية- فرضت علينا نحن الموريتانيين، ضمن الشعوب والدول المتخلفة، أن نأخذ وصفتها للديمقراطية وحقوق الإنسان في مؤتمر "لابول" عام 1990م، دفعة واحدة ودون مراعاة من نحن؟ أو خصوصياتنا الحضارية أو حاجيات ومتطلبات مجتمعنا البدوي أصلا؟ ولم نقم نحن بأي دراسة علمية تشخص واقعنا وترسم معالم مشروع مجتمعنا الديمقراطي المنظور.