أدونيس: هذا هو اسمي (ح 19)*
الخميس, 26 يوليو 2018 07:34

 

أنا مجموعة من الأسئلة المطروحة

altبيار: إلى أي مدى تثقل كثافة المضمون - بمعنى الرؤية- على شاعرية النص بحيث يتحول إلى قصيدة ذهنية؟

أدونيس: ماذا تعني بقصيدة ذهنية؟

بيار: أعني أني إذا قرأت "أغاني مهيار الدمشقي" أو "أوراق في الريح" فهناك غنائية وخفة وقرب وموسيقية قد لا أجدها في "مفرد بصيغة الجمع" التي هي قصيدة عظيمة، ولكنها مكثفة، ثقيلة، صعبة.. 

أدونيس: نقول عنها إنها مكثفة وصعبة، ونقرؤها. أين المشكلة؟

بيار: المشكلة ليست في قراءتها، لكن الاستمتاع بها يقتضي أن تكون غنائية أكثر ليكون الشعر بعفويته الأولى.

أدونيس: يتغير معنى المتعة، فيكون هذا الصراع القاسي العنيف مع النص، الذي نجده صعبا وعنيفا. هذا الجهد السيزيفي بدحرجة الصخرة باستمرار إلى ما لا نهاية. لا يجوز البحث دائما عن المعنى أو عن المتعة وفهم الأشياء. هناك أشياء يجب الاكتفاء بالسؤال حولها. لا يمكن فهم العالم، ولا يجوز أن نقول إننا نفهمه، فلا أحد يفهم العالم؛ بل ولا أحد يفهم نفسه. ومن لا يستطيع فهم الشيء الذي يسيطر عليه لا يمكنه فهم هذا العالم الواسع.

ليس هناك معنى.. هناك بحث متواصل عما نسميه المعنى لحسن الحظ؛ فلو كان هناك معنى واضح جاهز كنا قد استنفدنا العالم.

بيار: أنت بدأت تكتب شعرا عموديا.. "قالت الأرض" قصيدة تصالحت معها في التسعينيات فأضفتها إلى أعمالك الكاملة، وصولا إلى شعر التفعلة الذي أبدعت فيه، إلى قصيدة النثر الكثيفة.. هل يمكن أن نرسم لحركة شعرك خطا معينا أم لا؟

أدونيس: أليس سحر الشعر – وهذا ما يجب أن نعيه جميعا- أنه لا يحدد كالحب. لو سألتك: ما الحب؟ وأجبتني: هو كذا وكذا لكنت تقتله! لم يحاول أحد أن يحدد أي شيء عظيم. ما الجمال؟ ما الحب؟ وكذلك ما الشعر؟ كل شيء يتحدى الإنسان في علاقته مع العالم ومع الأشياء ومع المجهولات، ويتحدى طاقة الإنسان من داخله لكي يبحث عن جواب، فلا تحديد له. ومن حسن الحظ أن الكلمة لا تستنفد العالم ولا الأشياء، وعظمة الشعر وسره في كونه – مثل الحب- سؤالا دائما. الكتابة الشعرية هي مثل التموج؛ فأحيانا تكون الموجة هادئة رومنطقية أو غنائية، وأحيانا تكون عاصفة، لكن الماء هو الماء ذاته.

altبيار: دعنا نقل إنك في كتاب "شعراء كبار" ربما أصابك جنون العظمة فتماهيت مع المتنبي، أو رأيت نفسك نبيا، هل "أدونيس النبي في كتاب" هو كتاب وصية؟ هل هو ذروة ما وصلت إليه صناعتك؟

أدونيس: لا، لا، أنا شكاك، بنيتي بنية شكية. لا يمكن أن أزعم أني نبي أو أن عندي أجوبة. أنا مجموعة من الأسئلة المطروحة؛ أولا على نفسي، وثانيا على العالم الذي أعيش فيه، وثالثا على العالم المقبل. وكلي شكوك، وكلي ظنون، ولا يقين عندي على الإطلاق.

بيار: يمكن أن نكون قد نجحنا في إجراء حوار طويل لم نأت فيه على ذكر نوبل

أدونيس: هذه مشكلة نوبل.

بيار: أتمنى لنوبل أن تفوز أنت بهذه الجائزة

أدونيس: لا أفكر فيها على الإطلاق.

بيار: أعلمُ ذلك.

____________

* نقلا عن قناة الميادين.

فيديو

فيديو

فيديو

فيديو

فيديو

فيديو

فيديو

الآن في المكتبات

فيديو

المتواجدون الآن

حاليا يتواجد 1 زائر  على الموقع