| مقياس هزة الإعلام 7 |
| الاثنين, 02 أكتوبر 2017 07:50 |
|
سيدي عيلال
وبما أننا في شنقيط أرض المنارة والرباط نمتاز بحداثة التكوين وفُجائية النّقلة وعفوية التصور وبساطة التدبر كان تعاملنا مع الإعلام - السلاح الفتاك أو البلسم الشافي- كفهمنا لصيرورة الحياة نفسها؛ مما فتح الباب واسعا لكل الهمم فرُكب بساط الإعلام حيثما جرت رياحه، إلا القلة القليلة التي كتبت عن الوطن بمداد حبه وللشعب توجيها ودعما ومؤازرة، وصانت كبرياء الحرف في أحلك مراحل تاريخه. واليوم، وبعد سنين عديدة من عمر تجربتنا؛ تحت مقص الرقيب تارة أو على أشرعة التحرر تارة أخرى، ها نحن نرسم صورتنا ونترك انطباعنا ونأخذ مكانتنا في جمهورية - أو مملكة- الإعلام المسيطرة؛ باستحقاق تارة وبتزييف تارة أخرى. وها هي الدولة الوطنية (الحاضن والجلاد) تمارس سياسة النأي بالنفس دون المال، لتفسح المجال لكتائب المقروء والمشاهد والمسموع حتى يرتبوا أرضية معركتهم ويحددوا أهدافها ووسائلها؛ فهل ما صنعت الدولة هو الصواب؟ أم إنها فسحت المجال لكتائب تسيطر على سلاح توشك أن تندلع نيرانه في الجسد الواحد لتأكل نار رغبته وغريزته أخضره على قلته، ويابسه على شدة قابليته للاشتعال؟ وهل إعلامنا فعلا تجاوز مرحلة الحضانة؟ وهل كل حضانة بولاء؟ أم إن مراهقته نضجت حتى ميزت بين الدعم والأجر والولاء، وبين الوطن وحلفائه؟ وهل صحوة الضمير طبيعة أم إنها لحاجة في نفس صاحبها؟ أتمنى من كل قلبي أن نُحَكّم الضمائر في مداد أقلامنا، وأن نطلب الحقيقة والصواب، وأن ننتصر للمظلوم، وأن نواجه تحديات المرحلة بعقولنا لا بعواطفنا، وأن ندعو للجميع بالخير والرفاه.. فالوطن أولى بالجهد وتغذية الصراع مدفوعة الثمن من طرف الجميع. |
