في زمن الانحطاط يسود المثل الأدنى. وقلما يرفع المرء رأسه وينظر إلى نجوم وكواكب السماء الزاهرة؛ ناهيك عن نجوم وكواكب الأرض الغارقة في وحل القهر والهزيمة!.

على غرار الشاعر الفرنسي الكبير أجين بوتيه(Euguène Potier) الذي وقف بين الجثث، يصنع الفجر في درك الهزيمة، بكلمات نبوية رائعة، أخرجتُ هذا المثل الأعلى من طي النسيان، حين وقفت على ضريح الأمير العظيم اعلي شنظوره1 بن هَدِّي، في قمة هضبة "وَنْوَنْ"2:

يا عليا في الـــــحـياة      وعـليا في الفـــناءِ
أنت إحدى المعجزات    في شـموخ الكبرياءِ

جبت البراري والصحارى   ساهـــــما ليل نهارا

حالما تخـــــــــطب ثــارا      لأمانيك العـــــذارى

عدت.. مرحى صقر مغفر!    تتهادى.. تتــــــبختر
عدت أقوى.. عدت أكــبر      حاديا جيشا غضنفر

أنت نجم في الأثــــــير       سار من نور لــــنور

يتحدى في حبــــــــور      رمسه بين الصــــخور

أيها الثاوي بعـــــــــــــيدا    بين أفلاك السماءْ
 لست في "وَنْوَنْ" غريبا    بل بنوك الغرباء!

وَنْوَنْ 13 فبراير1996

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* مغفر بن أودي بن حسان: هو جد قبائل المغافرة.

1- اعلي شنظوره بن هدي بن أحمد بن دمان: أمير الترارزة (1114هـ/1703م – 1139هـ/1726م) كان المؤسس الفعلي لإمارة الترارزة بعد أن خلصها من أولاد دليم ولبراكنه وفلول أولاد رزگ، وقد رحل إلى المغرب مستعينا في ذلك بالسلطان مولاي اسماعيل(راجع التكملة ص:28). وفيه وفي زميله الشاعر العلامة عبد الله بن القاضي - المعروف بابن رازگه- يقول محمد العالم بن المولى إسماعيل:

مكناسة الزيتون فــخرا أصبـــــحت      تزهو وترفل في ملاء أخـــضر

فرحا بعـــــبد الله نـجل محـــــــــمد       قاضي القضاة ومن ذؤابة مغفر!

2- هضبة تقع في سفحها مدينة "بابابي" على الطريق الرابط بين مدينتي "بوگي" و"كيهيدي".